DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هذه أحوالنا قبل الزواج

هذه أحوالنا قبل الزواج

هذه أحوالنا قبل الزواج
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير ... بعد أن أنهى دراسته الجامعية، استعد للبحث عن وظيفة، كمسار طبيعي لأي فرد مؤهل، يرغب في خدمة مجتمعه، والاعتماد على نفسه. عاش لفترة ليست بالقصيرة، لا يفكر إلا في الراحة والاستجمام، ونسيان عذاب الدراسة وآلامها. بينماأخذ أهله يلحون عليه ويذكرونه بالزواج، متخوفين من ذهاب زهرة حياته، وضياع الفرصة دون أن تكون له ذرية. وهو يرفض الفكرة من أساسها، متعززاً مختلقاً للأعذار، منها ما هو واقعي يمكن التعايش معه، وأخرى مما ليس لها ارتباط بالواقع. مرة يقول: لايزال هم الدراسة يلاحقني، وأريد أن أتنفس بحرية. وأخرى: لست أفكر في الزواج، أكون أن كون حراً، لا يقيدني شيء. بعكس الكثيرين من الشباب الذين لا يتركون التفكير في الزواج حتى وهم مرتبطون بالدراسة، وينتظرون نهايتها ليقبلوا على الحياة العائلية. اجابة بذلك لنداء الفطرة السوية، أو تخوفاً من الوقوع في المحرمات، أو عدم مقدرتهم على تحمل الوحدة وحياة العزوبية. وبعد فترة من العمل المتواصل، دون كلل أو ملل،وانقطاع عن الدراسة -التي كانت لملأ عليه كل حياته - أحسب الوحدة تقتله، والفراغ يلفه، وان شيئاً ما ينقصه ويحتاج إليه ليملأ عليه حياته. ابلغ أهله عن عزمه على الزواج، وعن مواصفات المرأة التي يتوقع أن تشاركه حياته ومستقبله، وتكون أم عياله. حال جميع الشباب المقبلين على الزواج، حيث يعينون المواصفات التي يتوقعونها في شريكة المستقبل، من طول - وعرض -وشعر - وبشرة ? ومستوى تعليمي ? ووضع وظيفي. وتعيين كل ذلك يعتمد على المستوى التعليمي والمادي للفرد، والمحيط والثقافة العامة والخاصة المرتبط بها ويستقي منها أفكاره. ومع شهادته الجامعية ومركزه المادي والاجتماعي، كان يعتقد متفاخرا:لا يمكن لأي فتاة ذكية أن ترفضني، لأني صفقة رابحة. ولكن لسوء حظه وعقم تقديره، رفض من أكثر من فتاة، ولم تنفعه شهادته ولامركزه المالي. ولخطأ حساباته أو تناسيه إن للفتاة كذلك مواصفات لزوج وشريك الحياة والمستقبل، ومن حقها أن ترفض من لا تريد، وتقبل من ترغب فيه. أصيب بخيبة أمل شديدة، وخالجه شعورغريب باحتمال بقائه أعزب طيلة حياته. ومرت عدة سنوات وهو يبحث عنها من قرية إلى أخرى دون أن يحظى بالقبول. فأخذ يعيد حساباته، ويتفحص مواقع الخلل التي أفشلت سعيه، مستجوباً نفسه:كيف لم أجد عروسي، وهل كنت قاسياً في اشتراطاتي؟! ولكن لم يعقه ذلك عن مواصلة البحث، مع اضطراره إلى تغيير طلباته، ويكون واقعياً، وأكثر اعتدالا واتزاناً. ولم تمض فترة وجيزة على بحثه الجديد، حتى حظي بمطلبه، وحصل على القبول من فتاة من قريته، لديها المواصفات التي يريدها وأكثر. فأسس معها لبنات حياته الزوجية الأولى، ورزق منها بطفل ملأ عليه حياته وحياتها. حسين مشامع