DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د/ محمد بن سليمان الأحمد

د/ محمد بن سليمان الأحمد

د/ محمد بن سليمان الأحمد
د/ محمد بن سليمان الأحمد
أخبار متعلقة
 
عدد قليل جداً من دارسي الإعلام ومنظريه ، اتفقوا في البداية ولكن بحذر مع ما ذهب إليه العالم الكندي «شارلزماكلوهان»، عندما تحدث عن القرية الكونية، وتحول العالم إلى قرية صغيرة ، يعلم كل سكانها وبسرعة متناهية بكل ما يحدث في كل طرف من أطرافها ، لقد كثر التنظير حينها ، بين مؤيد ومعارض حتى أن بعض من انتقد هذه النظرية اعتبرها من الخيال العلمي. اليوم وبعد أكثر من ثلاثين عاماً حولت الأقمار الصناعية بقنواتها الفضائية وشبكتها المعلوماتية هذه النظرية إلى واقع يعيشه كل سكان العالم. وسائل ورسائل الإعلام في عالمنا العربي المسموعة والمقروءة والمرئية بقيت لأكثر من قرن وهي مسيطرة على عقلية المتلقي العربي ، حيث كان أسلوبها في تقديم المادة الإعلامية من حيث الشكل والمضمون هو المعتمد ولاشيء غيره ما عدا ما كان يقدمه القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية من بث برامجي وإخباري يقتصر الاستماع إليه على الطبقة المثقفة القليلة في عالمنا العربي حينها. اليوم ومع التطبيق الفعلي لما تنبأ به «ماكلوهان « أصبحت وسائل الإعلام العالمية والغربية على وجه الخصوص مسموعة ومقروءة ومرئية تصل إلى المتلقي العربي وباللغة العربية وحتى أحيانا باللهجات المحلية . «النيوز ويك» أصبحت تصدر بالعربية، عن جريدة الوطن الكويتية, وإذاعات لندن البريطانية ، ومونت كارلو الفرنسية، وسوا الأمريكية، أما القنوات الفضائية فهناك الحرة الأمريكية، وموقعها الالكتروني، والـ «بي بي سي « البريطانية التي تجرى فيها استعدادات مكثفة للانطلاق قريباً باللغة العربية، وسوف تضم هذه الخدمة التلفزيونية الجديدة بالإضافة للقناة التلفزيونية موقعاً الكترونياً يبث بالكلمة المكتوبة والمنطوقة وبالصورة الثابتة والمتحركة، أي بكل الوسائط الإعلامية المتعددة، وسوف تبث الخدمة الفضائية التلفزيونية على مرحلتين، الأولى لاثنتي عشرة ساعة ، ومن ثم لأربع وعشرين ساعة، ويعمل في الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية أكثر من ثلاثمائة وخمسين مراسلا ، سوف تستفيد منهم المحطة العربية الجديدة . ويسعى القائمون على هيئة الإذاعة البريطانية لمحاصرة المتلقي العربي أينما كان عدا ساعات نومه فهو يستمع إلى الإذاعة أثناء وجوده في السيارة، ويشاهد الفضائية في المنزل ، أما في المكتب فهناك الموقع الالكتروني من خلال جهاز الحاسوب الذي يكاد لايخلو منه أي مكتب في عالم اليوم . والفرنسيون لهم وسيلتهم الفضائية الموجهة للمتلقي العربي بلغته وليس بلغتهم ، حيث توضع اللمسات الأخيرة لافتتاح قناة « فرانس24» في العام الميلادي الحالي . ورغم سقوط الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من عشر سنوات إلا أن الأطماع الروسية تحولت إلى كسب المزيد من المتلقين العرب للبث الروسي باللغة العربية حيث تعمل روسيا على إنشاء محطة تلفزيونية فضائية بالعربية. المتلقي العربي لم يعد لقمة سائغة في أيدي وسائل إعلام الدول العربية، وأساليبها الجامدة، من حيث الشكل والمضمون ، في إعداد وتقديم المادة الإعلامية ، كما يمكن توديع الرقابة الإعلامية في العالم العربي إلى غير رجعة. لقد ازداد عداد المنافسين ، حيث دخل ساحة المنافسة العديد من الوسائل الإعلامية المسموعة والمقرؤة والمرئية والالكترونية وبلغة الإعلام السهلة والبسيطة والبعيدة عن التعقيد ، لم يعد مهماً عند الوسائل الإعلامية الزاحفة من الشرق ومن الغرب الفعل والفاعل وأخطاء الجزم والنصب . لقد أصبحت الأهمية رقم واحد في هذه الوسائل هي إيصال الرسائل الإعلامية إلى المستقبل العربي في أي مكان من العالم. المنافسون الجدد سيقاسمون إعلامنا الكيكة ، إن لم يفوزوا بها كلها، كيكة المتلقين وقبل ذلك كيكة المعلنين . ترى هل تستطيع وسائل إعلامنا العربية الدخول إلى حلبة المنافسة لمنافسة هذه الوسائل التي اخترقت الأجواء العربية مؤخراً أم أنها سوف تستسلم لها كما استسلم قبلها العديد من المؤسسات في كل أرجاء العالم؟. [email protected]