DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تحليل اخباري:غموض السودان بشأن دارفور متعمد

تحليل اخباري:غموض السودان بشأن دارفور متعمد

تحليل اخباري:غموض السودان بشأن دارفور متعمد
أخبار متعلقة
 
قال محللون إن الخرطوم تطبق سياسة متعمدة تتسم بالغموض فيما يتعلق بنشر قوات تابعة للأمم المتحدة في دارفور لتهدئة الانقسامات الداخلية وتجنب المواجهة مع المجتمع الدولي. ورفض السودان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1706 الذي يصرح بنشر قوات حفظ سلام وشرطة قوامها نحو 22500 جندي لتحل محل قوة الاتحاد الافريقي في دارفور. ورفض كذلك أي تسوية تشمل قوات مشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة. وفي ديسمبر خفف الرئيس السوداني عمر حسن البشير موقفه بالموافقة على عملية مشتركة في خطاب للأمين العام للامم المتحدة في ذلك الوقت كوفي عنان وقال إن السودان على اتفاق كامل مع المنظمة الدولية.لكن البشير رفض أن يوضح علنا تفاصيل العملية المشتركة في حين مازال ينفي أي اتفاق على نشر قوات تابعة للامم المتحدة أمام مستمعيه المحليين. وقال المستشار الرئاسي مصطفي عثمان اسماعيل هذا الشهر : لا نريد أن ندخل في نقاش اعلامي بشأن هذا الامر. ورفض تحديد ما اذا كان خطاب البشير يعني أن السودان سيسمح بنشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في دارفور. ويقول المحللون ان هذه السياسة تسمح للبشير بتجنب الانتقادات من القوى الداخلية التي تعتبر ان التدخل الاجنبي في دارفور بمثابة غزو للبلاد وتهدئة الانتقادات الدولية بأنه يعرقل جهود اقرار السلام في غرب السودان. ورأى ديف موزرسكي الخبير في شؤون السودان في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات انها تمكن المجتمع الدولي من الاشارة الى التصريحات الايجابية التي تصدر عن الخرطوم كدليل على احراز تقدم مع تجاهل موات للتصريحات المناقضة لذلك التي يدلي بها المسؤولون في الخرطوم والهجوم الحكومي المستمر وحملات التفجير في دارفور. وقال الاكاديمي الامريكي اريك ريفز ان مناقشة ما اذا كان السودان قد قبل القوات المشتركة تنتقص من حقيقة أن الخرطوم تمكنت من تعطيل القرار رقم 1706 في تحد للامم المتحدة. واضاف : النظام يدرك تماما قيمة اثارة الغموض الذي يحتاجه المجتمع الدولي لتغطية الموقف الداخلي. ووصف القرار بانه انتهى. والمناقشات بشأن نشر قوات حفظ سلام مستمرة منذ أوائل عام 2004 أي بعد نحو عام من حمل المتمردين وأغلبهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة يتهمونها باهمال المنطقة. ومنذ ذلك الحين قدر خبراء غربيون ان نحو 200 ألف قتلوا و5ر2 مليون اخرجوا من ديارهم في اطار حملة اغتصاب وقتل وسلب ونهب في دارفور وصفتها واشنطن بالابادة الجماعية ونفتها الخرطوم ورفضت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي اسباغ المصطلح الامريكي على ما يجرى هناك . وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في مزاعم عن جرائم حرب في المنطقة حيث تجرى أكبر عملية اغاثة انسانية في العالم. وقال البعض ان الموقف الغامض لحكومة الخرطوم يهدف الى كسب الوقت لحل الانقسامات الداخلية بين الراغبين في العمل مع المجتمع الدولي والمتشددين في الخرطوم الذين يعتبرون الامم المتحدة قوة استعمارية.وقال فيصل الباقر الناشط السوداني في مجال حقوق الانسان ان هناك مواقف مختلفة داخل الحكومة يمكن القول ان للحكومة وجهين. وأضاف : انهم لا يريدون أن يراهم الناس يوافقون على ما رفضوه من قبل. ويتعرض البشير لضغوط داخلية لاتخاذ موقف أكثر تشددا في مواجهة الضغوط الدولية. وتعطيل قرار الامم المتحدة أرضى هذه العناصر داخل حكومته. وشنت الخرطوم حملة اعلامية مكثفة ضد وجود قوات دولية في دارفور العام الماضي ووصفت ذلك بأنه مؤامرة غربية لاعادة احتلال السودان. وأدت هذه الحملة الى تحويل اراء قطاعات من المجتمع السوداني ضد المنظمة الدولية واعتبروها غطاء لتدخل أمريكي غربي في الشأن السوداني فخرج الاف الشبان السودانيين الى شوارع العاصمة مرددين هتافات تقول (تسقط الولايات المتحدة). وأصبح التوصل الى أي تسوية تسمح بنشر قوات للامم المتحدة في دارفور أكثر صعوبة بالنسبة للخرطوم في أعقاب مزاعم في الفترة الاخيرة عن انتهاكات جنسية لاطفال من جانب قوات الامم المتحدة التي تراقب اتفاق سلام في جنوب السودان. ويقول بعض المحللين ان المجتمع الدولي سمح لحكومة الخرطوم بتحدي قرار الامم المتحدة. وقال موزرسكي : الافتقار لقيادة دولية قوية وحاسمة بشأن دارفور مستعدة لمحاسبة الخرطوم على أعمالها والتزاماتها السابقة أتاح الفرصة... للسودان لممارسة العاب دبلوماسية وبيروقراطية مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي. وقال السفير الامريكي المتقاعد لورانس روسين المنسق الدولي البارز لجماعة ائتلاف انقذوا دارفور ان الوقت قد حان لوقف مناقشة التفاصيل وضمان أن ينفذ السودان ما بدا انه وافق عليه.وأضاف : الامر يتطلب التزاما وتصميما لممارسة جهود دبلوماسية مكثفة ومستمرة من جانب المجتمع الدولي على حكومة السودان لدفعها لاتخاذ اجراء يستند الى خطاب عنان وتنفيذه.//