أخبار متعلقة
تسعى الإدارة العامة للحماية الاجتماعية منذ إنشائها في العام قبل الماضي بموجب قرار وزاري الى تعزيز أهدافها باتخاذ التدابير اللازمة لحماية بعض افراد المجتمع خاصة الأطفال والنساء المعرضين للإيذاء وذلك بتوفير خدمات إيوائية وشرعية ونفسية واجتماعية بما يحقق لهم الأمن الاجتماعي ويراعي مصالحهم .. كما تقدم أيضا استشارات اجتماعية وتربوية ونفسية وقضائية عن طريق وحدة الإرشاد الاجتماعي التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية . . وتمتلك الادارة دور إيواء استثنائية مخصصة لمن يتعرضون للإيذاء وتستدعي الحاجة إيواءهم وذلك بكل منطقة .. وتقدم هذه الدور خدمتها كاملة للمعرضين للإيذاء والعنف وذلك بشكل مؤقت لحين إنشاء وحدات حماية اجتماعية مستقلة مقترح إنشاؤها قريباً .. تستهدف اكثر الفئات تعرضا للعنف في المجتمع السعودي .. حول دور الادارة في حماية ضحايا العنف وقضايا اخرى ..
( اليوم ) تحاور مدير عام الحماية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية الدكتور محمد بن عبد الله الحربي .
توفير الحماية ** متى انشئت الإدارة العامة للحماية الاجتماعية .. وما اهم أهدافها ؟
ـ أنشئت الإدارة العامة للحماية الاجتماعية بموجب القرار الوزاري رقم1/10771/ ش بتاريخ 1/3/1425هـ ، ومن أهدافها اتخاذ التدابير اللازمة لحماية بعض أفراد المجتمع المعرضين للإيذاء حماية إيوائية وشرعية ونفسية واجتماعية بما يحقق لهم الأمن الاجتماعي ويراعي مصالحهم ، ومهام الإدارة تتركز في دراسة المشكلات الاجتماعية التي تؤدي إلى الإيذاء في المجتمع السعودي والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة الحكومية والأهلية التي تتناول قضايا العنف الأسري في المجتمع السعودي بالإضافة الى التدخل السريع في حالات الإيذاء والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العلاقة مثل إمارات المناطق والمحاكم والشرطة .
فئات مستضعفة ** هناك فئات محددة من المجتمع سواء من الذكور أو الإناث تخدمها إدارتكم .. ما تلك الفئات ؟
ـ إن إدارة الحماية الاجتماعية تخدم مبدئياً الطفل وفق السن التي حددتها اللوائح الاجتماعية العالمية وهي سن 18 سنة فما دون والمرأة أياً كان عمرها والفئات المستضعفة في المجتمع وذلك لحمايتهم من الإيذاء الجسدي والنفسي أو الجنسي.
استشارات سرية
** ما استراتيجيات وآليات عمل الإدارة ؟
ـ الاستراتيجيات والآليات التي تعمل من خلالها الإدارة تتمثل في تقديم الاستشارات الاجتماعية والتربوية والنفسية والقضائية عن طريق وحدة الإرشاد الاجتماعي التابعة للوزارة للحالات التي تتعرض للإيذاء من خلال عدد من المستشارين الاجتماعيين والنفسيين والتربويين والقضائيين وذلك بسرية تامة ، كما تتولى اللجان العاملة في الحماية الاجتماعية في المناطق معالجة قضايا الحالات التي تتقدم لها لطلب الحماية في اطار الإصلاح وفيه يتم التركيز على حل المشكلة ودياً بين الأطراف الأسرية وتعمل اللجنة على تأهيل الحالات اجتماعياً من خلال عمل جلسات نفسية ويعد ايواء الحالات وهو آخر الحلول بعد التأكد من عدم وجود من يرعى الحالة وسط محيطها العائلي ويتم ذلك في أضيق الحدود .
زيادة الدعم
** هل هناك جهات حكومية أو أهلية تشارككم في الحماية وما آليات التعاون وهل تحتاجون لزيادة الدعم ؟
ـ نعم هناك جهات حكومية وأهلية تشارك في مهام الإدارة ولها مندوبون ومشاركون في عضوية لجان الحماية بالمناطق مثل إمارات المناطق ووزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة العدل ووزارة الداخلية والمستشفيات والجهات الأمنية ، كما أن هناك مؤسسات أخرى تقوم بالتعاون مع الوزارة في إحالة الموضوعات للحماية الاجتماعية والمتعلقة بالعنف الأسرى مثل هيئة حقوق الإنسان والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان , أما بالنسبة لدعم الإدارة فإنها بحاجة للدعم من خلال الجهات في زيادة التعاون والتنسيق لتحقيق رسالتها ومهامها واهدافها.
علاقة تعاون
** وماذا عن علاقتكم بهيئة حقوق الإنسان ولجنة الشئون الاجتماعية والأسرة بمجلس الشورى .. وهل انتم راضون عن هذه العلاقة ؟
ـ العلاقة بين الوزارة وهيئة حقوق الإنسان ولجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة في مجلس الشورى تكمن في التعاون فيما يخدم أفراد المجتمع ويحقق استقرارهم وتكيفهم من النواحي الاجتماعية والنفسية والمعيشية.
تشخيص الحالات
** كيف تتمكن الإدارة من الوصول الى المستهدفين وما الإجراءات المتخذة تجاه بلاغ عن تعرض أي شخص للإيذاء؟
ـ من يحتاج إلى خدمات الحماية الاجتماعية يتقدم بنفسه أو يرد بلاغ عنه من أحد أفراد أسرته أو أقربائه .. أما عن الإجراءات التي تتخذ في حالة تلقي بلاغ عن تعرض أي طفل أو امرأة للإيذاء أو العنف فإن ذلك يخضع لإجراءات متبعة من قبل لجان الحماية بالمناطق الرجالية والنسائية .. ومن هذه الإجراءات الاتصال بالأسرة والتنسيق معها لزيارتها وعمل دراسة اجتماعية ونفسية للحالات التي تتعرض للعنف وتشخيص هذه الحالات ، العمل على تأهيل الحالات اجتماعياً ونفسياً بإعداد برامج جلسات علاجية ، الإصلاح الودي بين أفراد الأسرة ، إيواء الحالات التي تستدعي الحاجة استضافتها لحين تأهيلها وإعادتها للمجتمع.
وحدات مستقلة
** هل لديكم دور إيواء لمن يتعرض للعنف وكم عددها وأين تقع ؟
ـ توجد لدينا دور إيواء بصفة استثنائية لمن يتعرضون للإيذاء وتستدعي الحاجة إيواءهم وذلك بكل مناطق المملكة وتقوم بخدمة ورعاية المعرضين للإيذاء والعنف حاليا لحين إنشاء وحدات حماية اجتماعية مستقلة مقترح إنشاؤها قريباً .
رعاية واعادة
** هل تضعون شروطا وضوابط لإيواء ضحايا الإيذاء بأشكاله ؟ وما الخدمات المقدمة لهم ؟
ـ يتم الحاق من تستدعي الحاجة إيواءه ممن لم يكن له راع أو من يخشى عليه من الضياع بالدور الإيوائية الخاصة بالحماية الاجتماعية وهذه الحماية تنطبق على الأطفال المعرضين للإيذاء دون سن الثامنة عشرة والمرأة أيا كان عمرها وتقدم لهذه الحالات الرعاية التامة وتشمل الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية وتقوم بالعمل على تأهيل هذه الحالات لإعادتها إلى الأسرة الأصل .
600 حالة عنف
** كم عدد المستفيدين من الدور .. وكم عدد القضايا التي وردت للادارة منذ إنشائها ؟
ـ يستفيد من خدمات هذه الدور كل الأطفال دون سن الثامنة عشرة والمرأة والمستضعفين في المجتمع وبلغ عدد القضايا المتعلقة بالعنف الأسرى والتي سجلت لدى الإدارة حتى عام 1426هـ ما يقارب 600 حالة كما أن الإدارة تضع الحلول المناسبة لما يرد إليها من قضايا حسب طبيعتها وحسب دراسة الحالة ومتابعتها وتشخيصها ومعرفة الإمكانات التي تخدم قضيتها كما أن القضايا ترد بشكل متتابع ويتطلب وضع الحلول وقتاً كافياً لتشخيص الحالة ووضع الخطط العلاجية.
الطفل والمرأة
** ما أكثر الفئات التي تتعرض للإيذاء من خلال ما ورد إليكم من قضايا وما أعلى نسبة تعرضها للإيذاء ؟
ـ تختلف أعداد الفئات التي تتعرض للإيذاء من منطقة إلى أخرى حسب الكثافة السكانية لكل منطقة وغالباً ما تكون اكثر هذه الفئات حالات اعتداء جسدي من الآباء أو الأزواج ضد الأطفال والمرأة .
عنف أسري
** ما أكثر القضايا الاجتماعية وروداً الى الادارة ؟
ـ أكثر المجالات الاجتماعية التي ترد للإدارة هي قضايا العنف الأسرى وهي القضايا التي تعنى بها الإدارة أساسا.
حماس وإثارة ** كيف ترون تفاعل وسائل الإعلام مع دور الادارة .. وما جوانب القصور ؟
ـ لا تتردد وسائل الإعلام المختلفة في دعم قضايا العنف الأسرى في المجتمع ونحن نلمس حماسها واهتمامها في هذا الجانب إلا أننا نلحظ على هذه الوسائل الإعلامية البحث عما يثير هذه القضايا وسرعة نشر الخبر سواء كان صحيحاً أم غير صحيح دون التثبت من صحة الخبر ومعرفة الحقيقة فهي لا تتحرى معرفة مصداقية الخبر من الجهة المعنية بل تقوم بنشر هذا الخبر أو ذاك دون التحقق واثبات مصدره وهذا بلا شك يؤثر سلبا على الأسرة التي يقع منها العنف وكما هو معروف فإن المجتمع السعودي يتصف بخصوصية ترفض التشهير وفق ما يمليه الدين الحنيف.
طبيعة الحياة
** شهد المجتمع السعودي مؤخراً تزايدا في قضايا العنف بمختلف أشكاله.. ما الأسباب والعلاج ؟
ـ مشكلات العنف الأسرى موجودة أصلا في كل مجتمع وهذه هي طبيعة الحياة إلا أن العنف الذي نقصده هنا يختلف عن العنف الذي يخرج عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، فالعنف الأسري محدود ويقع بين أفراد الأسرة متى ما حدث خلل اجتماعي أو نفسي أو اقتصادي وغير ذلك وكانت القضايا الاجتماعية تعالج في حدود الأسرة والأقارب وفاعلي الخير من أهل الحي إلا انه في خضم معطيات العصر الحالية وانفتاح المجتمع وما أحدثته التكنولوجيا ووسائل الاتصال من طفرة حضارية وعادات دخيلة كل هذا أدى إلى زيادة قضايا العنف في المجتمع الا أنها لم تصل إلى حد الظاهرة الاجتماعية وعلاج هذه القضايا يكمن في الرجوع لتعاليم الدين الحنيف وأساليب التربية الحديثة والتعامل بين أفراد الأسرة.
تحديد الاسباب
** ما أبرز المستجدات التي طرأت على المجتمع السعودي حول قضايا العنف وكل ما يخالف الحماية ؟
ـ تسعى الوزارة من خلال الدراسات التي أجريت إلى تحديد أسباب العنف والحالات التي تتعرض للعنف والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة العنف والتصدي لمشكلاته الاجتماعية .. كما أن قضايا العنف لم يطرأ عليها أي تغيير أو نمط جديد طبقا للدراسات التي تناولت هذه القضايا.
دور محدود
** كيف تنظرون إلى تفاعل قطاعات المجتمع مع الادارة وإلى أي مدى وصلت درجة الوعي بمهامكم ؟
ـ المجتمع السعودي يميل الى حل هذه القضايا دون مساس أو تشهير بأفراد الأسر التي تتعرض للعنف ومن هنا فإن المجتمع قد لا يكون متقبلا لهذه الدور حالياً إلا أن هناك من أفراد المجتمع من يدرك أهمية دور الإدارة ويتعاون معها في إيجاد الوسائل المناسبة لعمل الحلول العلاجية وتسهيل مهام لجانها للوصول للحلول المناسبة .
لجان حماية
** كيف يمكن لأفراد المجتمع التواصل مع انشطة الإدارة ؟
ـ الإدارة كونت لجان حماية اجتماعية بجميع مناطق المملكة الرئيسية ووضعت نماذج بلاغات وتم توزيعها لجميع الجهات ذات العلاقة لتسهيل التواصل مع الإدارة ولجانها .. كما نشرت بالصحف اليومية عناوينها وعناوين اللجان وأرقام الهواتف والفاكسات بهدف سرعة وصول البلاغات ومتابعة هذه القضايا. ونسأل المولى (عز وجل) أن يحمي مجتمعنا من هذه المشكلات ونرجو من أفراد المجتمع التعاون مع الإدارة ولجانها وتفهم دور الحماية الاجتماعية حتى نعمل صفاً واحداً للقضاء على هذه المشكلة.
النساء اكثر الفئات تعرضاً للعنف والايذاء .