DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي
د.محمد حامد الغامدي
أخبار متعلقة
 
هناك طقوس كثيرة.. لانتقاء ثور العيد.. طقوس احتفالية غير عادية عند أهالي بلاد غامد وزهران.. كجزء من الواجب الديني المغروس في نفوسهم.. عندهم العمل عبادة.. إتقان العمل شرف.. رجولة.. أمانة.. وعلامة مميزة.. يتم استقبال ثور العيد في مدخل القرية كجزء من فلسفة حياتهم التي حافظت على بقائهم عبر التاريخ.. حتى الثور كأنه عندهم من الفاتحين.. يحظى بالكثير من الاهتمام.. تكريم للفرح القادم الذي يجسده الثور.. لا امزح حينما أقول: الثور هو العيد كله. تمتد منافع الثور حتى بعد ذبحه وتقطيع لحمه وأكله.. منافع لها أشكال كثيرة.. أهمها (المقاط) و(الرّشا).. هي أنواع من الحبال.. مصنوعة من جلد ثور العيد.. تخليدا لـ(دوره) في الأعمال الزراعية.. الثيران الأخرى لا تتعظ.. لا تملك الخيار.. أنعام سخرها الله لـ(الإنسان).. لكن هناك الكثير من البشر يقومون بـ(نفس) الدور.. لا يتعظون.. حتى مع حوادث السيارات.. المصيبة ليس لهم أعمال أو أدوار تخلدهم.. هكذا يمضون.. كـ(قرون) الثور التي فقدت قيمتها بعد ذبحه. يتم تقطيع جلد الثور بعد سلخه إلى شرائط.. يتم لفها بـ(طريقة) فيها مهارة عالية.. هناك متخصصون يقومون بـ(هذا) الجهد.. تصبح حبلا قويا لا غنى عنه في حياة الناس الزراعية.. يكون الحبل سميكا أو اقل سماكة حسب الغرض.. ثور العيد قصة طويلة.. لم يعد لها وجود.. بعد انقراض ثيران أهالي غامد وزهران.. مع حميرهم وأغنامهم.. حتى الدجاج مع الكثير من الموروث الذي حافظ عليهم قرونا طويلة.. كان لـ(الثور) دور تاريخي.. أستطيع الشهادة.. مع التأكيد أن الثور كان يقوم بـ(دور) الآلة البخارية وفتوحاتها الحضارية في أوروبا. بداية.. قبل عيد الحج.. يسمى أيضا عيد اللحم.. كانت هناك طقوس تمارس قبل شراء ثور العيد.. هذا يعني أن الناس لا تأكل إلا الخضار في معظم أيامها أو تمارس الصوم كرها.. يطلقون على هذا الخضار اسم: (القرّاصة).. أهمها (الرّجعة) وهي خلفة نبات البرسيم (القظب) بعد حشه.. أيضا هناك (الثفّا).. الذي يسميه أهل الشرقية الرّشاد.. وجدته يباع مع الجرجير والفجل في بعض بقالات الدمام.. رأيت أهل غامد وزهران اكثر المشترين لـ(هذا) النبات.. كان اللحم نادر الوجود.. خاصة لحم الثيران الأكثر لذة ورغبة.. هذا وجه الشبه بين أهالي غامد وزهران وأم السباع أمريكا.. الجميع يعشق لحم البقر (البيف).. الفرق في الثور نفسه.. ثور أمريكا يربى لـ(الذبح).. ثور غامد وزهران يربى لـ(العمل) أولا ثم يذبح كـ(خاتمة) مشرفة لـ(الثور).. لكن دون تعليق قرون هذا الثور في مجالسهم. يتم الاحتفال مبكرا.. عن طريق خطوات مدروسة بـ(الوراثة).. كل شيء في حياتهم له برتوكول محدد وثابت.. الأمر ليس عشوائيا.. بروتوكولات غامد وزهران أول بروتوكولات في التاريخ.. من يستطيع إثبات عكس ذلك؟.. تتسم الخطوات بـ(الذكاء) المهني الحرفي وفق مهارة عالية الجودة.. لابد من التخطيط والتجهيز والتنفيذ.. هذا علم لم يدرسوه في الجامعات الغربية.. التخطيط يحدد المجموعة المشاركة في امتلاك الثور.. اقل من سبعة.. ريما لـ(رهبة) قديمة من الرقم سبعة.. سـ(يكون) له مقال منفرد.. رقم لا يقل أهمية عن ثور العيد.. بعد تحديد المجموعة.. يتم اختيار ممثلين عنهم لـ(اختيار) افضل الثيران قاطبة.. عليهم يقع عبء السؤال والبحث والتحري بـ(سرية) تامة في القرى المجاورة والأسواق القريبة.. بعد تحديد الهدف.. يتم الاتفاق على السعر.. ثم بعد ذلك يكون الشراء.. ثم الإعلان عن ثور العيد كـ(مغنم) كبير.. لـ(التباهي) ولـ(مد) جسور الفخر حتى يبلغ القريحة الشعرية لـ(نساء) وعجائز القرية.. هكذا الغرب أيضا يتعامل مع العرب.. كنتيجة.. اصبح هناك خارطة لـ(الطريق). يتم في مرحلة لاحقة التناوب على استضافة الثور من الجميع.. لابد أن يحظى بـ(أفضل) تكريم.. يزداد انتفاخا على انتفاخه.. هناك مفتشون ومراقبون.. لا يختلفون عن مفتشي مجلس الأمن في العراق سابقا.. الاختلاف أن المفتشين هنا اكثر نزاهة.. يعملون تطوعا وحبا في العمل.. يرصدون ماذا يقدم لـ(الثور) من وجبات سهلة الهضم.. غنية بمحتواها الغذائي.. يجب أن تنال رضا واستحسان الثور.. أهمها (المدودة).. شيء يشبه الشربة الصينية التي (نتسابق) عليها في بعض المطاعم كـ(الثيران).. (المدودة) اكثر فائدة.. تنفخ الثور لحما وشحما لـ(يصبح) كـ(بالونة) الأسهم التي انفجرت مخلفة الكثير من الروائح النفسية التي غطت سماء البلاد. أمام الثور.. يجتمع الأصحاب في كل عصرية.. يملؤن عيونهم من تقاسيم جسمه.. عمل يشبه تجمع السباع حول الفريسة قبل أن تكون فريسة.. يذكرني بـ(مجلس) الأمن في تعاملهم مع القضايا العربية.. يتداولون الحديث عن مناقب الثور.. أيضا قصة نجاحهم في كيفية الفوز به قبل الآخرين.. ثم بـ(الإجماع) يؤكدون لـ(أنفسهم) انه افضل من ثور المجموعات الأخرى في القرية.. تشبع عيونهم من الثور قبل أن تشبع البطون.. كل هذا والثور يتفرج عليهم هو الآخر. ثور.. يحسبهم أصدقاء.. خاصة إذا مسحوا بـ(أيديهم) على سنامه المائل قائلين: ما شاء الله.. يرونه فريسة.. يراهم أصدقاء.. يرخي لهم أعصابه.. يمد إليهم رأسه.. ثم يدلق لهم لسانه.. معلنا بذلك رضاه عن تواجدهم حوله.. من طقوس التكريم وبروتوكولات الاحتفال.. اخذ ثور العيد في نزهة.. في الأودية والحقول.. بـ(غرض) الاستعراض والتباهي.. أيضا لـ(زيادة) مساحة سعادتهم وفرحهم.. أيضا لـ(تنشيط) الثور قبل ذبحه.. تماما كما فعلت أمريكا مع العراق وقبلها أفغانستان. الثور خلال هذه الفترة يعفى من القيام بـ(أي) عمل في الحقول الزراعية.. يأكل ويشرب وينام لـ(زيادة) مساحة كل شيء فيه حتى الرضا والسعادة.. هذا ينعكس على جودة لحمه الذي أضناه التعب قبل أن يقع عليه الاختيار لـ(يصبح) ضحية العيد.. هذا الوضع يذكرنا بـ(وضع) النساء العربيات.. يقع عليهن نفس الظروف.. كنتيجة، تجد السمنة العربية النسائية مفرطة في كل الاتجاهات.. هناك رجال أيضا لهم نفس المواصفات.. يظل ثور العيد مبتهجا بـ(هذا) الوضع.. دنا اجله.. ليس بسبب تصلب الشرايين والكلسترول الكوري.. دنا اجله.. ليس بسبب السمنة وعدم ممارسة الرياضة الإيرانية.. دنا اجله.. لأنه ثور العيد.. ويستمر المقال. [email protected]