DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جبير المليحان

عيسوي تعد بدراسة قصص الطفل للمليحان

جبير المليحان
جبير المليحان
أوضحت أستاذة أدب الطفل د. صباح عيسوي أن مجتمعنا ينظر إلى الطفل بدونية مما سبب انعكاساً على كتاباتنا الأدبية له، مضيفة أن المجتمعات الأوروبية تنزل إلى مستوى الطفل في كتاباتها له وتعامله باحترام، فينتج عن ذلك كتابات ذات محتوى راق. وأشارت في ردها على مداخلة رئيس نادي الشرقية الأدبي جبير المليحان، خلال محاضرة معنونة بـ «قضايا وأساليب في ترجمة كتب الأطفال إلى العربية: ضياء عزيز أنموذجاً»، إلى أن كتابات المليحان التي نزلت إلى مستوى الطفل كانت جيدة ودفعتها لأن تكون دراستها القادمة عن كتابات جبير المليحان للطفل. وكانت د. عيسوي قد بدأت المحاضرة، التي ألقتها بنادي الشرقية الأدبي مساء الأحد الماضي، بالحديث عن دور الترجمة للطفل التي قالت: إن لها دورا هاما في تشكيل ثقافة الطفل وتفتح أمامه نوافذ يطل منها على العالم، وتصقل تجاربه وتشكل ثقافته وتوسع أفقه. وتطرقت في حديثها إلى قضايا الترجمة في أدب الطفل، وقالت: إن هناك تخوفا من أدب الثقافات الأخرى وأن النظرة السائدة في مجتمعنا هي أن جميع ما يرد من الثقافات الأخرى يشكل خطراً على عقيدة الطفل المسلم وفكره وهويته، موضحة أنها مع فتح طفلنا على الآخر بعد أن نعمل على تأسيس قاعدة تثبت لديه الهوية الإسلامية والعربية، ولم تنكر أن هناك بعض الأعمال الغربية السيئة. وأضافت: من الخطأ القول إن ترجمة كتب الأطفال أمر سهل لكل من أجاد اللغة، مؤكدة أن الأساس فهم طبيعة الطفل. وعدت د. عيسوي ندرة المترجمين المتمرسين ذوي الخبرة في أدب الطفل سبباً رئيسياً في عدم توافر كتب مترجمة بمستوى جيد. ومن القضايا المهمة أيضاً ذكرت قلة الكتب المترجمة الموجهة لصغار الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. وقسمت د. عيسوي خلال تناولها أعمال ضياء عزيز في مجال الترجمة للطفل إلى ثلاث مراحل، أولها ترجمته عمل «عهد الصبا في البادية» من العربية إلى الإنجليزية، وكان اختياره لها موفقاً، حسب رأيها. وذكرت أن العمل اتسم بالحفاظ على الإطار العام للعمل وعلى روح النص الأصلي وعلى عناصر العمل الروائي، والأمانة والدقة في الترجمة وفي نقل الأفكار والأحاسيس، إضافة إلى عنايته بأسلوب الصياغة وانتقاء الألفاظ، وأنه لم يلجأ إلى الحذف والتغيير إلا قليلاً. وقالت: إن المرحلة الثانية ترجمته لقصص مصورة للصغار من الإنجليزية إلى العربية، وأظهر «عزيز» من خلالها أسلوبا شيقا ولغة سليمة منوعة تناسب مستوى الأطفال، بيد أنه أخطأ بإسقاطه اسم الكاتب الأصلي، ولم يحسن التعامل مع الحضارة الغربية، إلى جانب تغييره في الجو العام للقصة ليتماشى مع البيئة العربية وبيئة الجزيرة العربية بشكل خاص. وأوضحت المحاضرة أنه ترجم في المرحلة الثالثة رواية «حديقة الأسرار» (غير منشور) إلى العربية، واعتبرت اختيارها موفقاً على اعتبار أنها حازت على جوائز وأنها من أفضل أعمال الطفل. وقالت: ترجم «عزيز» العمل كاملاً، وحافظ على روح النص الأصلي بحبكة شيقة مليئة بالأحداث، مضيفة: أن ترجمته العمل أمينة لم يلجأ فيها إلى الحذف إلا قليلاً، وأن تصرفه كان جيداً في ترجمة العبارات المجازية، بيد أن الشخوص القروية فقدت هويتها نتيجة استخدام اللغة الفصحى القوية التي فاقت مستوى الأطفال من سن التسعة إلى 12 عاماً. وقارنت بين «حديقة الأسرار» التي ترجمها «عزيز» وترجمة للرواية نفسها لـ «دار البحار» عنونت بـ «الحديقة السرية»، وقالت: إن الفرق واضح بينهما، واعتبرت ترجمة «ضياء» أقرب للرواية وتعطي عمقا أكثر لمضمونها، أما ترجمة دار البحار فاتخذت أسلوب التلخيص، وركزت على الحبكة الرئيسية، وجاءت فصولها مختصرة، وتم تغيير عناوين فصولها، ولغتها سهلة ومفرداتها مألوفة. واستخلصت أستاذة أدب الطفل من أسلوب ضياء عزيز، الذي ترجم ثلاثين عملاً أدبياً إلى العربية في مجال القصة والرواية، في الترجمة عدداً من النقاط هي: أنه يختار العمل بنظرة الأديب المتمرس العالم بالطفل ونفسيته، وأنه يتعامل مع النص بحس أدبي، وأن له خبرة في مجال الترجمة، ويجيد اللغتين المنقول منها وإليها، إلى جانب أمانته ودقته، واستخدامه لغة قوية وصياغة أدبية جميلة، وطرقا مختلفة للتعامل مع البيئة الغربية للعمل، وإجادته أسلوب الترجمة الكامل. واختتمت د. صباح عيسوي محاضرتها بقولها: إن تجربة «عزيز» في أدب الطفل تعد غنية وتستحق الاهتمام، إذ يمكن الاستفادة منها في مجال الترجمة العملية، كما يمكن الوقوف على أساليبه في الترجمة ومقارنتها بتجارب أخرى للوصول إلى صياغة نظريات في علم الترجمة. واعتبرت استخدامه اللغة العربية الفصحى أحد أخطائه التي وقع فيها، مضيفة: ينبغي النزول بمستوى اللغة قليلاً للتخلص هذا الخطأ، لا أن تستخدم العامية. وخلال الفترة التي خصصت للمداخلات قال رئيس نادي الشرقية الأدبي جبير المليحان: من الضروري أن يتم استيعاب مراحل نمو الطفل وأن الترجمة له صعبة وتحتاج إلى خبير يرى كما يرى الأطفال، وأن الكتابة المحكية تختلف من مكان لمكان والفصحى صعبة للأطفال. وأجابت د. عيسوي عن تساؤل للدكتور مبارك الخالدي عن مفهوم الأمانة في الترجمة ؟ وعن عدم المقدرة على الحكم على الترجمة من العبارات، رغم الترهل في الترجمة والزيادات غير المبررة، وعدم اقتصاده في اللغة؟، وقالت: إنها وصفت مرحلة «عزيز» في مرحلتي ترجمته الأولى والثالثة بالأمانة وإنها لم تقيم المرحلة الثانية. وأضافت: نستطيع أن نحكم بالأمانة على النصوص المترجمة التي نقلت روح العمل الأصلي وليس نقلها لغوياً فقط. وأوضح حمد العيسى في مداخلته أن د. عيسوي أشعرته بالرعب لما شاهد من مقارناتها بين النصوص المترجمة منها وإليها، وأضاف: أعتقد أن بعض الظروف تحتم على المترجم اختيار بعض الألفاظ. وهاجمت الفنانة وداد المنيع خلال مداخلتها قبل نهاية اللقاء المثقفات بسبب مطالبتهن المتزايدة بمحاضرات وندوات إلا أن حضورهن عند إقامتها لا ينم عن الجدية في تلك الرغبة.
حمد العيسى
أخبار متعلقة