DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.وسمية المنصور

د.وسمية المنصور

د.وسمية المنصور
أخبار متعلقة
 
في زمن المتغيرات المتلاحقة، وسطوة العولمة الكاسحة، يطرح وبإلحاح السؤال عن اللغة والهوية. أما اقتران الهوية باللغة فهو الهم الذي شغل الأمة في القرون السالفة، فثارت حينها نزعة محاربة الشعوبية، واتصل الصراع ليتخذ صورا متعددة تعقدت فيها مفاهيم الهوية وتشتت انتماءاتها . فالهوية قد تكون قومية أو لغوية أو دينية وتجزأت الهويات فهناك المذهبية والمهنية وفرضت ظروف المجتمعات العربية في منتصف القرن الماضي مفاهيم جديدة للهوية استجدت بعد استقرار المهاجرين الجدد من عرب المشرق في مجتمعات غربية، أو تنتمي إلى أيدلوجية الغرب في الانحياز السياسي أو التوجه العنصري كما هو حال عرب أستراليا، وازداد تشرذم الهوية مع عولمة المجتمعات واتساع ظاهرة الزواج المختلط مما عجل بضياع هوية أجيال من مخرجات تلك الظواهر مجتمعة، وهو ما جوبه بردة فعل عنصرية ترفض الانفتاح وتواجه ضياع الهوية بالانكفاء على الذات فانصرفت فئة إلى الحفر في الجذور القبلية، ولاذت فئة بالتجمع الطائفي أو المذهبي، وانتصرت فئة للهجاتها العامية واستفحل صراع الفصحى والعامية مع مطلع القرن العشرين، وتمادى القلق على الهوية ليصبح هم العلم والإعلام، فمن ندوات إلى مؤتمرات ومن بحوث إلى برامج إعلامية وكلها يبحث عن الهوية، ينشغل بالتنظير والتحليل والتأصيل وتطرح التوصيات الطموحة لكن تجدد الجهود، وإعادة المقال يدلل على أننا أمة تبدأ من حيث ابتدأ السابقون لا من حيث انتهى أولئك المنظرون. اهتمت مراكز علمية ومؤسسات تعليمية بمناقشة اللغة والهوية آخرها ندوة «اللغة العربية والهوية « التي عقدها قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود الثلاثاء 14/11/1427هـ - 5/12/2006م , احتفالاً بخمسينية الجامعة. أهمية الندوة ليس لجدة موضوعها وإنما لحتمية طرحه في ظروف عصرية ومتغيرات خطيرة تحدق بالأمة وجاءت في محاور أربعة : المحور الأول : (موقف العربي بين انتمائه للغته ومزاحمة اللغات الأخرى) تحدث فيه كل من: د. ليلى محمد بايزيد عن أسباب البعد عن الفصحى وتحدث د. محمد أحمد صالح حسين عن مزاحمة العبرية للعربية وأثرها على الهوية الفلسطينية، أما د. فايز بن عبد المجيد الغامدي فقد كان بحثه حول بلاغة التقابل الثقافي في سير العرب الأمريكيين الذاتية. وجاءت مداخلة د. يوسف بن محمود فجال حول التعليم باللغة العربية في الأقسام غير التخصصية : الكليات الطبية نموذجا. المحور الثاني : (الوسائل الواقعية والآليات المطبقة (عمليًّا) في تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم المختلفة اجتمع له أربعة باحثين هم : د. نعمان بوقرة الذي عرض المشهد اللساني العربي والراهن الثقافي, ود. حسين المناصرة في ورقته تحديات وآفاق الثقافة واللغة : هوية بناء أم هدم؟ وجاءت ورقة د. خالد بسندي عن الكفاية والأداء: دراسة مفاهيمية, وآخر من تحدث في هذا المحور د. محمد بن محمود فجال عن الفصحى والإبداع. المحور الثالث : تناول (استخدام اللغة العربية بمستوياتها المختلفة في الخطاب الإعلامي والثقافي، وأثر ذلك في الفكر اللغوي السائد) وقدمت فيه أربعة موضوعات: بلاغيات الخطاب الإعلامي وأثرها في لغة الطفل العربي : الأبعاد الثقافية والمعرفية, قدمته د.وداد محمد محمود نوفل. وقدم د. محمد لطفي الزليطني بحثه عن الخطاب والهوية والأيديولوجيا. كما قدم د. محمد رشيد ثابت دراسته الذات التجريبية في رواية إبراهيم الكوني: الدنيا أيام ثلاثة. واختتم د. جمال أحمد الرفاعي موضوعات هذا المحور الاحتلال الإسرائيلي وقمع دلالة الألفاظ العربية : دراسة في لغة الصحافة العربية في إسرائيل. وكانت الجلسة الأخيرة مخصصة لمحور: (تأثير الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اللغة والهوية) تحدث رئيس القسم أ. د. فالح بن شبيب العجمي عن دور اللغة في التنميط والتعصب للهوية . وجاء بحث أ. د. محمد خير البقاعي عن اللغة والهوية والقمر: تجليات في الأدب الشعبي العربي والفنون الشعبية العربية . وانطلق أ. د. أحمد حيزم من الهوية الجماعية إلى الهوية الفردية وكان آخر المتحدثين أ. د. محيي الدين محسب في بحثه عن العربية والهوية في عصر العولمة. واختتمت الندوة بتوصيات نطقت بطموح الغيورين على العربية . وكانت ندوات سابقة أجمعت على أهمية القرار السياسي في المحافظة على الفصحى ودور الإعلام وإصلاح التعليم، منها ندوة معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية 3 /6/ 2004م عنوانها «الهوية والعولمة»، وفي 10 /4/2005م عقد اجتماع للخبراء العرب نظمته الأمم المتحدة في أبوظبي , لمناقشة موضوع إدارة الإنترنت وتقديم ورقة عربية بهذا الخصوص. والاجتماع تطرق إلى مواضيع التعددية اللغوية وضرورة زيادة المحتوى العربي على الإنترنت وعلاقة ذلك بالهوية العربية والثقافة العربية , والتنمية وبناء مجتمع المعلومات العربي المنشود, وحول الأهداف نفسها دارت مناقشات بحوث الندوة التي نظمها مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة بعنوان «اللغة والهوية وحوار الحضارات». إن تكرار هذه الندوات يحقق استمرار رفع الصوت ليعي المجتمع وأصحاب القرار حجم المشكلة، لكننا وبأمانة شديدة يتلبسها التشاؤم نتساءل : كيف يمكن للتوصيات أن تأخذ طريقها للتطبيق، وبعض جامعاتنا الخليجية يغلق أقسام اللغة العربية بحجة أنها لم تعد لغة العلم . وكذلك وصل الأمر الى أن تعقد مؤتمرات في جامعات عربية ومثلها خليجية حول قضايا العلوم الإنسانية ولغة البحوث والمتحاورين تكون بالإنجليزية بل وصل الأمر الى أن تكون المحاور عن العربية ولغة البحث إنجليزية.. أهذا يعقل؟ [email protected]