DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي

د.محمد حامد الغامدي
د.محمد حامد الغامدي
أخبار متعلقة
 
كل التقارير العالمية تشير إلى أزمة مياه في المنطقة العربية.. يتكرر ذلك مع كل تقرير سنوي.. مبدية القلق من النتائج.. هذه التقارير أكثر قلقا.. اكثر اهتماما من العرب على مياههم.. هل يأخذ العرب بهذه التقارير؟!.. هل يهتمون؟!.. هل يتجاهلون نتائج أبحاث علمائهم؟!.. هل يتقاعس العرب عن أزمات المياه في بلادهم؟!.. البعض ينفي وجود مشكلة مياه.. عندما يصرحون بعكس واقع الحال.. السؤال: إلى أين نحن متجهون؟!.. يا عرب مياهكم في نضوب مستمر.. ماذا انتم فاعلون؟!.. لكن دعونا نتحدث عن واقع المياه في المملكة. @@ تحتل زوابع العجب والتعجب كامل مساحة قواي.. عندما يشير البعض بأن نتائج أبحاث العلماء في المملكة.. عبارة عن آراء صحفية.. هناك من يتجاهل هذه الأبحاث.. هناك من ينعتها بالكثير من الأوصاف التي تقلل من شأنها.. البعض يعلنها في وضح النهار ويعتبرها كلاما (فاضي).. إذا كان هذا هو السائد حتى في الوزارات المعنية.. فكأنهم بهذا يدعون إلى قفل الدراسات العليا في الجامعات.. قفل أيضا باب البعثات للدراسات العليا.. وأيضا إلغاء مراكز الأبحاث في الجامعات.. كأنهم يتمنون إرسال علماء الجامعة إلى التدريس في رياض الأطفال.. بعض التصريحات تصدر عن عقليات إما إنها جاهلة.. أو غير مكترثة وغير مهتمة.. أو عقليات أضناها التعب.. خاصة عندما تدعي أن الأمر مبالغ فيه.. أو تدعي بعكس ما تقول التقارير ونتائج الأبحاث في الجامعات.. تصريحات غير موفقة وغير مريحة.. خاصة عندما تصدر من أصحاب الشأن.. انهم يعطون انطباعا بأنه لا مشكلة.. كأنهم يتعاملون مع أوهام وليس حقائق. @@ نحن في المملكة نواجه أزمة ماء.. نعم نواجه أزمة مياه جوفية حقيقية.. لا مجال أبدا للتصريحات التي تنادي بعكس ذلك.. لا نريد أن نسأل عن أسباب تجاهل الأصوات العلمية في الجامعات السعودية المهتمة بالمياه؟.. التجاهل يعني التمادي في استنزاف المياه الجوفية.. يا ليت الأمر توقف عند هذا الحد.. لكن التجاهل طال حتى خطط الدولة الخمسية في جميع مراحلها.. نادت بلغة عربية واضحة ومفهومة إلى الكثير من التوصيات التي تجاهلتها الوزارات المعنية في وضح النهار.. مثلها مثل تجاهل العلماء في جامعات المملكة.. ما زال التجاهل مستمرا.. لا عجب في حال نضبت المياه الجوفية.. وهناك من لا يرى شيئا حوله.. لا يرى إلا ما يريد أن يراه.. وهناك من يزين ذلك. @@ المملكة من أفقر عشر دول في العالم في مجال المياه.. هذه مناطق الدرع العربي، أصبح ماؤها غورا.. لنأخذ منطقة الباحة كمثال.. جفت جميع أوديتها المشهورة.. جفت أيضا الآبار التي تعتمد عليها قرى المنطقة.. أودية أصبحت متصحرة بعد موت أشجار بساتينها.. وهذا وادي (القعرة) الذي ذكره الشيخ (حمد الجاسر) رحمه الله في كتابه: في سراة غامد وزهران.. اصبح جافا، شاهدا على عمق المشكلة.. لمعرفتي بهذا الوادي.. اقف اليوم أمام كارثة حقيقية حلت به وبغيره من الأودية المشهورة.. كارثة نضوب المياه وجفاف آبار الأودية في منطقة الباحة وأيضا مناطق الدرع العربي.. لها الكثير من الأسباب التي يمكن تلافيها.. سأعود للحديث عن هذا الموضوع في مقالات قادمة إن شاء الله. @@ الأمر لا يختلف عن الاحساء التي عشت أيضا في ربوعها.. عرفت عيونها طفلا وشابا.. شاهدت مياه هذه العيون الفوارة.. استمتعت يوما مضى.. مع غيري.. بمياه هذه العيون.. اليوم أصبحت هذه العيون جزءا من التاريخ.. بعد أن جفت مع نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي.. أصبحت أطلال هذه العيون شاهدا على ضياع المياه.. وقد كانت تعطي بغزارة.. كان ارتفاع عمود الماء المتدفق من فوهة هذه العيون يصل إلى ارتفاع مترين فوق سطح الأرض.. الآن اصبح الماء على بعد يزيد على (30) مترا تحت سطح الأرض.. مع كل هذه الحقائق تجد من يقول: إن مياه الاحساء لن تنضب.. يتعاظم التعجب عندما يصدر من مسؤول مسموع الكلمة.. نحن نعرف أن مياه الاحساء أو غيرها لن تنضب فجأة.. لكن النضوب حتمي في ظل مؤشرات الاستنزاف. @@ كانت عيون الماء منتشرة في جميع مناطق المملكة.. منها عيون وادي فاطمة.. اليوم جميع العيون جفت في جميع أنحاء المملكة ومنذ سنوات.. اصبح ماؤها غورا.. هناك قرى ومدن تعاني من شح المياه.. هل نستطيع تأمين المياه لكل قرية وهجرة ومدينة؟!.. كيف يمكن لنا مواجهة شح المياه الجوفية ونضوبها؟.. قدم كاتبكم إجابات.. لكن تم تجاهلها.. اعتبروها كلام جرائد كما يقولون.. إذا لم يتم تبني الحلول العلمية.. انصح بتهجير سكان الهجر والقرى وسكان المناطق الداخلية إلى المدن الساحلية.. لتسهيل توفير خدمات مياه البحر المحلاة.. دعوة جديدة ليس لها سابق.. قد تبدو للبعض غريبة.. لكن في ظل الظروف والمؤشرات تصبح دعوة مقبولة وحلا افضل لمواجهة المستقبل. @@ هذه مناطق الدرع العربي ومياهها الجوفية المتجددة في تناقص مثير.. في هذه المناطق تكون الكارثة اكبر والمصيبة اعظم.. لأنها مناطق تعتمد على مياه الأمطار التي تضيع بدون أدنى مسؤولية.. هناك دراسات تشير إلى أن مقدار السحب يفوق التعويض.. ماذا عسانا ان نعمل لمواجهة هذه المشكلة؟!.. قدم كاتبكم حلولا لتغذية المياه الجوفية في اكثر من لقاء علمي.. كان ومازال نصيبها التجاهل.. مع شكري للعلماء الذين تبنوا الحل الذي طرحه كاتبكم.. خاصة علماء جامعة الملك عبد العزيز في مركز الدراسات المائية.. الهم والشغل الشاغل في الوزارات المعنية الحديث عن المزيد من الموارد المائية.. لكن لا أحد يتحدث عن تنمية الموارد المائية الجوفية. @@ نتجاهل النظر إلى الخلف لمعرفة نتائج الأفعال والممارسات.. نسعى إلى الأمام لا نعرف إلى أين؟!.. وأيضا لماذا كل هذا السعي؟.. نتجاهل التاريخ الذي يسجل.. هل كانت الخطوات صحيحة وثابتة؟!.. ما هي نتائج الاندفاع نحو التوسع الزراعي غير المدروس؟.. هل بدأنا مرحلة تصحيح ومعالجة مرحلة الزراعة العشوائية والتوسع الزراعي السريع؟.. هناك تجاهل.. لا أقول مقصودا.. لكن ما زال هناك اندفاع للبحث عن مزيد من المياه.. ثم نمارس أقصى ثقافة التبذير.. أقصى ثقافة الاستنزاف.. نحن قوم نستنزف الماء بشراهة.. ونديره بدون عناية.. ونستعمله بدون اكتراث... ويستمر الحديث. [email protected]