DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
أخبار متعلقة
 
طلقني يا رجل .. عبارة قد تقولها المرأة المتزوجة في نفسها , ثم تقذف بها خارج صدرها ليسمعها زوجها في حالة من الحالات , أو في ظرف من الظروف .. تلك الحالة التي تجد ان جميع جهات الأرض مقفلة أمامها , وان الحلول كاملة أو أنصافها في ذهنها غير واضحة .. كم من النساء المتزوجات احتشدت في صدورهن حشرجات كثيرة , وهموم شتّى , ويأس مطبق , تحس بأن الدنيا ضاقت بما رحبت , وأن حياتها توقفت على حد الجمود , أصوات تتناحر في رأسها , وضجيج يتدافع في ذهنها , وأفكار تتقلب في خاطرها , وآراء تتجمع حولها .. طلقني يا رجل .. تقولها بسهولة أو بصعوبة , بصوت أو نشيج تقولها عندما يتشتت قلبها , وتتبعثر أحلامها أمامها .. لكنها قد تحتاج قولها ... الطلاق ذلك الحلال البغيض , وذلك الحل الأليم .. لماذا تكون النهاية هكذا ؟ وكم امرأة كان الحل الواقعي والمناسب لحياتها الزوجية المرتبكة هو الطلاق ؟ وكم امرأة قالت طلقني يا رجل وهي لا تعرف أين المشكلة تكمن أو كانت نظرتها محدودة ؟ وكم من امرأة قالتها على عجل دون تردد ؟ وكم امرأة ترددت قبل ان تقولها ؟ .. لن يكون حديثي عن نسب الطلاق ولكني اتساءل: كم نسب حالات الطلاق التي استحقت ان تنتهي طلاقا ؟ المشكلة ان الطلاق بين كثير من الأزواج حديثي الزواج أو الأقدمين أصبح وأمسى حلا مطروحا وخيارا سريعا دون وضع خيارات أخرى , أو دون الاحتكام إلى مرجعية الدين , والعرف , ودون الصبر والتحمل. اعلم جيدا ان هناك من النساء من عانى من تعامل زوجها , وسوء عشرته , واعلم ان هناك من النساء من ما زالت تعاني لكنها تتريث وتقدم مصلحتها على همومها , وتلاطم أمواج الحياة الزوجية لترسو سفينتها على الشاطئ الآمن بإذن الله .. الطلاق لم يشرع إلا لحكمة الله البالغة في علاقات البشر ببعضها ولا يكون الطلاق وقتها حلا إلا عندما يكون حلا فعلا وهناك حالات لابد من الطلاق فيها رحمة وحكمة لكن من يقيّم ومن يتخذ ومتى ؟ .. كم امرأة تعاني تعنت زوجها , وكثيرا من قسوته فتبقى صامدة كالرواسي لا تهزها رياح الخلافات ، تتماسك حين تتحرك أرض زوجها زلزالا .. وهناك من الرجال من يعاني أيضا فيتماسك بعضهم أو يسقط سهوا من كتاب الحياة الزوجية . نسمع كثيرا وأقاويل وآراء وأفكار واحتمالات خاطئة تجعل المرأة هي السبب الأول الذي يؤدي إلى الطلاق وذلك هو الخطأ فالكفة متساوية ، وإن كانت يوما سببا في الاختلاف فليكن الرجل سببا في الإصلاح .. لتتأكد المرأة التي عرفت حقوقها الشرعية الزوجية كاملة وواجباتها وطبقتها وعملت بها انه لن تخسر شيئا فهناك رصيد إيماني يسجل لها , وحسنات كثيرة تكتب لها وليعلم الرجل الصالح اللين القوي , والعادل العارف بحقوقه الزوجية وواجباته انه لن يخسر شيئا ما دامت مرجعيته الشرع . إن السبب الرئيسي الذي يكمن وراء الطلاق بعد قضاء الله وقدره وتفشيه هو عدم معرفة الزوجين الحقيقية الشرعية بحقوقهما لبعضهما وواجباتهما تجاه بعضهما فتتحول غالبا رغبات أحدهما في شيء ما إلى حق لأحدهما مما يشحن الأجواء, ويكثف الخلاف وذلك من اكبر الأخطاء ومن الأسباب الهامة جدا : أولا : عدم معرفة القيمة الحقيقية الثمينة لرباط الزواج المقدس. ثانيا: عدم احتساب الأجر , وقلة الصبر والتصبر في هذا الجيل. ثالثا: سياسة المناطحة والندية , والعند , والتعنت التي تعم أغلب الزيجات. ونجد كثيرا من الأسر التي لديها بنت مقبلة على الزواج تهتم بتوفير متطلبات الزواج وكمالياته ومظاهره وتحرص على ألا ينقص شيء ، لكن تلك الأسر لا تحاول ان تجهز بناتها المقبلات على الزواج للدخول إلى عالم الزوجية بيسر وتبين للبنت حقوقها الشرعية وتحرضّها على أداء واجباتها تجاه الزوج وطاعته ، وتمدها بثقافة الزواج بشكل عام بدون تدخل في سياسة التعامل مع الزوج أو إقحام آراء تقليدية من تجارب الأخرين في ذهن تلك البنت وما ينطبق على البنت ينطبق على الشاب المقبل على الزواج .. فتجد كل متطلبات الزواج المادية جاهزة ولكنه لا يهيأ دينيا , ولا اجتماعيا , ولا نفسيا .. المطلوب من تلك الأسر ان تثقف شبابها وبناتها شرعيا واجتماعيا بأهمية ما هم مقبلون عليه وماذا يجب عليهم لا ان تقوم على تلبية طلباتهم الشكلية والكمالية والاحتفالية وتجعلهم يدخلون حياتهم دون توجيه صحيح مبني على الشرعية وتوثيق الحقوق .. ومن أراد التعلم فسيجد الجهات والقنوات المناسبة للحصول على ما يريد . من وجهة نظري أن الرجل غالبا ما يكون سببا مهما في الطلاق حتى إن لم يكن مسببا وذلك من خلال اتخاذه القرار دون مراجعة لما أتاح له الشرع من أساليب مناسبة وحكيمة للتعامل مع زوجته .. قد يكون سببا لأنه يجعل الطلاق حلا لمشكلاته وخلافاته العادية مع زوجته حيث قد تقف حيلته وقدرته واستطاعته على إيجاد حلول ونهاية لخلافاته فيعمد إلى اللجوء إلى التهديد بالطلاق وهذا يعد ضعفا ، فاستخدام القوة لا يكون إلا للدفاع لا للتهديد والظلم والقسوة وليّ الأذرع , وهضم الحقوق . وتكون المرأة كثيرا سببا مهما في الطلاق حتى وإن لم تكن مسببة لشيء يستحق تلك النهاية من خلال ردة فعلها العنيفة أو المشوشة أو العجولة دون تريث , وهدوء , وتفكير بما حولها من نتائج .. صدقوني تكون الزوجة الحقيقية قادرة على احتواء الزوج بالحنان بالاهتمام فهي بحسها تدرك احتياجات الرجل، وتعرف بفطرتها وبساطتها ان الرجل جزء كالطفل يحتاج إلى أم، وجزء آخر ناضج واع يحتاج إلى امرأة ناضجة عاشقة، وبه جزء أبوي يحتاج فيه ان يؤدي دور الراعي المسئول والقائد، ولذا فهي تعطيه حنان الأم وحب المرأة العاشقة.. والزوجة الحقيقية لابد ان تعرف ان الرجل يتوق لاهتمام الزوجة، والتقدير لا هي تعيش أحلامه وانتصاراته وأمجاده حتى وان كانت هي الشاهدة الوحيدة عليها، تعيش حياته واهتماماته وعمله لحظة بلحظة، الحب هو حياتها، وزوجها هو محور حياتها، وأسرتها هي مملكتها ? تكون زوجة ثرية العقل غنية الروح، تعيش حياتها بفهم يدفعها إلى الانفتاح على الكون وعلى الحياة ، متفتحة كالورد , فاهمة , متعقلة , عذبة الحديث والمنطق، مقنعة المنطق، مؤثرة بأفكارها وروحها .. وصدقوني يكون الزوج الحقيقي من خلال حبه لزوجته وإحساسه بحب زوجته له فيدرك ان نفوذه وتأثيره لا يكمن في قوته , أو قوامته , أو عضلاته .. وإنما يكمن في جمال عقله ورونق روحه , وسعة صدره , وحسن إدارته ... كما انه يكون الزوج الذي يملك روحاً سمحة ونفسا طيبة وطباعا متوازنة غير متسلطة، لا تستهويه سلطة أو قيادة أو زعامة , ويجعل نصب عينيه مصلحته ومصلحة أسرته وأولاده. آخر القول له ولها.. ولأنهما ارتبطا ببعضهما ووثقا ببعضهما واطمأنا ، فلتسلّم المرأة لزوجها قيادة مركب الحياة ، تساعده بعقلها , وبجهدها تقف بجانبه وليس وراءه .. وليسلم لها قيادة بيته , واحتوائه , فتكون ذلك الضوء الذي يضيء دربه فيضيء دربها .. اعلم ان البعض سيقول عن أني احلم وان يدي ليست في الماء الحار وان ما قلت مثالي واني احكي في الأحلام لكن اسألوا أنفسكم قليلا : هل عرفتم حقا حقوقكم الزوجية الشرعية ؟ أم هي رغبات قلبت إلى حقوق وخصام ؟ وأين مفهوم الطاعة للرجل وحقيقة الإحسان للمرأة ؟ وستعلمون أين تكمن الحقيقة وحينها لن تقول المرأة طلقني يا رجل أو يقول الرجل مالا تطيق المرأة.. والله المستعان. [email protected]