DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يوسف المحيميد يتحدث وإلى يمينه عبده خال ومحمود تراوري

التجربة السردية السعودية في أولى الأمسيات الثقافية

يوسف المحيميد يتحدث وإلى يمينه عبده خال ومحمود تراوري
يوسف المحيميد يتحدث وإلى يمينه عبده خال ومحمود تراوري
في أولى الأمسيات الإبداعية في «الأيام الثقافية السعودية بمصر» أمس الأول الجمعة التقى الجمهور المصري بثلاثة من أهم الروائيين السعوديين، هم عبده خال ويوسف المحيميد وأميمة الخميس، حيث تحدث كل منهم عن تجربته في الكتابة السردية، وكانت الأوراق التي قدمت بمثابة السيرة الذاتية للكتاب الثلاثة، وإن كان عبده خال قد تحدث عن سيرته الشخصية، إذ لم يستطع خلال الوقت المخصص له أن يقرأ المقطع الثاني من ورقته المخصصة لكيفية كتابته للرواية. وكانت القاصة والروائية أميمة الخميس قد بدأت الأمسية بالحديث عن علاقتها بمصر كبلد لا يمكن تجاهله، فهناك علاقة قوية بينها وبين هذا البلد الذي أنجب نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهما من القامات الروائية التي لا يمكن تجاهلها. وقالت الخميس: مصر المحروسة هي التي منحتنا خريطة الكتابة السردية. وفي بداية ورقتها قالت: دوماً يقف الفن والأدب مقابل عوامل الاندثار، والفن هو الترياق الذي نسمي به الثواني والدقائق قبل أن تضيع في مسار الفناء. وتابعت قائلة: إذا كانت حواء هي أم الخبرة، فهي تقدم للبشرية متتاليات الوجود، فستمتد لها تلك الحكايات التي لا تنفك عنها حتى تصل لأرض الفن والكتابة. وعلى مر التاريخ كانت النساء منشغلات باليومي وبالحكايات، وكن هن الأساس الحكائي. لكن مع مرور الزمن تلاشت أرواحهن واختفى بعدهن الإنساني وتحولن إلى متلقٍ صامت، غير قادر على الاستماع لما يحدث من حوله.. وظلت في حصار مزمن، ومع ذلك ظل السرد فعلاً أنثوياً.. وأضافت: كان الشعر بالنسبة لي نارا مشتعلة أما السرد فهو ماء وينابيع.. وهو الذي تنسجه النساء من الأحلام.. ومادة السرد تكمن في لواعج المرأة وهي منغرسة فيها كالشجرة الأزلية، وفي تلك الخلوات الطوال كانت تنسج مادتها الخيالية، وينتج السرد حينما تكتب المرأة، فإنها تستعين بتلك الأرض القديمة التي تنبت بداخلها. السرد أرض أنثوية وأكدت الخميس أن السرد أرض أنثوية، وبررت ذلك بأن العمل الإبداعي بحاجة إلى تأمل وعناية بالتفاصيل، وكذلك المقادير المقدسة وأشياء أخرى، وأهمية الوقت... كل ذلك تملكه المرأة وهي المؤهلة لهذه النوعية من الإبداع. وعن بداية تجربتها وكتابتها أوضحت الخميس: خفت الشعر لدي بعد أن بدأت خجلة في الكتابة فيه، وكذلك بعض الكتابات النثرية، وخشيت الطاقات المكهربة التي يحملها الشعر، وأنا تلك القادمة خجلى من خبايا النساء، ولذلك لذت بخيمة السرد التي فيها تفاصيل الأحلام وترياق الصبر.. كتبت في بدايتي أحلامي المراهقة، ونظرة الشعر وقوته أبهرتني، وشيئاً فشيئاً تسللت إلى خيمة السرد.. واكتشفت بعد دخولي إلى هذا العالم أن هذه الأرض لم تستطع الكثير من النساء دخولها. لكنهن الآن دخلن هذا العالم وعلى ألسنة شخوصهن قلن ما لا يقال، ودخلن عوالم لم يدخلها الرجال. وانتقلت الخميس إلى محور آخر في ورقتها متحدثة عن أن الرواية هي ابنة المدينة المدللة، وقالت: هذه المدينة التي قدم لها أبناء الصحراء واستجابوا لشروطها العمرانية والحضارية.. متحدثة عن مجموعتها الأولى مشيرة إلى اسمها (والضلع حين استوى)، كنت أنوي حينها أن أدخل أرض الكلام، وهي التي أدخلتني له. ثم كتبت بعدها مجموعة من التجارب، كنت أشعرها كدوزنة للعود، ومقدمة للدخول للعالم الكبير.. عالم الرواية.. وتابعت: كانت الرواية المصرية تنساب في عروقنا (نجيب محفوظ - إحسان عبدالقدوس...) بحيث أصبحت الرواية المصرية ينبوعاً لنا نغترف منه الكثير، وفي الكتابة كنا نلون تلك الجدران في مملكة الصحراء، مشيرة إلى أن وظيفة الرواية أنها تشل الفوضى وتخمد الأحساسيس. واختتمت ورقتها بالحديث عن التنوع في تجربتها الكتابية إذ كتبت للطفل أيضاً، ورأت أن ذلك إشفاقاً على الطفل من ضياع هويته التي انسحقت تحت أقدام ديزني. لكنها أبدت الأسف لأن تجربتها في هذا المجال ظلت وحيدة ولا داعم لها، مؤكدة أن ذلك جاء كجندي حالم وحده في الميدان. سيرة ذاتية تحدث الروائي عبده خال عن تجربته كسيرة ذاتية منطلقاً من الطفولة المبكرة من ولادته، قائلا: كان أقصى حلم للوالدة أن أتحول إلى مقرئ للقرآن داخل القرية، ثم كبر حلمها لتحلم بأن أكون مزارعاً، ثم نجارا وسباكاً... وهكذا.. لكن الكتابة هي خيار آخر يتم زرعه داخل الإنسان عبر الظروف التي تمر به.. وأضاف: كنت مسافراً منذ طفولتي المبكرة.. كنت على سفر دائم (السفر- الهجرة- الهجران...) ليس هناك محطة للتوقف.. والزمن يجود علينا بجدول لرحلاتنا الماضية ولكنه يغمض عينيه عن رحلاتنا القادمة، والكتابة هي سفر في الاتجاه النقيض، وإخبارنا عن حكايات وهمية ينهيها، ليتركنا مع كثير من الحكايات التي آمنا بها ونسجناها.. وربما الآن أنا أنظر إلى تلك الحكايات بالنسبة لطفل خرج إلى الدنيا خلاف تلك الحكايات عن طفولتي، فرحم أمي الخصب تعب من كثرة التكور، وستة إخوة تعجلوا إلى لحودهم، وإخوتي مازالوا مسافرين في الزمن. وواصل كلامه: عندما كانت أمي بصدد إلحاقي بإخوتي ساومها الجيران على لعبة وثنية تقضي بأنه ينبغي تغيير اسمي، ويبدو أن أسماءنا هي صندوق البريد الذي يحمل أقدارنا، رافضاً ذكر اسمه الحقيقي الذي سمي به، بعد أن كان من المفروض حسبما قال في بداية حديثه أن يسمى عبدالرحمن تيمناً باسم رجل صالح كان يعيش في القرية. وتحدث في نهاية ورقته التي لم يكملها عن التنوع في الحياة القروية في الغناء الذي يؤدونه في المزارع وفي المناسبات وغير ذلك، مؤكداً أن الآباء يعلمون أبناءهم تلك الأغاني وتلك التنوعات.. مختتماً بقوله: كانت الحكايات ملونة.. عليك أن تؤسس حكاية تتعلم منها، عندما يؤرقك حلم عليك أن تصنع حكاية، وكانت مهمة السيدات هي الحكي. التجربة الكتابية يوسف المحيميد الذي جاء في آخر القائمة حكى في ورقته عن تجربته الكتابية منذ أن كان في السابعة من عمره وعن قراءته لرواية أوليفر تويست التي أوشكت والدته أن تكتشفه وهو يقرأها مختبئاً، وقال: الكتابة لم تعد لعبة. وتحدث المحيميد عن المزيد من تجربته وذكر أنه عندما زار إنجلترا كان يلاحظ كيف أن رواية أوليفر تويست الذي تربى عليها تقرأ في كل مكان، وتخيل كيف كان يقرؤها ذلك الطفل وهي مكتوبة بلغة غير لغتها الأصلية (العربية). كما ذكر أنه قبل عدة شهور خسر جولة مع زوجته في المقهى المفضل لديه، عندما عرض التلفزيون فيلماً عن أوليفر تويست. وقال: كانت مغامرة الكتابة مذهلة وأنا أرى الأسطر تتتالى بتتابع فريد عندما أهدتني أمي آلة كاتبة لنجاحي في الصف السادس، حتى تحولت الكتابة لدي في عشرين عاماً إلى عمل صارم. وتحدث المحيميد عن تجربته في الترجمة، وذكر صعوبة ذلك في بلد يعتبر خارج التاريخ الثقافي والإبداعي. التجربة السعودية وفي المداخلات تحدث الكاتب سعيد الكفراوي مشيداً بالتجربة السعودية، وقال: إننا كأدباء كنا نتواصل مع المبدعين السعوديين خارج الغطاء الرسمي، ومنهم عبده خال. وأكد أن الكتابة السعودية تتحدث عن الهم الإنساني، مشيراً إلى عدد من الكتاب منهم يوسف المحيميد ومحمد علوان وغيرهما ممن يحاولون الآن تغيير الواقع. وذكر الكاتب مصطفى الزقزوق أنه بعد هذا العمر عادت الحياة من جديد والكتاب الآن يواصلون رحلة الألم التي بدأت منذ زمن بعيد. وأوضح الناقد الدكتور عالي القرشي في مداخلته الأهمية التي يتميز بها هؤلاء الثلاثة في تجاربهم الكتابية، حيث يمثل كل منهم ثقلاً في العالم الإبداعي على خريطة الكتابة في المملكة. وأشار إلى إن الإنسان كائن حكائي وما أجمل أن يحل في هذا الكون دون الخوض في مجال الكتابة النسائية والرجالية.
جانب من الحضور في الندوة
أخبار متعلقة