DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عادل البعيجان

عادل البعيجان

عادل البعيجان
أخبار متعلقة
 
قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة 155، وقال صلى الله عليه وسلم: (اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له) رواه مسلم. ان المرء في هذه الدنيا يبني رصيدا ويتوقف على المادة التي يبني منها هذا الرصيد، مدى سعادته او شقائه واذا ودع المرء هذه الحياة، اللحظات الدنيا، تبقى له من الرصيد ثلاثة: الابن الصالح والصدقة الجارية والعمل الطيب، وكل هذه الارصدة الثلاثة في حدود امكانية الانسان، فان عدم الابن الصالح فلن يعدم العمل الطيب وان عدم الصدقة الجارية فلن يعدم العمل الطيب ولعل من العمل الطيب الذي يمثل الرصيد ان يكون المرء عازما على ان يترك الاثر الطيب لدى الآخرين، فيذكر بالخير كلما ورد اسمه على الألسنة ونحن مطالبون ان نكون طيبين فالله طيب لا يقبل الا طيبا ونحن نبني رصيدا من الطيبة. تلقينا ببالغ الحزن خبر وفاة الاخ الفاضل الحبيب الكريم أبهى ابراهيم سيف بن ابراهيم السيف ـ عليه رحمة الله ـ ويسكنه فسيح جناته آمين. لقد تشرفت بمعرفة الاخ الفاضل أبي ابراهيم منذ فترة طويلة وكان بحق نعم الاخ الكريم والفاضل ومن منطلق الوفاء لهذا الفقيد فانني أحسبه ولا ازكي على الله أحدا اسلاما متحركا يدب على وجه الارض فنحن نسمع الكثير من الاخبار والقصص والروايات عن أخلاق رفيعة، ومقامات عالية وهي في الحقيقة اصبحت من الاخلاق النادرة ـ على سبيل المثال. الاحسان الى الناس وصناعة المعروف وراء المعروف فلقد تمثل فيه قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم باصطناع المعروف فانه يمنع مصارع السوء). وانه والله ـ ليذكرنا ـ بهذا الخلق صناعة المعروف فالمانع ان يكون احدنا محموداً بين الناس، مذكوراً بالفضل مخصوصاً بالخير ينظر المعسر ويعين العاجز ويسعف المنقطع ويكرم العزيز فهو يصنع معروفا فلا يرتاح ولا ينام ولا يأنس الا بقضاء حوائج الناس. علما ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). يرحمك الله ياسيف السيف. حضر إليه احد الاخوة في يوم من الايام وطلب منه قضاء حاجة وشفاعة لطلب حاجة. فكان جوابه رحمه الله الذهاب مباشرة مع الاخ الى ان اطمأن تماما على قضاء حاجته مع بعد المسافة كان بامكانه ـ رحمه الله ـ ان يكتب ورقة صغيرة انها من طرف فلان، او يكتفي باتصال هاتفي لكنه أبى رحمه اللهإلا ان يتأكد ويتيقن بنفسه، حتى قال له الاخ المسؤول لماذا كلفت نفسك يا أبا ابراهيم وحضرت بنفسك. لقد كان حب الخير صفة متلازمة في شخصية أبي ابراهيم. قال صلى الله عليه وسلم: (لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه)، ومن حقنا ان نعلم ونذكر انفسنا ان الصالحين ـ رحمهم الله ـ ذكروا لنا: لان اقضي حاجة لأخ أحب إلي من ان أعتكف سنة. ويقول صلى الله عليه وسلم: (اربعة لا أقدر على مكافأتهم رجل بدأني بالسلام، ورجل وسع لي في المجلس ورجل اغبرت قدماه في المشي في حاجتي، فاما الرابع فما يكافئه عني الا الله عز وجل، قالوا ومن هو فقال: رجل نزلت به حاجة فبات ليلته يفكر فيمن يقصد ثم رآني اهلا لحاجته فانزلها بي). فأي خلق واي عظمة واي نفسية واي عقل كان يفكر به هذا الرجل رضي الله عنه وارضاه. ويقول صلى الله عليه وسلم: (خير الناس انفعهم للناس واحب الناس الى الله انفعهم واحب الاعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم او تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا، او تطرد عنه جوعا، ومن مشى مع اخيه المسلم في حاجة حتى يبثها (اي يقضيها له) اثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الاقدام. وان المؤمن الذي يتمتع بدرجة عالية من الاحساس والتأثر يبقى حي القلب مرهف الحس ينعكس ذلك على سلوكه بتفاعله مع ما يجري حوله. اما الصفة الاخرى التي لازمت أبا ابراهيم ـ رحمه الله ـ فالصبر والاحتساب الى الله بالمرض الشديد العضال الذي الم به، وهو من الامراض الشائعة في هذا العصر، وانه مما شاع عند عموم الناس أنه من الامراض المستعصية التي لم يصل الطب الى علاج فعال للقضاء عليه الا أنه رحمه الله كان مستسلما لقضاء الله وقدره وانه خلق من مخلوقات الله عز وجل. يقول تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير). فلقد سبقت مقادير الإله وحكمه فأرح فؤادك من «لعل ومن لو» ان سيف السيف ـ يرحمه الله ـ حين ألم به المرض لم يكن يعرف المحيطين به الا من فترة قليلة جدا فلم يتملكه اليأس بان هذا المرض ليس له علاج وان المصاب به لا يشفى وانه اقرب الى الموت، وان ترديد مثل هذه المقولات لهو قنوط من ـ رحمة الله تعالى ـ وإساءة ظن به سبحانه بل ان هذا يزيد في وساوسه واضطراباته النفسية ويجعله يعيش في دوامة من القلق النفسي. إن قطع اليأس من الحياة هو نصف مرحلة العلاج فالمرض بيد الله والشفاء وأسبابه بيده كذلك ،فلا يقنط من رحمة ربه فلقد بذل السبب رحمه الله وسافر الى الخارج في اوائل شهر رمضان المنصرم لكنه قضاء الله وقدره. يرحمك الله يا سيف بن ابراهيم السيف. وانا والله لفراقك لمحزونون و(إنا لله وإنا اليه راجعون) سائلين المولى عز وجل ان يصبر اهله وذويه وجميع محبيه.. آمين.. آمين.