DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
في مؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز عام 1955، وقف الزعيم الهندي الراحل جواهر لال نهرو، يخاطب قادة دول عدم الانحياز الذين حضروا، وقال لهم:»أيها السادة.. إنكم تثيرون فزعي»! فتوقف الجميع دهشة دون أن يعوا حقيقة رؤية الرجل وحكمته. كان قادة الدول حديثة الاستقلال، جاءوا للحكم بثورات أو انقلابات أو حركات تحرير، ونشأت الدول خاصة في القارتين الآسيوية والإفريقية في أعقاب المرحلة الاستعمارية، ولم يكن هناك نموذج مستقبلي أو خارطة لمرحلة ما بعد الاستقلال، معظمهم من قادة الجيوش الذين وجدوا أنفسهم فجأة في سدة الحكم، وبدون أي مشروع حقيقي لما بعد المرحلة. هذه النقطة بالذات كانت سبب فزع نهرو، فمرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، والتي اشتدت فيها حركة التحرر الوطني، شهدت أكبر تحول عشوائي، كان هدفه التخلص من الاستعمار فقط.. ثم ماذا بعد؟ لا أحد يدري! مقولة نهرو بعد قرابة خمسين عاما من ترديدها، يبدو أنها ما زالت الأقرب للواقع، خصوصاً السياسي العربي، وربما هذا بالضبط ما يفسر أزمة «الحكم» الراهنة في السلطة الفلسطينية وبالذات في آخر سنتين من حكم الرئيس الراحل عرفات، وما بعد فوز «حماس» إذ اتضح جلياً إن أبرز مشكلات الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة عدم قدرتها على الذهاب بعيدا نحو تحقيق أهدافها في دولة بشكل ما، وفي ظل معطيات محلية وإقليمية ودولية ملتبسة، تحول الهدف إلى فخ ضايق فيه الخناق على المواطن الفلسطيني الذي ثار لأول مرة على حكومته التي انتخبها بحثاً عن رغيف الخبز وراتب الشهر.. لتتضح أزمة كل حركات التحرر ، فحماس وجدت نفسها في الحكم دون برنامج سياسي مدروس، ودون أن تعي أنها وريث شرعي لكل التزامات «الدولة» لا التزام «الحركة»! الخطأ الأبرز حالياً أن معظم الأطراف تتعامل مع هذه الأزمة كأزمة داخلية، ناتجة عن التجاذب السياسي بين «فتح» و»حماس»، في الشارع والمجلس التشريعي، وفي مؤسستي الرئاسة في السلطة، وبين كياني المنظمة والسلطة. لكنها لا تخلو من شبهة «خارجية» متعددة الاتجاهات والتفسيرات والأطماع والملامح، الكل يتحدث عن توصيف الحالة دون أن يغوص في نفس أزمات معظم حركات التحرير أو الانقلاب السياسي أو العسكري والتي شخصها نهرو، وللأسف كان صحيحاً للغاية.