أثمرالموسم الأثري لهذا العام في موقع جعدة المغارة على الضفة اليسرى لنهر الفرات شرق مدينة حلب السورية عن الاكتشاف الأثري الأهم في تاريخ سوريا والشرق الأوسط حيث عثرت البعثة السورية الفرنسية المشتركة وبعد /16/ عاماً من العمل في هذا الموقع عن كشف معبد يعود إلى الألف التاسع قبل الميلاد.
(اليـوم) زارت الموقع الأثري والتقت مع القائمين على هذا العمل الدكتور يوسف كنجو رئيس الجانب السوري في البعثة الأثرية قال: هذا الاكتشاف هو الأقدم عالمياً، والذي عثر عليه في جعدة المغارة يعود إلى الألف التاسع قبل الميلاد وهو عبارة عن جمجمة الثور البري بإبعاد/ 150سم وعرض 50سم / ًوشكله الهندسي عبارة عن قطر دائري يزيد على /7/م وهو جزء من بناء قد يكون من معبد أو مبنى عام هذا الاكتشاف يعتبر مهما جداً وهو الاكتشاف الأول على مستوى سوريا والشرق الأوسط.
وأضاف الدكتور كنجو قائلاً: إن الأهمية الأثرية التي قدمها هذا الاكتشاف هي اللوحة الفنية المكونة من ثلاثة ألوان (أبيض، أسود، أحمر) وهي ألوان طبيعية، هذه اللوحة المرسومة على مقدمة الثور، لا مثيل لها وهي الأقدم في سوريا والشرق الأوسط، كما تم الكشف عن تمثال صغير الحجم/5/سم من الحجر الأبيض وهو الأول أيضا والأقدم في المنطقة يشبه تمثال عشتار، إضافة إلى اكتشاف غرفة احترقت وسقط سقفها على الأرض حيث تم الحفاظ على طبعات الأعمدة في السقف وهي ما زالت في مكانها الطبيعي.
الاكتشاف الآخر وهو وجود الحصى النهرية مرصوفة بشكل جيد في أرض الغرف وطبقة ترابية وهي تمثل البدايات الأولى لتشكيل لوحات الفسيفساء في العالم.
وخلص كنجو إلى القول: بذلك يكون موقع جعدة المغارة الذي يعود إلى فترة ما قبل الفخار النيوليتيB فريد من نوعه نأمل في السنوات القادمة اكتمال المبنى الذي سيعطينا بدايات تشكيل المعابد في الألف التاسع وكذلك تشكيل الأبنية العامة التي بدأت من هذه الفترة.
وأشار فريق البحث إلى غنى المنطقة بالآثار التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة وأن البعثات الآثارية تعمل الآن في حوض سد تشرين أي على مسافة تقدر /50/كم2 /13/ بعثة آثارية وهي من فرنسا إيطاليا، ألمانية ، بلجيكيا، دنماركية، واستراليا اسكتلندا وغيرها هذه البعثات جاءت عقب إعلان وزارة الثقافة في سوريا عن حملة لإنقاذ المواقع الأثرية الموجودة في حوض سد تشرين وعثرت على لقى أثرية هامة.