DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
هل تنزلق الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إلى هوة الحرب الأهلية؟ المخاوف السائدة حالياً لا تحمل أية مبالغة، الزيت موجود.. والنار موجودة، وكثيرة هي الأيدي التي على استعداد لأن تشعل الفتيل، بين (فتح) و(حماس)، وبالتالي لن يكون هناك وقت للبكاء على اللبن المراق، أو الدماء المسالة، أو الحروق المتوقعة في الجسد المتعب. للأسف، وصلات (الردح) السياسي تتصاعد وتيرتها، واتهامات الخيانة والعمالة بدت تخرج من الغرف المغلقة إلى ميكروفونات الفضائيات، والمشهد كله يتحول درامياً إلى نوعٍ من مسرح العبث واللامعقول.. فاتهامات الاغتيال السياسي تتواتر، وتجارب العملية السلمية منذ أيام مهندسها الراحل ياسر عرفات، لا تجد تشجيعاً، لأن الرجل الذي قال إنه (تزوج القضية) رغم أخطائه التاريخية راح ضحية نفس القضية، بالسم أو بالقتل، أو بالتواطؤ، النتيجة واحدة، الإبعاد التام عن المشهد السياسي، وللأسف بمساعدة فلسطينية أيضاً. الداخل الفلسطيني يتجه للانتحار، وبالتالي عجز كثيرون عن فهم تزايد العمليات الانتحارية، كما يحرمها البعض، أو الاستشهادية كما (يحللها) البعض، أو الفدائية كما يفضل بعض من يمسكون العصا من الوسط، اليأس من ضوء في آخر النفق، هو ما يصبغ الواقع الفلسطيني الآن، (فتح) تتمسك بميراثها التاريخي، وابوتها للقضية، ومسؤولوها لم يصدقوا أن رجل الشارع الفلسطيني مسح تاريخهم وصوت لغيرهم، وبالتالي تكون ردود الأفعال عصبية ومتشنجة، ولا تريد أن يصدق بعض المنتمين إليها أن زواجهم من القضية لا يمكن أن يستمر للأبد، و(حماس) الحركة والفكرة والأيديولوجيا نجحت كثيراً عما هي (حماس) الحكومة/ الملتزمة أمام من وثقوا بها، لتأمين حياتهم، خطاب الأيديولوجيا شئ، وخطاب المسؤولية شئ آخر، وهذا ما لم تستطع (حماس) الانتباه إليه، فالناس الذين أتوا بها لمقاعد السلطة، سيكونون هم أول من يقذفون بها خارج المسرح، ومراحل التهييج العاطفي لا تستمر طويلاً، عدا أن هناك الكثير والكثير جداً من الفلسطينيين الذين هم على استعداد للمشاركة في التشييع ولا مانع من بعض النواح والبكاء لإكمال فصول المسرحية. السذاجة السياسية يمكنها أن تقلب الأمور رأساً على عقب، واستمرار الوضع على ما هو عليه مأساة حقيقية، وأي محاولة لاستخدام الصلاحيات وإقالة حكومة حماس ليست إلا الشرارة المرتقبة.. والمرعبة. هذا ولا تزال (المكائد) مستمرة!