عزيزي رئيس التحرير
المهنة الطبية ليست كسائر المهن بطبيعة الحال، بمعنى أن المهن الطبية تحتاج لأن يكون هناك عمل متواصل بالتخصص الدقيق للطبيب الموظف، وبأن لا تكون هناك فترة ينقطع من خلالها الموظف من اداء العمل المهني المكلف به، لسبب بسيط هو كي لا ينسى تلك المعلومات الطبية الهائلة التي تعلمها خلال سنوات دراسته ولكي تكون هناك امكانية مواصفلة التعليم لديه سواء عن طريق الدورات او القراءة او متابعة الابحاث العلمية وغيره من جهة ومن جهة اخرى لكي تنضج ثقافته العملية التخصصية بمجال تخصصه.
الاطباء البيطريون وكون عملهم يعتبر عالميا وظيفة صحية تنعكس بشكل مباشر على صحة الانسان سواء عن طريق الرقابة على سلامة الغذاء والكشف على اللحوم ووقاية الانسان من الكثير من الامراض هذا فيما يخص عمل الامانات والبلديات الفرعية او مراقبة الامراض المعدية والوبائية المشتركة بين الانسان والحيوان فيما مرض انفلونزا الطيور وحمى الضنك والبروسيلا وغيره فيما يختص بوزارة الزراعة او ايضا غيره فيما يختص بالوزارات المعنية.
الغريب في الامر او لنقل المخجل جدا هو انه تم استحداث وظائف على بند التحسين في بعض الامانات ليعمل بها الاطباء البيطريون براتب شهري مقطوع غير محسوب الخدمة ولا يحق له الحصول على اي دورة براتب لا يصل الى 4 آلاف ريال بينما في وزارة الزراعة الجهة التي تعتبر اكثر الجهات جذابا للاطباء البيطريين براتب بأمانة لا يصل لأربعة آلاف ريال علما بأن توظيف الطبيب البيطري تبعا لانظمة ديوان الخدمة المدنية على المرتبة الثامنة والبلد لايزال يحتاج لمثل هذه المهن الحيوية ويحتاج لأن يعرف المسؤولون المواقع التي من المفترض ان يتواجد بها الطبيب البيطري بحيادية تامة مثل وكالة وزارة الصحة للطب الوقائي والامراض المشتركة والمستشفيات وغيره وهذا الذي نفتقده حقيقة الآن.
ديوان الخدمة المدنية توظيفه بالفترة الحالية بالتفاضل مع ان هناك نسبة كبيرة تعمل على طريقة البنود ولم توجد البنود الا للحاجة للوظائف البيطرية السؤال الذي يقلقني لماذا لا يتم اعادة دراسة اوضاع الوظائف البيطرية سواء بالكم والعدد واستحداث وظائف لهم أسوة بأي وظائف اخرى او من ناحية الرواتب والبدلات التي احدها بدل الضرر 240 ريالا الذي لا يساوي جرعتي مضاد حيوي لو اصيب بمرض ما.
اعود لمسألة البنود بأن من خلال تلمسي للكثير ممن يعملون عليها لا يحصلون على بدل خطر المتعارف عليه بأي وظيفة صحية كذلك لا يوجد نظام بحميه في حال اصابته بمرض معد قد يودي بحياته مثل انفلونزا الطيور او السل او مرض يتسبب له بالعقم مثل البروسيلا.
تشير معظم الابحادث العلمية لوجود اكثر من 1500 مرض مشترك بين الحيوان والانسان الطبيب البيطري هو اول شخص بالطبع قد يتعرض لها وقد يدفع حياته لكي لا يتعرض لها الوطن.
ان تطوير العاملين بأي قطاع وخصوصا المهن الصحية لا يتم عن توظيفهم عبر بنود او عقود او تركهم بوظائف ادارية ليست من اختصاصهم لكن يحتاجوا لوقفة حقيقية من قبل الجهات المعنية لاعادة تأهيلهم بعد التخرج وابتعاثهم لنيل درجات علمية مميزة في الوقت الذي نفقتر لمثلهم بهذا الوقت.
د. جعفر الحجي - الأحساء
