أخبار متعلقة
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نواصل تقديم هذه اللمحات من الذكريات تحت عنوان (وسم على أديم الزمن) لمعالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، ولعلها تكون بمثابة استراحة للقارئ فيها متعة وفائدة.. والذكريات وإن دونت سيرة حياة صادقة وصريحة لشخص بقدر الدكتور الخويطر، إلا أنها تستعيد الكثير من الصور عن أماكن وأزمنة ماضية، كما تتضمن العديد من المعلومات المهمة التي وثق بعضها بالأرقام والإحصائيات التي يمكن أن تضيء للشباب بعض ما يجهله عن الماضي من عادات وتقاليد ونظام حياة وعمل وجوانب اجتماعية وتاريخية عديدة.
مراوغة:
اتفق الوالد مع هذا الوكيل على أن يفتح له مشروع عمل يستفيد منه، ويسدد في الوقت نفسه للوالد من بعض أرباحه فيه. وقد لام الناس الوالد ونصحوه بقطع صلته به، ولكنه كان يقول: أما هو فأخرق، ولكني أفكر في أهله وفي أولاده. خلص الوالد بيته من الرهن، وأصر الوكيل بعدئذ على بيعه ليوفي الوالد بعض حقه، وذهب معه والوالد ليقبض الثمن من البنك، فهرب من باب جانبي، حتى لا يفي بالتزامه.
يئس الوالد منه، فاستشار بعض كبار الجماعة، واستعان بهم، فتقرر أن يصفي الحساب الى عام 1370هـ، وما يأتي قبله بعد ذلك يعد باطلا. وبدأ الوالد معه حسابا على المتبقي، وساعده مرة اخرى في بدء تجارة جديدة، ثم توفي الوالد في عام 1378هـ، وبقية القصة نكملها ان شاء الله فيما بعد عندما يبدأ الحديث عن حياتي في الرياض بعد أن تخرجت، وحصلت على الدكتوراة..
مع الوالد في الحرم:
كنا نصلي في الحرم كالمعتاد في الرواق الجنوبي، على يسار باب النساء، أحياناً أقرب الى باب أم هانئ، وكنا نفرش سجاجيد نصلي عليها، هذا في المدة التي سبقت سفر الوالد الى الرياض، أي قبل عام ستين وثلاث مئة وألف للهجرة، وأذكر أني في احدى المرات، ونحن راكبون في السيارة، لاحظت أن رجلي تشبه رجل الوالد، وأن أصابعي تشبه أصابعه، إلا أن قدمي وأصابعي أصغر. فصرت وأنا في الصلاة، أنظر الى هذا التشابه، وأفكر مما أبعدني عن التركيز في الصلاة.
لاحظني أعرج:
لاحظ الوالد في يوم من الأيام أني أعرج، وأن قدمي اليمنى مضمدة، فطلب أن يراها، فأريته إياها، فذعر من منظرها، وقال: (ياغشيم) كيف تتركها هكذا، اذهب للتكية المصرية، واطلع عليها صاحبنا الدكتور محمد كمال. وكان سبب هذا الجرح الذي كان في (مشط) القدم اليمنى، خلف الإبهام، أني كنت سائراً في يوم من الأيام، فداست قدمي على عود دخل طرفه بين القدم وشسع النعل، فجرح القدم جرحاً ظننته طفيفاً، فأهملته، فحمل بعض الماء، واشتد ألمه.
ذهبت الى الدكتور محمد كمال، وهو رجل فاضل، وصديق للوالد، وكنت أراه دائماً في الحرم، وعليه ثوب وطربوش، فاستقبلني بحرارة، ولا أدري هل هذا لأن الوالد قد أخبره أني سوف أراجعه، أو أنه سمع اسم الوالد فاعتنى بي لأجل ذلك، مع أن عنايته بآخرين كانت لاتقل عن عنايته بي.
وحدث أمر أمامي: رجل جاء بزوجته، فأدخلهما الدكتور محمد وراء حاجز، ويبدو أن الزوج لاحظ أحد المرضى المراجعين يحاول أن يطل من فوق الحاجز، فثار عليه، وخرج إليه، فترك الدكتور محمد الكشف على السيدة، وأخذ المراجع المتهم، وقاده الى غرفة مجاورة، بلطف، وأجلسه هناك، وقال له عندما انتهي من هؤلاء سوف استدعيك، فكان تصرفه رحمه الله تصرفاً حضارياً.
نظر رحمه الله الى قدمي، ونظف الجرح، وقال لي اذهب الى العطار واشتر منه (ثلبة)، وهي بذرة الكتان، واهرسها، وحركها قليلاً على النار، مع قليل من الماء والملح، ثم (البخها) (إلصقها) على الجرح، وافعل هذا ثلاث مرات في اليوم. وقد أفادت، ونشفت الجرح، وأذن الله بالشفاء بعد ذلك.
لم يكن عند الدكتور محمد كمال أدوية، لأن الحرب تسببت في عدم مجيء الأدوية مثلما أعاقت مجيء أشياء أخرى. ولكن الدكتور محمد لم يقف مكتوف الأيدي فقد استفاد من علمه بالصيد لانيات في وصف هذه الوصفة الناجحة.
قطع رأس:
الحميدية مبنى يجمع أكثر الدوائر الحكومية، ومن أهمها الإدارة العامة للشرطة، ولعل هذا المبنى أنشئ في عهد السلطان عبدالحميد، فسمي باسمه، وكان له (درابزون) درج يصعد من جهتين، وعليه شبك يوقف تحته من يقصد جلده، فتدخل يداه من الشبك ويمسكها شرطي يجلس في (بسطة) الدرج، ويأتي السجان، فيجلده الجلدات المقررة العدد، بعد أن يقرأ (فرمان) جنايته، وأمام الحميدية كذلك ينفذ القصاص: القتل وقطع اليد.
سمع الناس في إحدى السنوات أن هناك مجموعة من الرجال خططت للاعتداء على الملك عبدالعزيز رحمه الله وأن رؤساءهم خمسة أشخاص، وأن أمرهم قد اكتشف، فتقرر قتلهم أمام الحميدية، وسيبدأ بقتل رئيسهم في يوم الجمعة المقبل، على أن يقتل بعد ذلك واحد عقب صلاة الجمع التالية. وفعلاً قتل في يوم الجمعة المحددة أحدهم، وعلق رأسه كالمعتاد امام باب الحميدية في سارية هناك. وأذكر أننا رأينا الرأس عندما جئنا لصلاة العصر، ولم نشاهد القتل، لأننا لم نرد ذلك، ولأن أهلنا كانوا يؤكدون علينا دائماً عدم مشاهدة القتل أو القطع، ويحذروننا كذلك من الاقتراب من الازدحام الذي يحدث عندما يكون هناك قصاص، أو قطع أو جلد، والجمهور في مثل هذه الحالات سريع التجمع والتأثر والحماس.
وهم تلاه رعب:
قيل لنا في تلك الأيام ان الملك عبدالعزيز عفا عن باقي المتهمين، وقيل إن حكم القتل كان على واحد وهو الذي قتل. وبقيت الاشاعات تبعد عن الحقائق، وتصغر وتكبر. حدث في الجمعة التالية أن العسكر كانوا كالمعتاد يقفون لتحية الأمير فيصل، نائب الملك في الحجاز رحمه الله، بعد صلاة الجمعة، وعند مجيئه لها. فلما وصل سموه، ودخل الى الخلوة التي أمام الحميدية، والتي تطل على (الرواق) الجنوبي، وضع العسكر بنادقهم كالمعتاد موقفة في صف واحد، وكل خمس منها تتلاقى رؤوسها الى الأعلى، وقواعدها على الأرض. مرت (تكرونية) من جانبها، والإمام يخطب، وأرادت أن تصلح (شرشفها) الذي على كتفيها، فلمس الشرشف أول مجموعة من البنادق في الصف، فوقعت المجموعة على المجموعة التي بجانبها، وهذه المجموعة الثانية وقعت على الثالثة، وهكذا الى آخر مجموعة، وأحدث كل هذا صوتاً تأكد الناس منه أنه صوت سلاح، فتصوروا أن هناك هجوماً، ففروا من الرواق الجنوبي باتجاه الكعبة، قاصدين باب الزيادة، وكأنهم أسراب طيور، والأمير فيصل يطل عليهم، ويقول: (يا ناس أمان أمان، الدنيا أمان). ولكن لا حياة لمن تنادي، فلما وصلوا الى الرواق الشمالي، بدؤا ينظرون الى الخلف، والى من أمامهم في الرواق الشمالي والشرقي والغربي، فرأوا الناس على ما هم عليه من الهدوء والسكينة، والاستماع للخطيب، فبدؤا يعودون الى مكانهم الأول واستغرق هذا وقتاً، وكان هذا الحادث حديث الناس في مكة، لمدة أشهر.
في ذلك اليوم كنت في المكبرية، وهي الطابق الثاني (للمقام) الحنفي، الذي يقع شمال الحجر، فرأيت الحادثة، وكنت ومن في (المقام) نتعجب مما حدث، ولاندري عن السبب.
مختل العقل:
كان في مكة رجل من أهل عنيزة، وكان قبل مجيئه الى مكة سوياً، وما عرفت عن جنونه الا في حدود سنة 1368هـ، عندما عدت في الأجازة الصيفية من مصر الى مكة، استقبلني في جدة ابن عمتي العم عبدالله العوهلي رحمه الله وذهبنا معا الى موقف السيارات، فوجدنا هذا الرجل، فقال:
(اقطعوا) لي تذكرة الى مكة.
(فقطع) العم عبدالله له تذكرة، وركب معنا، وفي أثناء الطريق نظر إلي، وقال:
من ربك؟
قلت: ربي الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
قال: تخسأ، ربك ابن سعود.
هنا أشار العم عبدالله بطرف عينه أن لا أصادمه.
ثم قال: من نبيك؟
قلت: محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
قال: كذبت، نبيك ابن سليمان.
ثم قال: ما دينك؟
قلت: الإسلام.
قال: كذبت، دينك هذا.
وأخرج ريالا، وأشار الى أن ديني هو الريال.
وسكت بعد ان انتهت الأسئلة الثلاثة التي يسأل عنها في العادة المسلم، فلما نزلنا في أول محطة، وجلسنا لنشرب فنجال شاي تركنا، وذهب ليركب سيارة عائدة الى جدة. حينئذ أخبرني العم عبدالله أن الرجل قد أًصيب بلوثة، وأنه اذا اشتد عليه الأمر أدخل (المارستان)، فاذا هدأ أخرج.
وقص بعض القصص عنه، منها أنه أدخل مرة الى المارستان، وبقي فيه أسبوعاً أو أسبوعين، وفي يوم جمعة قال للقائم على المارستان:
لماذا لا تذهب لصلاة الجمعة؟
قال: وكيف أذهب، وعندي هؤلاء المجانين في تلك الغرف.
قال: هذا عذر لا يقبله الله، اذهب وصل الجمعة، وانت ترى أني أنا مظلوم باحضاري الى هنا، لقد أحضرني أعدائي، عبدالله بن حسن (رئيس القضاة) وأمثاله، فهل لاحظت علي جنوناً.
قال حارس المارستان، لا، حاشا، لقد كنت أعقل مني، وأكثر صلاة وديانة مني.
قال: إذا ما حجتك عند الله إذا قال لك لماذا لم تعط المفاتيح لفلان، يعني نفسه، وتذهب للصلاة؟
قال: صدقت، هذه مفاتيح الرجال، وهذه مفاتيح النساء، وعندما يقترب وقت الاقامة للصلاة سوف أذهب وأصلي، ثم أعود.
وحين ذهب الحارس للصلاة، فتح المعتوه أبواب غرف الرجال، وجعلهم يقفون في صف واحد، بعد أن توضؤا، ثم قال لهم:
سوف نذهب الى صلاة الجمعة، ونعود.
ومشى أمامهم، ودخل المسجد، مع القليل منهم، والبقية هربوا، وبعد ان انتهت الصلاة عاد مع من بقي معه، وكان الحارس قد عاد قبله فلم يجد أحداً، ووجد باب المارستان مفتوحاً، فكاد يجن، فلما عاد الرجل مع من بقي من المجانين قال له الحارس:
ما هذا الذي فعلته؟
قال: ماذا فعلت؟ أنت جعلت هؤلاء الناس في ذمتي، فرأيت أن أبرئ ذمتي بأخذهم لصلاة الجمعة الواجبة عليهم.
قال الحارس: وأين البقية؟
قال المجنون: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (الرعد: 17).
واكتشف الحارس حقيقة هذا المريض، وأين يكمن جنونه.
وفي يوم من الأيام دخل هذا المعتوه على الشيخ عبدالله بن حسن (رئيس القضاة) في (خلوته) في باب الداوودية رحمه الله ومعه (جنبية) (خنجر) مسلولة، وجلس أمامه، وأخرج علبة سجاير (لف)، وأخذ يلف سيجارته، ويتحدى بذلك الشيخ عبدالله، قائلاً: دع واحداً من زبانيتك يقترب مني.
فتحمله الشيخ رحمه الله الى أن خرج وحده بإرادته، بدون أن يكرهه أحد، وقفل الشيخ عبدالله باب شر كان يمكن أن يستطير ما دام أحد طرفيه شخص مختل العقل.
الرجل الأغن:
أهل شقراء معروف عنهم سرعة البديهة، وحذاقة الرد، وكان أحدهم في مكة في إحدى الدوائر الحكومية، وجاء رجل أغن ينطق الميم نوناً، فسأل عن رئيس هذه الدائرة قائلاً:
العن فلان (يعني العم فلان) هنا.
قال له: الرجل: لا: العن فلان عند الكعبة.
وعلى ذكر الرجل الأغن، تكلمت سابقاً عن الرجل الذي أخذ (فنجال) قهوة في منى (ع. ق)، وطلب من الجالسين أن يقرؤا وينفثوا فيه، ثم صبه على سيارة الوالد، وهذا الرجل من فكاهاته (والغريب أن الرجل الذي يرويها لي رجل أغن رحمه الله) قال:
جاء رجل أغن الى (ع. ق)، وقال له:
سوف (يحرجون) على النخل الفلاني، فتنبه للنخلة الفلانية إنها (تقطن) (وهو ينطق الراء نونا).
فقال له: (ع. ق): جزاك الله خيراً سوف أتنبه لها.
فبدأ الحراج والاثنان موجودان، فلما وصل الذي يحرج الى النخلة المقصودة، بدأ الحاضرون (يزاودون) في سعرها، و(ع. ق) صامت، وذاك (الأغن) يحرك يديه حاثاً له من بعيد على الدخول في (المزاودة)، و(ع. ق) مستغرب من حركاته، معتقداً أنها لاتعني حثه على المزاودة لأنه حذره منها بأنها (تقطن).
فلما بيعت النخلة جاء إليه (المحذر) وقال له:
لماذا لم تزاود فيها ألم أخبرك أنها (تقطن)؟
قال (ع. ق): بلى، ولهذا تجنبتها لأنها تقطن.
قال المحذر: لا، لا، إنها لا تقطن، إنها تقطن، تقطن.\
قال (ع. ق): نعم هذا هو الذي فهمته، لا أحد يريد نخلة تقطن.
قال: لا. لا، هي لا تقطن ولكنها تقطن، ثم أشار بيده الى أن تقطن أي تسيل دبساً.
ففهم (ع. ق) قصده، وقال:
لا بارك الله في أنفك الذي لم ينفعك وضرني ـ رحمهما الله ـ.
إحذر (الداب):
أتيت بالقصة السابقة لأني سمعتها بمكة، فهي من حصة حياتي في مكة، وكذلك القصة الآتية سمعتها في مكة:
كان هناك صاحب سيارة نقل، يقودها بنفسه بين عنيزة ومكة، وكان رجلا نشطاً، ومتكلما، وله ابن هادئ بخلافه، وكانا ذات يوم في الصباح قاعدين مع آخرين حول النار يتناولون إفطارهم، وكان الأب متحمساً في كلامه، فرأى ابنه حية تقترب منهم، فقال لوالده بصوت خافت:
إليك الحية، وضغط بأصابعه على فخذ والده.
فلم يلق والده له بالاً، فأعاد الابن الإنذار مرة اخرى، وثالثة ورابعة، فالتفت اليه والده وقال بحنق:
ماذا عندك؟ حفرت في فخذي بئراً من كثرة ما تغرز أصابعك في فخذي، ماذا تريد؟
فقال الولد: أقول إليك الحية مقبلة، وأشار بأصبعه إليها، فقفز أبوه من فوق النار، وقال:
خيبك الله، كان يجب عليك ان تمسكني من أكتافي، وتهزني وتسكتني، وتخبرني بالحية رحمه الله.
سبحان الله العظيم، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، هذا الرجل يلتهب مثل النار، وابنه أبرد من الثلج.
المقلب الأول:
كان بين العم عبدالله المحمد الحمدان (أبو عليوي) والشيخ ابراهيم المعمر مقالب، (يسقيها) احدهما الآخر بالتناوب، وهي كثيرة، سوف آتي بنموذجين منها.
كان ابراهيم المعمر حينذاك قائم مقام جدة، وكان العم عبدالله المحمد الحمدان مدير المالية بمكة، وكان الاثنان صديقين.
مر العم عبدالله المحمد الحمدان، ورأى سيارة الشيخ ابراهيم المعمر واقفة امام فندق مكة في أجياد، وكان مديره آنذاك عبدالسلام غالي، وكان العم عبدالله عائدا من عمله في المالية في اجياد. وأدرك ان ابراهيم سيعود الى جدة بعد ان يقضي غرضه، وفي الغالب كان غرضه مع سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب الملك عبدالعزيز في الحجاز، وأدرك عبدالله كذلك ان ابراهيم قد اعد له عشاؤه، وأنه سيأكله في منتصف الطريق الى جدة، فاحتال عبدالله ومساعدوه على سائق ابراهيم، وأبعدوه عن السيارة، وأخذوا قدر العشاء ووضعوا بدلا منه قدرا مملوءا بالحجارة.
استقل ابراهيم سيارته، واتجه الى جدة، وفي منتصف الطريق خرج هو ومن معه عن الخط، وفرشوا سجادة لهم، وأحضروا القدر، فصدموا حين رأوا انه لا طعام فيها، وأن الذي فيها حجارة لو كان لها شفاه لابتسمت لنجاح المقلب. عرف ابراهيم فيما بعد ان الذي استبدل الاكل بالحجارة هو عبدالله المحمد وقرر ان يرد له الصاع صاعين متى سنحت الفرصة.
رد المقلب:
كان إبراهيم المعمر في يوم من الأيام في طريقه الى الطائف لمقابلة سمو الأمير فيصل، وعند مروره بالسيل الكبير وجد عبدالله المحمد الحمدان هناك، ونزل عنده ليشرب القهوة والشاهي، ولاحظ أن قدر غدائهم على النار، فأسر الى أحد مرافقيه (سعد العثمان) بأن يحاول ان يغافل الطباخ، ويضع الملح كله في الأكل، في القدر الذي على النار، وسعد هو من لامه ابن معمر على غفلته عند سرقة عشائه في تلك الليلة.
استطاع سعد ان يضع جميع الملح في الطعام، وأشار لابن معمر سرا ان المهمة تمت بسلام، فاستأذن ابن معمر من أبي عليوي، وحاول أبو عليوي أن يثنيه من السفر الى أن يشاركهم غداءهم، فاعتذر بانه يريد أن يصل الى مكتب سمو الأمير فيصل قبل أن يغادره سموه. ولما قدم الأكل خيل للجميع أنه ملح وضع فيه قليل من الأرز واللحم، فأدرك أبو عليوي رحمه الله أن هذا من تخطيط ابراهيم، وأنه اخذ ثأره وافيا منه، وأصبحت هذه الحادثة حديث أصدقائهم حينذاك قبل أن يرد (أبو عليوي) على الرد.
د. الخويطر في سطور
? ولد عام 1344هـ في مدينة عنيزة في القصيم في المملكة العربية السعودية.
? جزء من دراسته الابتدائية بعنيزة وجزء منها والثانوية في مكة المكرمة.
? حصل على الليسانس من دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1371هـ.
? حصل على الدكتوراة في التاريخ من جامعة لندن عام 1380هـ.
? عين في العام نفسه امينا عاما لجامعة الملك سعود.
? عين وكيلا للجامعة عام 1381هـ حتى عام 1391هـ
? درس تاريخ المملكة العربية السعودية لطلاب كلية الاداب.
? انتقل رئيسا لديوان المراقبة العامة لمدة عامين ثم وزيرا للصحة ثم وزيرا للمعارف.
? عين في عام 1416هـ وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء.
د. عبدالعزيز الخويطر