DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الجولان مثل شرم الشيخ

الجولان مثل شرم الشيخ

الجولان مثل شرم الشيخ
الجولان مثل شرم الشيخ
أخبار متعلقة
 
السبب من وراء استذكار تصرف حكومة غولدا مئير الاحمق التي رفضت الشروع في المفاوضات مع أنور السادات قبل اندلاع حرب الغفران بسنة، هو الاقتراح السوري بالشروع في مفاوضات سلمية مع اسرائيل. هذا العرض رفض من قبل ايهود اولمرت ومن اريئيل شارون قبله. الجمود الفكري الذي عانت منه حكومة غولدا مئير نبع من ثقتها الذاتية المفرطة ومن النظرية المسبقة الخاطئة القائلة ان العمق الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء أفضل لنا من السلام. السادات توجه لإسرائيل في عام 1972 ومن خلال الصحافة الأجنبية كذلك (صحيفة نمساوية) حيث قال: «نحن مستعدون للسلام مع إسرائيل وان ردت ايادينا الممدودة لها فأجند مليون جندي واخرج للحرب ضدها». غولدا تعاملت مع هذه الكلمات باستخفافها ولامبالاتها المعهودة: «هم ليسوا قادرين حتى على عبور القناة».وزير الدفاع في ذلك الحين موشيه دايان أوضح الأهمية الأمنية لسيناء بعبارته الشهيرة: «شرم الشيخ من دون سلام افضل من السلام من دون شرم الشيخ». رئيس الوزراء ووزير الدفاع اللذان كانا اسيرين للجمود الفكري ارتكبا خطأ استراتيجيا واحجما عن وضع رغبة مصر في تحقيق السلام على محك الاختبار. السادات خرج للحرب بعد ذلك بسنة منفذا وعده الذي قطعه على نفسه. نظرية دايان وغولدا المسبقة انهارت وزهقت معها ارواح (2.700) جندي سقطوا ثمنا للغرور والحماقة. كانت هناك حاجة لرئيس وزراء شجاع مثل مناحيم بيغن الذي كان مستعدا للتنازل عن كل سيناء حتى نحظى بالسلام والامن على الجبهة المصرية. السلام مع مصر هو أحد المكاسب الاستراتيجية الهامة التي منحها لنا بيغن. في هذه الايام كرر بشار الأسد اقتراحه لحكومة إسرائيل بالشروع في مفاوضات سلمية. رد اولمرت يماثل الرد الذي تلقاه السادات من غولدا مئير والفرق فقط يكمن في أن الجمود الفكري قد استبدل سيناء بالجولان الآن. ما الذي يتوجب ان يفكر به الرئيس السوري وهو يسمع اولمرت قائلا ان الجولان «سيبقى بيد اسرائيل للابد»؟ ربما يقع في اغراء التصرف مثل السادات والمبادرة الى خطوة عسكرية محدودة سندفع لها ثمنا فادحا. قادتنا يوضحون جمودهم الفكري بشعار «سوريا هي نفس سوريا» هذا الموقف التقريري يتجاهل تطورات هامة. وأكثرها اهمية قرار قمة الجامعة العربية في بيروت الذي وقعت سوريا عليه والذي يدعو للسلام الكامل والتطبيع مع اسرائيل مقابل الاراضي التي احتلتها. الامر الجديد الآخر هو استعداد سوريا للدخول في مفاوضات غير مشروطة الامر الذي كانت اسرائيل تطالب به في السابق. الآن عندما وافقت سوريا على ذلك تقوم حكومة اسرائيل بوضع شروط مسبقة. يكفي سماع تعليلات حكومة اولمرت ضد المفاوضات مع سوريا حتى نتأكد من جمودها الفكري. احد التعليلات هو «التضامن بين الرفاق» اذ أن الرفيقة واشنطن لا تتفاوض مع سوريا وهذا يعني ان علينا أن نفعل مثلها. ولكن أمريكا لا تتحدث مع دمشق لأننا نحن لا نتحدث معها وليس بالعكس. التعليل الثاني هو أن سوريا ضعيفة عسكريا ومعزولة دوليا وعليه لا يتوجب على إسرائيل حسب قولهم ان تمنحها الشرعية التي تفتقدها. اما الواقع فيقول ان هذا الضعف السوري هو سبب لمحاولة التوصل الى اتفاقيات سلمية معها الآن بالتحديد. صحيح أن الجولان هو ثروة إستراتيجية وان التنازل عنها لا يخلو من المخاطر ولكن استئناف المفاوضات مع سوريا ينطوي هو الآخر على مكاسب إستراتيجية كبيرة: منع الحرب مع سوريا وتصفية حزب الله وإيقاف الدعم السوري للتنظيمات الإرهابية وعزل إيران وترسيخ وقف إطلاق النار في لبنان وتعزيز مكانة إسرائيل الإستراتيجية في الشرق الأوسط وتوجيه الموارد للاحتياجات الداخلية. عملية السلام مع سوريا ستضم لبنان والفلسطينيين ودولا عربية وإسلامية اخرى لديناميكية جديدة قائمة على المصالحة مع اسرائيل. تدارس الاحتمالات في مواجهة المخاطر يبرر استئناف المفاوضات مع سوريا.