الصفحات والملاحق الشعبية في الجرائد اليومية ينظر لها متابعو الشعر نظرة أكثر احتراماً وإجلالاً من نظرتهم لصفحات الشعر في المجلات الشعبية , والسبب في ذلك هو علمهم بأن المجلات الشعبية ملك لأفراد وقائمة على سياسة تجارية بحتة تتحكم في طرق تعامل القائمين عليها مع الشعر والشعراء , بينما الصفحات الشعبية في الجرائد اليومية هي صفحات ضمن جرائد رسمية تابعة لمؤسسات صحفية كبيرة واعتمادها على التسويق لا يقوم على صفحة أو صفحتين (أسبوعية) أو (يومية), كما أن مشرفي الشعر في الجرائد لا يطلب منهم أحد الاهتمام بالجوانب التسويقية في طرحهم على حساب الشعر والأمانة , من هنا كسبت أكثر صفحات الشعر في الجرائد اليومية ثقة المتلقي فيما تطرح وتقدم , وأصبحت محط أنظار هواة الشعر من المواهب والمبتدئين الذين يجدون أنفسهم مرتاحين في تواصلهم معها ولا يميلون للتواصل مع المجلات الشهرية , وبعضهم يرى أن أكبر مؤشر على تهميش المبتدئين والمواهب الصاعدة في هذه المجلات هو عدم وجود صفحة للرد على رسائلهم ولو من باب التقدير والاحترام.
مع ذلك نرى إحجاماً من بعض الشعراء المتمكنين من التواصل مع صفحات الشعر في الجرائد بحجة أن الجريدة اليومية عمرها قصير في التواجد بعكس المجلة الشهرية التي تبقى شهراً كاملاً في متناول الأيدي بالإضافة الى الإخراج المتميز ونوعية الورق في المجلات والألوان المبهرة , مع علمهم بأن قراء جريدة يومية قد يتجاوز أضعاف أضعاف مجلة شهرية.
جفاء هؤلاء لصفحات الشعر في الجرائد ومقاطعتهم لها ينتهيان في حالة ما إذا أراد أحدهم نشر قصيدة تجر منفعة في مناسبة ما ولا تحتمل التأخير ولا بد من اللجوء لصفحات الجرائد .. هنا فقط يشعرون بأهمية هذه الصفحات وضرورة التواصل معها!! متناسين أنها صفحات شعر وأدب وليست لتحقيق مصالح ذاتية متى ما دعت الحاجة!.
[email protected]