DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المتحدثون في ندوة الوقف

د. عبدالوهاب نورولي: الندوة تسعى لاستعادة دور الوقف التاريخي

المتحدثون في ندوة الوقف
المتحدثون في ندوة الوقف
نظمت الندوة العالمية للشباب الاسلامي بمنطقة مكة المكرمة بالتعاون مع بيت الاعمال مؤخرا ندوة بعنوان (الوقف واثره في المجتمع المسلم) وذلك بالغرفة التجارية الصناعية بجدة. وناقشت الندوة عددا من المحاور من بينها (الاثر الاجتماعي للوقف في المجتمع المسلم) وتناوله معالي الدكتور علي بن عبدالله النملة، وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، ومحور الاثر الاقتصادي للوقف في المجتمع المسلم للاستاذ الدكتور محمد علي القري، المستشار الاقتصادي المعروف، وتعريف الوقف ومعناه، للاستاذ الدكتور عمر بن زهير حافظ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة المتحدة للتأمين التعاوني. الاهتمام بالوقف في البداية ألقى الدكتور عبدالوهاب نور ولي الامين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الاسلامي بمنطقة مكة المكرمة، كلمة هنأ فيها الحضور بشهر رمضان المبارك وقال: ان الندوة تولي اهتماما كبيرا لموضوع الوقف وتسعى لاستعادة دوره التاريخي في دعم وجوه البر والاحسان وذلك بايجاد آليات جديدة كمشروع الاسهم الوقفية التي شرعت الندوة في تنفيذه، الى جانب تسليط ا لضوء على هذه القضية التي هي في غاية الاهمية حيث كان الوقف رمزا لتنمية المجتمعات عند اسلافنا و اشار الى ان كثيرا من رجالات العلم والعلماء كانوا يعتمدون على الاوقاف لما تحققه من النفع والاجر الدائم للواقف. خواطر النملة بعد ذلك تحدث معالي الدكتور علي بن عبدالله النملة حيث قدم الشكر على هذه الدعوة الكريمة وعلى استضافة الغرفة التجارية لهذا اللقاء في (بيت الاعمال). وقال ان موضوع الوقف اجتماعي ولن اتحدث عن المحور الذي كلفت به لانه فلسفي، لكنني سأحول الموضوع لعدة نقاط اسميتها (خواطر) قائلا ان احب الناس الى الله ا نفعهم للناس. والحديث عن الاثار الدينية والاثار الاخرى (الدنيوية) لاي ممارسة في عمارة هذه الارض والاستخلاف عليها صغرت ام كبرت ذلك ان هناك ارتباطا عضويا في الاسلام بين الحياة والدين. وكل ممارسة دنيوية محكومة بالنظرة الدينية لهذه الممارسات، اذا ما اريد لها ان تدخل المفهوم الشامل للعبادة، مع التأكيد على الاصول المعتبرة للشرع الحنيف، بحيث لايأتي الدين بصورة المقيد، بل يأتي بصورة ا لموجه الى الصواب، اذا ماتوافر الاخلاص من منطلق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم، احب الناس الى الله انفعهم للناس، ويأتي التفريع بحسب المتأثر لهذا المؤتر (الوقف) من اجتماعي او علمي او ثقافي او اقتصادي انما هو اجتهاد يراد منه احترام التخصص المؤصل. ووضح الدكتور النملة ان الحديث عن الاثار الاجتماعية عن الوقف ينبعث من آثار الوقف عموما، فيما عدا الاثار التعبدية الخاصة التي تعود على الواقف من اجر وصدقة جارية. والحجاب من مصائب الدنيا والآخرة، وهذه آثار يمكن ان تكون فردية، الا انها مع فرديتها انما تأتي حينما ينوي الواقف ان تكون لوقفه، او اوقافه آثار اجتماعية، وسواء حصلت هذه الاثار الاجتماعية، كلها او جلها او بعضها، ام حال دون حصولها حائل خارجي لاعلاقة للواقف به، ولا حيلة له في تلافيه، فان فضل الله الواسع ان يجري عليه اجر هذا الوقف. وعن ابرز المشكلات التي تواجه الاوقاف، اكد الدكتور النملة انها يمكن ان تأتي في ادارتها او نظارتها والاعتداء عليها بسرقتها او غصبها او مصادرتها احيانا من قل انظمة لاتدرك آثارها الاجتماعية كالتأميم الذي منيت به بعض الاوقاف في بعض المجتمعات الاسلامية. ثم تحدث الدكتور محمد علي القري المستشار الاقتصادي المعروف عن محور (الاثر الاقتصادي للوقف في المجتمع المسلم) فقال: ان اول وقف في الاسلام وقف الصحابي مخيريق الذي اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يضع بساتينه حيث شاء ان هو قُتل في احد ثم قتل فأوقفها عليه السلام. ومن أشهر الأوقاف في عصر النبوة وقف عمر: (اني اصبت ارضا بخيبر لم احب مالا انفس عندي منها فما تأمرني فقال عليه الصلاة والسلام، ان شئت حبست اصلها وتصدقت بثمرتها. فجعلها عمر صدقة جارية لاتباع ولا توهب ولاتورث، وتصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب والغزاة وفي سبيل الله و الضيف). وقال الدكتور القري: عن الوقف يستمد مشروعيته من السنة النبوية الفعلية والقولية: (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث منها الصدقة الجارية). والوقف ليس كالزكاة يجوز في كل امر ولايلزم ان يكون للفقراء والمساكين بل كل ماينفع المسلم يجوز ان يكون وقفا، فلاتجوز الاوقاف في معصية، كما ان دور الوقف كانت قديما في المجتمعات الاسلامية.. فكانت هناك اوقاف جارية كالحرمين الشريفين والازهر الشريف وجامع القيروان في المغرب وجامع الزيتونة في تونس وقرطبة في الاندلس والجامع الاموي في سوريا، وكان الحرم المكي والمدني اوقافا. كما كانت الاوقاف مصدرا لتمويل الابحاث العلمية والعيش الكريم للعلماء والباحثين واكثر علماء الاسلام المشهورين عاشوا على رواتب من اوقاف خصصت لهم فهذا ابن كثير والغزالي والجويني والخطيب والتبريزي وابن خلدون كلهم عاشوا على مرتبات اوقاف علمية. ولم تقتصر رواتب الاوقاف على الفقهاء فقط بل ان الخوارزمي وعمر الخيام وابن سيناء والبيروني وغيرهم كانوا يتفرغون للعلم ويتلقون رواتب من اوقاف علمية. اما الدكتور عمر بن زهير حافظ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة المتحدة للتأمين التعاوني فقط تطرق لتعريف الوقف ومعناه، قائلا ان الوقف معناه الحبس والمنع وهو مصدر وقف يقف. وسمي الوقف وقفا لان العين موقوفة، وسمي حبسا لان العين محبوسة عن البيع والارث ونحوهما، وهو وقف على تلك الجهة لاينتفع به في غيرها.
د. علي النملة
أخبار متعلقة