DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
الجولة التي تقوم بها وزير الخارجية الأمريكية حالياً، تعكس مأزقاً تواجهه السياسة الأمريكية وعجزت فيه عن التصرف بمفردها أو اعتماداً على قوتها العسكرية فقط، ويبدو أن الدبلوماسية الأمريكية انصاعت أخيراً لنصائح العقلاء داخل إدارة صنع القرار واتخاذه، من أن السياسة هي فن تحقيق الممكن وليس المستحيل، والولايات المتحدة طيلة تاريخها ومنذ بزوغها كقوة عالمية تدريجياً عقب الحرب العالمية الثانية، وهي تعتمد على فلسفة القوة التي ورطتها في شبه القارة الهندية، في فيتنام، ولم تخرج إلا بواحدة من أكبر العقد التي ضربت جيلاً بأكمله. أمريكا الآن التي وجدت نفسها تقود العالم ووريثة كل سلبياته وإيجابياته عقب سقوط المنظومة السوفيتية وانهيار الفكر الاشتراكي كمنافس عتيد للرأسمالية، لا تنكر أنها تعاني بشدة وقسوة، ولم تنجح بعد مرور أكثر من نصف قرن على بزوغها رسمياً في أن تقنع العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بالتحديد بما يسمى الدبلوماسية الأخلاقية، التي يمكنها التعبير عن مجمل القيم الأمريكية التي أرساها البناة الأوائل من جورج واشنطن وإبراهام لينكولن، وحتى الرئيس كارتر الذي كان يمثل ما بقي من الضمير الأمريكي، وساهم بجدية في صنع أول سلام بين العرب والدولة العبرية. الولايات المتحدة متورطة في اكثر من مكان، ودفعتها سياسات اليمين المتطرف للدخول في مواجهات متعددة، مع كوريا الشمالية في جنوب شرق آسيا، ومع إيران بخصوص الملف النووي، وفي أفغانستان، حيث تبحث الآن عن صيغة للخروج وتسليم القيادة لحلف الناتو، أي ابتعاد مهذب، وفي العراق حيث لم يكن صانع القرار يدري أن المستنقع يحصد يومياً من القتلى والجرحى ما فاق الخسائر في الحرب الفيتنامية وفشل كل خطط الاستقرار بعد الغزو بما يعد سقوطاً ذريعاً ومدوياً، كذلك المناوشات التاريخية مع كوبا في أمريكا الوسطى، والعداء مع فنزويلا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، هذا عدا التحرش غير المباشر مع روسيا والصين، والخروج الأوروبي عن بيت الطاعة في واشنطن متمثلاً في سياسات مناوئة تدريجياً في فرنسا وأسبانيا وإيطاليا، ثم الفشل والعجز عن تحقيق استقرار في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل. الولايات المتحدة حالياً في أصعب مرحلة من تاريخها، وتحتاج بشدة إلى أي انتصار ولو معنوي، بعد تهاوي كل مبررات حروبها على الإرهاب كما تقول، أو الأسلحة النووية كما تدعي، وتاريخ الإمبراطوريات يحكي أنه ما من دولة تعيش مثل هذا الوضع وتستمر طويلاً،. وبعيداً عن أية تحليلات ضيقة، فإن الواقع لا يبدو وردياً تماماً، لأن حمامات الدم التي تغمر كل الأمكنة لا تزال عائقاً أمام خراطيم المياه الأمريكية الوهمية.