DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عبدالعزيز الخويطر

وسم على أديم الزمن

د. عبدالعزيز الخويطر
د. عبدالعزيز الخويطر
أخبار متعلقة
 
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك نواصل تقديم هذه اللمحات من الذكريات تحت عنوان (وسم على أديم الزمن) لمعالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، ولعلها تكون بمثابة استراحة للقارئ فيها متعة وفائدة.. والذكريات وإن دونت سيرة حياة صادقة وصريحة لشخص بقدر الدكتور الخويطر، إلا أنها تستعيد الكثير من الصور عن أماكن وأزمنة ماضية، كما تتضمن العديد من المعلومات المهمة التي وثق بعضها بالأرقام والإحصائيات التي يمكن أن تضيء للشباب بعض ما يجهله عن الماضي من عادات وتقاليد ونظام حياة وعمل وجوانب اجتماعية وتاريخية عديدة. خطاب من الوالد (15): وكتاب منه رحمه الله يبين مدى اهتمامه بنا، وتفكيره فينا، وفيما يبعد أي نقص في مؤونة البيت عنا، وقد أرسل رحمه الله من الرياض (تنكتين)، إحداهما فيها تمر، والثانية فيها سمن يحتاج الى تصفية، و(عزل) عما معه من التمر. ويبدو أن ثوب نورة قد تقرر ارساله دون خياطة لأن الخياطين متماثلين في الرياض وفي مكة، ويبدو كذلك أنه رحمه الله يعلم عن أن العم عبدالله العوهلي قد فصل لابنته ثوبا في مكة، وهذا سوف يسهل أمر تفصيل ثوب الأخت نورة. ويبدو أيضا أن محاولاته لارساله للهند قد فشلت بسبب الحرب. وملحق ملاحظة في آخر الكتاب عن (البشوت) (المشالح) وقلم الأخ حمد، وقد أرسلت مع الأخ حمد العلي الطريف الذي يقوم برحلات بين الرياض ومكة. خطاب من الوالد (16): وبين يدي الآن صفحة تحتوي على ثلاثة خطابات، أحدها مني للوالد، والثاني من الأخ حمد للوالد، والثالث خطاب من الوالد لنا حمد وأنا. وجميل أن تجتمع هذه ثلاثة الخطوط في ورقة واحدة، والفضل لله ثم للوالد الذي استفاد من البياض الذي في آخر صفحة خطابينا، وجعل رده عليه. وعلى هذا فمن السهل المقارنة بين ثلاثة الخطوط حسنا وتنسيقا وقاعدة. وخطابي وخطاب حمد رقعة، وقاعدته واحدة، وتكاد تنعدم الشخصية فيهما، بينما خطاب الوالد قاعدته ليست نسخا ولا رقعة، وإنما هي شيء من عدة أشياء، فجاء ذا شخصية متميزة، وجاء جميلا، يشير على نسق في اعتدال السطور، وتماثل أجزاء الخط، مثل: ال، والذي، وطول التاء في آخر الكلمة، هذا من ناحية المظهر، أما المخبر فكما نرى خطابي في اعلى الصفحة، وهو مؤرخ في 14/5/1361هـ، وفيه رد على خطاب الوالد السابق عن التنكتين، ولا أدري الآن لم سميت إحدهما صندوقاً. وقد أخبرته بأن التنكة المخلوط فيها بعض التمر مع السمن، ذوبت، وجاءت على (المطلوب) وشكرته على أفضاله. ثم أخبرته باستلام (البشوت) المشالح، وسوف تبدأ مشكلتها الناتجة عن طولها، وقد قلت بصراحة غير الخبير أنها لا تصلح، وسوف نرى تعليقه على هذا، (وهو الخبير)، على قولي. وخطاب الأخ حمد احتوى على الافادة بأن القلم الذي أرسله الوالد وصل، وأنه على المطلوب، مع دعاء بأن الله يزيد من أفضاله، وقد كرر حمد الافادة عن ورود المشالح، وكرر القول بأنها لاتصلح. ولاحظ الوالد جفاف خطاب حمد له، فعلق فوق السطر بما كان يجب أن يسبق اسمه، وهو المخاطب، وهو والد، بأن كتب فوق السطر: (سيدي الوالد)، ونبه الى أن عدم ذكر ذلك نقص. والحمدلله أني قد أثبت كلمة: (سيدي الوالد) له ـ رحمه الله. وقد مدح الوالد رحمه الله حمد على حسن خطه، وحقيقة بالنسبة لسنه، وسنته الدراسية خطه ليس بعيدا عن خطي. وزيادة له في التشجيع قال إنه ربما سبقني اذا استمر على هذا الاجتهاد. ثم عرج رحمه الله على (البشوت)، وكونها طويلة، وقلل من أهمية ذلك، لأنها يمكن أن تباع بمثل قيمتها، وهي واحد وأربعون ريالا، وان نقصت كثيرا فيمكن اعادتها للرياض وسيعوضنا بدلا منها. وليس هذا آخر أمر (البشوت). ملاحظة: استمر الأخ حمد يعتني بالخط الرقعة، والنسخ والثلث والديواني، وأنا اليوم أعده خطاطا بحق، أدام الله عليه توفيقه. خطاب من الوالد (17): وفي مطلع عام 1362هـ هناك ثلاث رسائل في صفحة واحدة في أعلا الصفحة خطاب مني للوالد في الرياض، وفي وسطها خطاب له من حمد، وفي أسفلها رد منه على الخطابين، ورده غير مؤرخ، ولهذا لاندري كم بين استلام الخطابين وردهما من الأيام. في خطابي أفدت الوالد أن (البشوت) بيعت، وبمكسب فقد بيعت بمبلغ اثنين وخمسين ريالا في حين أنها مشتراة بمبلغ واحد وأربعين ريالا. وفي خطاب الأخ حمد للوالد تفصيل عن المشالح، فذكر ان ابن عمتنا الأخ عبدالله الحمد القرعاوي، وهو قريب السن من حمد، كان نصيبه (مشلحاً) متيناً، وحمد يؤمل أن المشالح الآتية لي وله تكون متينة. وألمح الى نبل عبدالله الحمد إذ أصر ان لا يلبس مشلحه الى ان تأتي مشالحنا، وقال ان لبسنا لها جميعا هو الأحسن. ورد الوالد على الجوابين، وانتقد طلب حمد ان تكون المشالح متينة، وذكره بان مكة حارة، وزيادة على ذلك فالبرد قد انتهى وقته. ورجا أن يوفق في الحصول على مشالح خفيفة، مع ان ضيق عرض المشالح قليل الوجود. ثم قال إنكم حيرتونا بهذه الشروط. وأظن أن الوالد مرتاح من الأخذ والرد، لأنه يعطيه فرصة لمعرفة أبنائه، وما يدور بخلدهم، وهذه المادة جعلتهم يكتبون تباعاً ويشرحون، وهذا يعطيه فرصة لإرشادهم الى ما قد لا يكونون أدركوه لصغر سنهم، وقلة خبرتهم. وكان فيما سبق قد حث عبدالعزيز وحمد على إطالة الكتابة، والبعد عن الأحاديث التي تشبه أحاديث النساء، والآن الأمر أمر (بشوت) والبشوت لبس الرجال!. خطاب من الوالد (18): وكتب لنا خطاباً في 21/6/1364هـ مختصراً، وفيه توجيه عن ثياب كانت أودعت عندنا من قبل العم عبدالله العوهلي، ولا أذكر الان أمرها، وأهميتها، ولكنها وضعت عندنا في انتظار من سوف يحملها عندما تسافر سيارة من مكة الى الرياض. وكان الأخ حمد العلي الطريف، وهو أحد خويا ابن سليمان حينئذ، وتابع لجهاز المالية، سوف يسافر الى الرياض، أو أنه يعرف أحداً سوف يسافر، وقد تسلمها منا. ولم ينس رحمه الله حثنا بطريق غير بماشر على الالتفات لدروسنا، فقد رأى أن يقوم بمهمة ارسال الثياب غيرنا لأننا مشغولون بدروسنا، وكذلك لانعرف احدا، ولا يتوقع منا أن نعرف أحدا من الذين مديمين السفر. خطاب من الوالد (19): وكتبت له من مكة في الثاني من رمضان 1361هـ كتاباً أهنيه برمضان المبارك، فرد علي رحمه الله بخطاب يدعو فيه كالمعتاد بأن يعيد الله هذا الشهر (بالخير والقبول، وبلوغ المأمول)، ودعا رحمه الله بأن يعيده الله على الجميع لأن الشهر قد تعدى ثلثيه، أما خطابي فكان في الثاني من رمضان المبارك. وقد كتب رده رحمه الله على ورقة خطابي نفسها، وتساءل عن سبب عدم كتابة حمد له، وهو تساؤل في محله، وكتب عن (البشوت) لأن (البشوت) أصبحت مادة مراسلة بيننا مهمة. وذكر أنه لم يجد القياس المطلوب منا، لأن ما هو متوافر في السوق في الرياض إما صغير وإلا كبير مثل التي سبق أن أرسلها لنا. ثم عاتبنا على عدم (خبن) وتقصير السابقات، لأن التقصير عن طريق الخياطة سوف يؤدي الغرض، هذا في الطول أما العرض فلا يحتاج الى تقصير. وأما أن يكون الفرج في أيام العيد. وأكد رحمه الله أنه حريص على تأمينها. خطاب من الوالد (20): وفي خطاب من العام نفسه، ولكن تاريخ اليوم والشهر لم يوضع، ولم يثبت فيه الا السنة، أعاد الحديث عن (البشوت). أعاد ذلك في كتابه الذي في أعلى الصفحة المرفقة، موجها لي، وفي كتابه لأخي حمد في آخر الصفحة. يبدو أنه رحمه الله كان قد أوصى موسى الكليب، من تجار الأحساء، على اختيار المشالح وإرسالها، ألا أنه لم يفعل، فلما تأخر في إرسالها طلبها الوالد من الكويت. هذا يبين الصلات التجارية بين أجزاء المملكة والدول المجاورة. ويذكر رحمه الله أنه أرسل مع العم سليمان البراهيم القاضي طواقي، ومع صالح المرزوقي تنكتي تمر على عنوان العم عبدالله المحمد العوهلي. هذه المشتريات تجعل الصلة بيننا وبينه رحمه الله نشطة. ولم يكن من السهل إرسال هذه الأشياء لأن السيارات قليلة، ولا تأتي الا بعد أن تستكمل حمولتها، فينتهز من عنده شيء الى ارسالها مع أول سيارة تسافر، وارسال تنكتين من التمر ليس سهلا، ولكن منصب الوالد (مدير المالية) في الرياض يشفع له عند مأمور السيارة، الذي سوف يرافقها الى مكة، ويكون مسؤولاً عن الركاب وعما يحملون، وعن السيارة وتسليمها الى (قراج) ابن سليمان في مكة، أو تحميلها مرة اخرى، والعودة بها الى الرياض. وهذه خطة مستمرة، وخطها مطروق، وهي أشبه بالبريد، ولكنه بريد غير منتظم. ويختلف الامر عندما يقترب موسم الحج، فالحركة على طريق الرياض ـ مكة تزيد، ويستغل هذا الإرسال بضائع، أو هدايا، ويكون هناك ازدهار في هذا المجال. وقد كتب رحمه الله في أسفل الورقة، التي كتب لي فيها خطابه، كتاباً آخر للأخ حمد. ويعتذر بلهجة تعطف واسترضاء لحمد بأنه لم يكتب له خطاباً حياءاً منه، لأن موسى الكليب رحمه الله تأخر في شراء المشالح، وكأني بالوالد يبتسم رحمه الله وهو يكتب هذه العبارة ولعله يذكر (برطعة) حمد على أثر مشاركتنا السواقين والخدم عشاءهم. ويذكر له أيضاً أنه أوصى بشرائها من الكويت، وسيحضرها محمد النافع. ويرجو الوالد الله ان يسهل أمر مجيئها حتى (ينستر) من حمد، وطبعا خلاف الستر الفضيحة. ثم لا ينسى ـ أسكنه الله فسيح جناته ـ أنه يطلب من حمد مقابل هذه (الموادة) أن يجتهد مؤكداً أنه بمتابعته لما يكتبه حمد يجد أن ألتحسن ظاهر. ولم يؤرخ خطابه للأخ حمد، ولو كنا نحاسبه كما يحاسبنا لطلبنا منه رحمه الله أمرين: الأول: أن يحرص على التاريخ، وهو ما ينساه أحياناً، ولكنه يهمنا اليوم، والا في تلك الأيام تاريخه عندنا يوم وصوله. الثاني: أن يقرأ الكتاب بعد أن ينتهي منه، وسيجد حينئذ بعض كلمات سقطت، أو نقط أهملت!! خطاب من الوالد (21): إذا دون الشيء في وقته، ووضع عليه تاريخ، واحتفظ به لزمن طويل أصبح تاريخا، وهذا ما شعرت به وأنا اقرأ خطابا للوالد (مرفق) أرسله لنا من الرياض، وأذكر الان مثل (الحلم) انه جاء من الرياض الى مكة لغرض ما ثم عاد الى الرياض. هذا ا لخطاب الذي أمامي الآن مؤرخ في 7/9/1362هـ ووصل مكة في 16/9/1362هـ، وأستنتج من هذا أنه رحمه الله حرص ان يعود الى الرياض ليكون مع أهله في شهر رمضان، وهو أمر متوقع، وأرجو أن يكون من بين خطاباته التي لدي ما قد يبين سبب مجيئه الى مكة. هذا الخطاب يسجل انه عند وصوله قابله حزن لم يتوقعه، فقد كان عنده ابنة اسمها هيا توفيت أثناء غيابه، وفوجئ بذلك، وآلمه الخبر، ثم توفيت ابنة زوجته، ولعلها في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وقد يكون هو رجلا يتحمل أكثر من زوجته التي فقدت ابنتين في أيام معدودة، ولا أدري ماهي أسباب الوفاة ـ رحمهم الله جميعا ـ الاباء والأبناء. وقد كان من اللائق أن أكتب للخالة أم البنتين، زوجة الوالد، خطابا أعزيها فيهما، وهو أمر قد لا يخطر على بال شخص في سني، وضيق إدراكي عن ما يجب من الواجبات الاجتماعية، وزيادة في كمال الصورة نبه رحمه الله أن أكتب خطاباً منفصلاً عما ستكتبه عماتي لها. رحمه الله لقد كان وحده في مثل هذه المواقف المحزنة، لأننا كنا كلنا صغارا، وكبار النسوة بعيدين عنه، وليس هناك من هو لصيق به يحمل معه العبء، ويواسيه. خطاب من الوالد (22): جاءني منه رحمه الله خطاب مؤرخ في 22/9/1362هـ، وذكر فيه أنه أرسل مع محمد العبدالعزيز النافع (طاقتي) قماش، وأمل أن تصل الينا قبل العيد بوقت نستطيع معه أن نفصل منها ثياب العيد: لي ولحمد ولعبدالله الحمد وعبدالرحمن الحمد القرعاوي، ابناء عمتي مضاوي. و(للبشوت) حق في هذا الخطاب، فقد وجهني رحمه الله أنه اذا لم يبق على العيد الا يوم واحد، ولم تصل (البشوت) التي من المفروض ان يرسلها، أن أذهب الى محمد العبدالعزيز النافع وأطلب منه أن يشتري (بشتا) ثالثا نضمه الى ما عندنا من قبل، وهما (بشتان). وأحد (البشتين) يكون لي، والثاني مع ما سوف يشترى يكونان لحمد ولعبدالله. ودخل في تفاصيل عن تقسيمهما بينهما، مما يدل على عمق اهتمام بأمورنا، ولأنه يعرف ما يحدث بين الصغار من منافسة، وجه بأن تعمل عمتي قرعة بين حمد وعبدالله، حتى لا يصير بينهما خلاف، ولم يكن يتصور رحمه الله الألفة واللحمة التي بينهما، وأن كل واحد منهما يبر الاخر بأحسن ما عنده، وأن عبدالله الحمد رفض أن يلبس المشلح الى أن يأتي مشلح حمد، وبقي هذا المشلح محفوظا الى أن جاء هذا التوجيه الجديد. ولم يقطع الأمل رحمه الله في أنه سيحصل على مشلح من الرياض، ويرسله في الوقت المناسب، ولكن (احتياطاً) وجه بما وجه به. وأهم شيء عنده كان أن نلبس مشالح، وهو أمر يعرف أنه يسرنا، خاصة عندما ننزل لصلاة العيد في الحرم، ثم نعيد عن أقاربنا. خطاب مني الوالد (23): وقد أجبته رحمه الله بخطاب كتبته يوم العيد 1/10/1362هـ، وهنأته أولاً بالعيد، ثم باستلامنا لخطابه، وباستلامنا (لطاقتي) القماش المرسلة مع محمد العبدالعزيز النافع، ودعوت له رحمه الله على إرسالها، وأخبرته أننا فصلنا منها بدلالنا الربعة، كل واحد بدلة، وتركنا الباقي لما بعد العيد، لأن الخياطين قبل العيد (مزحومين) وغالين، وأفدته أننا سوف نفصل الباقي فيما بعد. وكلمة (بدلة9 تعني ثوبا و(كوت)، إما (بفتا) أو (لاس)، وهذا هو (اللبس) في تلك الأيام للأعياد، ورغم ان مكة شرفها الله حر إلا أن مثل هذا القماش محتمل. وأبديت له سبب تصرفنا في تفصيل بدلة لكل واحد منا، وهو أنها وصلت يوم 29 من رمضان، ولو وصلت مبكرة، وفي الوقت متسع لفصلناها دفعة واحدة، وكنا أربعة أنا وحمد وعبدالله الحمد وعبدالرحمن الحمد. وأخبرته في خطابي هذا أننا أخذنا (البشت) الناقص من محمد النافع كما وجه رحمه الله وأنه صار من نصيب عبدالله الحمد، وبرضى وبدون قرعة، وهو ما لم أخبره به ولكني أذكره. لم يعان عبدالرحمن الحمد من مشكلة المشالح لأنه صغير رحمه الله ولم يكن له نصيب من هذه (الارساليات) الا الثياب. وحمد هو صاحب النصيب الأوفى ثياب ومشلح وقلم!. ولم أنس أن أخبره رحمه الله أن الأخ حمد العلي الطريف لم يصل بعد، وعلى هذا لم أبلغه الرسالة. وأبو علي حمد العلي هذا مثل الأخ الأكبر لنا، لأنه الشخص الوحيد ـ بجانب ا بن خالتي محمد القاضي ـ الذي يأتمنه الوالد علينا في تنقلاتنا في سفرنا، ونعم الرجل ـ أمد الله في عمره، ولنا معه ذكريات عطرة. خطاب من العمتين (24): كانت عمتي مضاوي وعمتي موضي عندنا في مكة، ولعلهما أتتا للحج، وبعد الامتحان ذهبت معهما الى عنيزة محرماً لهما، وكانت هذه فرصة بعد أن أديت الامتحان ونجحت، وإذا لم أذهب معهما لما تيسر لهما محرم. وأمامي الآن خطاب كتبته على لسانهما للأخ عبدالله الحمد القرعاوي ابن العمة مضاوي، تخبره فيه والدته بوصولهما عنيزة بالسلامة، وتحثه على الكتابة وموافاتها بأخبار أخيه صالح الذي في الرياض في تلك الفترة. وكان بودها أنها كتبت له بخط يدها ولكنها خشيت من كثرة الأخطاء فيما تكتب، الخ ما جاء في الخطاب. وقد أخذت معها ابنها عبدالرحمن لأنه كان صغيراً، ولم يبدأ الدراسة بعد، أما عبدالله فبقي معنا لأنه ملتحق بالمدرسة، وهي مطمئنة عليه لأنه عندنا كواحد منا. وتاريخ الخطاب في حدود شهر رجب عام 1364هـ. خطاب من العمتين (25): وكتبت خطاباً آخر أملتاه علي عمتاي منهما لوالدتي وخالتها هيا البراهيم العضيبي، والدة صالح البراهيم الضراب، تخبرانهما بوصولهما الى عنيزة بالسلامة، وأن عمي ابراهيم سبق وأخبر عن وصولهم الى عنيزة، وأنهما تكتبان هذا بعد أن صار عندهما وقت. وتأملان أن أعود الى مكة عن قريب، ولم يؤخرني الا عدم وجود سيارة. ومع هذا فهم لا يريدون أن (يرخصوني). وفيه إخبار بأن الخطابات والوصول المرسلة معهما قد سلمت لأصحابها. وهناك أخبار أخرى وردت في الرسالة. بعض كلمات الرسالة تحتاج الى شرح لمن لا يعرف لهجة أهل القصيم، والرسالة مرفقة: (طبينا عنيزة) يعني وصلناها. و(الطبة) تعني الوصول، و(العقلان) العودة بالسلامة. (النوبة الأخرى) أي المرة الأخرى. و(هشناهم) أي خاصمناهم بلهجة مكة، (موفلين) أي (مرخصين). خطاب من الوالد (26): لقد أدركنا من خطابات الوالد لنا نفوره من وجود محو في الخطابات، وحكمه على حسن الخط أو قبحه بهذا المعيار، ولهذا عمدنا الى أن نكتب مسودة لكل خطاب نكتبه، وقد نكتب الخطاب مرتين أو ثلاثاً، وبهذا نلنا الاستحسان منه، وكتابة مسودة الخطابات مفيدة لنا ليس في هذا الجانب فقط، ولكنها مفيدة في أن نتأنى، ونعتني بالخط، ونضيف إليه ما يعن لنا، ونحذف ما نجد أنه ربما يكون نابياً، وقد نتشاور في هذا، ونصل بعد رأي اثنين الى ما هو أقرب الى القبول والرضى. وكان في هذا تدريب لنا يواكب تقدمنا الذهني ومستوانا الدراسي. ومع هذا نموذج لخطاب سودته مرتين بتاريخ 17/1/1360هـ. د. الخويطر في سطور ? ولد عام 1344هـ في مدينة عنيزة في القصيم في المملكة العربية السعودية. ? جزء من دراسته الابتدائية بعنيزة وجزء منها والثانوية في مكة المكرمة. ? حصل على الليسانس من دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1371هـ. ? حصل على الدكتوراة في التاريخ من جامعة لندن عام 1380هـ. ? عين في العام نفسه امينا عاما لجامعة الملك سعود. ? عين وكيلا للجامعة عام 1381هـ حتى عام 1391هـ ? درس تاريخ المملكة العربية السعودية لطلاب كلية الاداب. ? انتقل رئيسا لديوان المراقبة العامة لمدة عامين ثم وزيرا للصحة ثم وزيرا للمعارف. ? عين في عام 1416هـ وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء.