DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله الزيد اثناء الامسية

الشاعر الذي لا يتطور يصاب بفقر دم التعبير

عبدالله الزيد اثناء الامسية
عبدالله الزيد اثناء الامسية
أخبار متعلقة
 
استطاعت المداخلات التي رافقت أمسية الشاعر عبدالله الزيد بنادي الرياض الأدبي، أن تكسر حاجز الهدوء النسبي الذي اتسمت به الأمسية، فبعد أن فرغ الزيد من قراءة قصائده، شكلت مداخلات الحضور حالة من الجدل القديم حول جدوى الأشكال الشعرية، لدرجة أن أحد الحضور اتهم الشعراء الذين تمردوا على الشكل العمودي بعدم الانتماء، وأن الشعر الذي لا يرتدي العباءة العمودية بعيد عن الأصالة الشعرية، لكن المهم في هذه الأمسية التي استهل بها (بيت الشعر) نشاطه المنبري لهذا الموسم، وأدارها الشاعر ابراهيم الوافي، أعادت الى الاذهان واحدة من التجارب الشعرية التي ساهمت في تشكيل الملامح العامة للشعر السعودي الحديث، فالشاعر عبدالله الزيد كما يصفه الدكتور سعد البازعي رئيس نادي الرياض الأدبي، يتميز باختلافه عن شعراء جيله، فهو ـ كما يرى البازعي ـ خلق لنفسه قاموسا شعريا خاصا به، وفي الوقت الذي نجد فيه نقاط التقاء بين بعض شعراء جيله مثل عبدالله الصيخان، ومحمد الثبيتي، ومحمد جبر الحربي، نجد أنه لا يتشابه مع أحد، مشيرا إلى أن الزيد غني عن التكريم لأنه اسم ساطع في سماء المشهد العربي السعودي، اضافة الى انسانيته المتدفقة، والتي تدل عليها قصائده الكثيرة في مجال الرثاء. قسم الشاعر عبدالله الزيد أمسيته الى ثلاثة أجزاء، وتجاورت فيها الأشكال الشعرية الثلاثة، حيث حضرت القصيدة العمودية والتفعيلية والنثرية، وكأن الشاعر يريد بهذا التنويع أن يحدد موقفا صريحا بأنه خارج حدود الحساسية بين الأشكال الشعرية، وأن الشعر أكبر من التصنيفات، بل ان ا رتباطه بالشعر دفعه إلى كتابة قصيدة طويلة وحادة يرد فيها على من يقولون ان هذا زمن الرواية، وأن زمن الشعر قد ولى أو تراجع، وقد تجلى في هذه القصيدة تحديدا الحس السافر لدى الشاعر عبدالله الزيد، ومن أبرز القصائد التي قرأها مرثيته في المخرج الراحل سعيد شوشة الثبيتي، ومرثيته في الأديب ابراهيم العيد، ففي هاتين القصيدتين، بدت المقاطع الشعرية بالغة التأثير، خاصة عندما يتساءل في مطلع مرثيته في المخرج الثبيتي: من سوف يقرأ قصيدتي عندما تكون نازلة للتو من سبحات الإلهام..؟ ومن ذا الذي يتلقف شعري قبل أن يتوسد صمت المجاميع ووحشة الدواوين وإعراض الرواة..؟ وبعد أن فرغ الشاعر من قراءة نصوصه، فتح مدير الأمسية الشاعر ابراهيم الوافي باب المداخلات، فأثار الشاعر أحمد الخاني قضية الجدل حول الأشكال الشعرية متهما الشعراء الذين خرجوا على الشكل العمودي بعدم الانتماء، وهو ما أثار حفيظة الحضور، لكن معظمهم فضل عدم الدخول الى هذه الاشكالية القديمة، مبررين ذلك بأن الخاني يعمد الى اثارة هذه القضية كلما سنحت له فرصة التداخل في أي أمسية أو ندوة، أما الشاعر عبدالله الوشمي نائب رئيس أدبي الرياض، فقد أشار الى استخدام عبدالله الزيد للعديد من المفردات العامية الدارجة، وقدرته على توظيفها في سياق شعري فصيح، وقد وجه الوشمي سؤالا للزيد حول مسألة انتقاله الى تجربة قصيدة النثر، فقال الشاعر الزيد: لابد للشاعر أن يتطور وإلا فإنه قد يصاب بفقر دم في التعبير، وقد كتبت الشكل العمودي والتفعيلي، و هذا ينفي عني تهمة الاستسهال التي عادة ما يتهم بها شعراء قصيدة النثر. وطرح الشاعر محمد الهويمل سؤالا حول جدوى الشعر في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن المعارك التي شهدتها مرحلة الثمانينيات في المملكة هي التي رفعت الشعر و ليس العكس، وأنه بعد خفوت المعارك حول قضايا الحداثة تراجع دور الشعر، فبرزت قضايا أخرى مثل حقوق الانسان لم يستطع الشعر أن يتفاعل معها فأصبح كأنه خارج قضايا الثقافة والمجتمع. وفي مداخلته اشار الشاعر عبدالله السمطي إلى أن التجربة الشعرية لدى عبدالله الزيد تنطلق من البعد الذاتي الخاص، وبالتالي فإن (الذات الشاعرة) هي المدخل الأساسي لقراءة أعماله.