أشاد المواطنون الفلسطينيون بتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، معتبرين أن هذا يدل على مدى حرص المملكة على القضية الفلسطينية، ودليل على المساعي الحثيثة التي تبذلها لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بصفته القضية المحورية التي تشغل المنطقة.
واعتبرت الأوساط الفلسطينية تصريحات سمو الأمير سعود الفيصل بأنها رسالة تحمل في طياتها الكثير من المعاني الهامة، وتدلل على خبرة وعمق في فهم محركات الصراع وسبل حله، كما أنها تشير لأهمية المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ظل وجود جهود عربية ودولية حثيثة لإحياء عملية السلام، مما يتطلب إيجاد رؤية فلسطينية موحدة تجاه العديد من القضايا الهامة ووضع الخلافات الحزبية جانباً.
وكان سمو الأمير سعود الفيصل دعا في تصريحات لقناة العربية الفضائية الفلسطينيين إلى توحيد مواقفهم السياسية من إسرائيل، والى تحديد موقف واضح من المبادرة العربية.
وقال سمو الأمير سعود الفيصل: أتمنى أن تتضح الرؤى في هذا الإطار، لأن هناك إجماعاً دولياً (لإعادة إطلاق عملية السلام) وهناك فرصة للتحدث للناس بالجدية والمسؤولية المطلوبة، بهذا الخصوص. وكان سمو الأمير سعود الفيصل يرد على أسئلة بشأن المباحثات بين حركة حماس التي تترأس الحكومة الفلسطينية الحالية وحركة فتح، بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف سمو الأمير «إذا لم يكن هناك موقف فلسطيني موحد تجاه ما يرغبون فيه، فسيكون إضاعة لفرصة ثمينة» لتحقيق مطالبهم. وتابع سمو الأمير: حديث المسؤولين في حماس (أنهم) يلتزمون بقرارات الجامعة العربية. لا أدري إذا كان هذا يعني قبولهم للمبادرة العربية».
يقول المحلل السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي مدير قسم الدراسات في المركز الفلسطيني للديمقراطية وضع سمو الأمير سعود الفيصل إصبعه على الجرح من خلال تصريحاته الأخيرة، وأعتقد أن أهم مسألة يتوجب على القيادة الفلسطينية حكومة ورئاسة هي توحيد المواقف، ليتم شرح الموقف الفلسطيني للعالم، وخاصة أن المجتمع الدولي بدأ يتحمس مؤخراً وعقب الحرب على لبنان للعمل على إيجاد حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي، فإذا كانت الساحة الفلسطينية منقسمة، فإن الحل قد يفرض على الفلسطينيين، أو قد يهمل القضية الفلسطينية، ويؤجل حلها في حين يتم الحل على المسارات الأخرى.
ويذكر أن الجهود الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة تعثرت وعادت لنقطة الصفر بسبب تصريحات قيادات حركة (حماس)، كما أعلن ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحفي في القاهرة يوم اول أمس .
