DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ربما كان وصف تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة بـ(القبيحة) هو الأفضل، ليس لأنها تعبر عن رأي ما يمكن اعتباره شخصيا ولو رفضناه بشدة، ولكن لأنها تعبر عن ثقافة ما تدشن لمرحلة جديدة لا تعني سوى تقويض التعايش المفترض بين الديانات وأتباعها.. صحيح إن المشهد العالمي الجديد بـ(العولمة الجديدة) التي تدعي توحيد الكون بمفهوم اقتصادي رغم أن هذا الكون مليء بالتقسيمات العرقية والطائفية والمذهبية. إلا أنها وفق منظري هذه العولمة تفتح الباب على مصراعيه لعولمة من نوع آخر، أي عولمة القوة والسلاح والعسكر الذين غالباً يأتون في ثياب مدنية لا تفكر إلا بأحذيتها الغليظة. كلام (البابا) الذي لا يزال يصر على أنه (أسيء فهمه) ليس مجرد خطأ اعتيادي، أو يؤسف له، لكنه في سياقه وتطوراته يأتي ضمن منهجية فكرية، نبعت من تخصص الرجل الذي يقال إنه يركز على الفلسفة الإيمانية، لا الطريقة (الرعوية) التي يوصف بها البابا السابق يوحنا بولس، وهنا تأتي الخطورة في التصريحات، حيث إن نسقها الفكري يتناغم تماماً مع مفاهيم وآراء سمعناها من مفكري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة (فوكوياما وهنتنجتون) حول صدام الحضارات، وعمقها سياسيون نافذون استرجعوا عبارات (الحروب الصليبية) و(الفاشية الإسلامية) وللأمانة التاريخية نقول إن العرب حتى في فترة هذه الحروب لم يلصقوها بالدين المسيحي، إذ سموها في كل مؤرخاتهم (حروب الفرنجة) إنما الغرب الأوروبي هو الذي أساء بأطماعه السياسية للمسيحية كدين، وألصقوا به كأعنف حرب دموية، دفع الغرب نفسه قرابة 25 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية، بين دوله المسيحية أيضاً، فأين البابا من هذه الدماء؟ الغرب الذي اندفع نحو حرب هلامية نيوكولونيالية بمسمى الإرهاب، صمت تماماً على هذا الانحراف الفكري الذي وفر له سياسيون ومفكرون أرضية ما، دشنها بابا الفاتيكان بمنحها (تبريكاته) ليتأصل علناً هذا النوع من المرض الأيديولوجي الذي يشعل ساحة التطرف، ويوفر مناخاً لضرب أسس التعايش بين الأديان السماوية، خاصة أن الساحة مهيأة لهذا النوع من حروب الأفكار المتوازية تماماً مع حروب الجيوش. الموضوع ليس خطأ يستحق الاعتذار، بقدر ما هو محاولة لتغيير القيم، وليس هفوة بقدر ما هي أيديولوجيا، إنه مزيد من قرع طبول الحرب التي سيدفع كثيرون ثمنها للأسف بلا مقابل.