DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سائقو سيارات الأجرة وعشق للون الأصفر

" التاكسي " الأصفر ذكريات ومعاناة وقلة زبائن

سائقو سيارات الأجرة وعشق للون الأصفر
سائقو سيارات الأجرة وعشق للون الأصفر
أخبار متعلقة
 
يبقى للتاكسي الأصفر رونقه وزبائنه رغم التطور الحاصل في مجال المواصلات .. هكذا بدأ السائق أبو زيد حديثه في الوقت الذي تخلى عدد من سائقي الأجرة عن سياراتهم القديمة (الصفراء) واستبدلوها بسيارات أجرة عامه حديثة إلا أن هناك من لا يزال يتمسك بقراره في المحافظة على سيارته القديمة لتصبح علاقته بهذه السيارة الصفراء أكثر من علاقته بزوجته وأبنائه، فرجل التاكسي يقضي مع سيارته اكثر مما يقضيه مع زوجته أو مع أحد أبنائه. وعن سيارات الأجرة العامة الجديدة ذات اللون الأبيض ذكر معظم سائقي التاكسي الأصفر عندما التقت معهم ( الاحساء ) هذه موجة حديثة ركبها الناس كموضة جديدة، ليعود السائق محمد العلي ليقول بحسرة : ربما ان جيل اليوم لا يعرف قيمة السيارة الصفراء بالنسبة لنا .. فهي كانت أرقى سيارة في زمننا بالإضافة إلى أنها تقوم بتوصيلنا إلى وجهتنا . الكافتيريا المجاورة لمواقف التاكسي في طرف الشارع الملكي في مدينة الهفوف مكان لتبادل الذكريات . هناك يجلس سائقو سيارات الأجرة في انتظار الرزق والزبائن، يحتسون الشاي وينفثون دخان السجائر وأعباء الحياة ، يمارسون قراءة وجوه الركاب وتحديد بوصلة اتجاهاتهم حسب وجهة المسافرين أو راغبي الذهاب إلى موقع معين داخل المحافظة . أبو راضي ، سائق أجرة منذ 28 عاما، يأخذ نفسا عميقا قبل أن يتحدث : أمس كنت في الرياض واليوم في الأحساء وربما غدا في الدمام ، فأنا أشعر بالحزن عندما أنسى أحيانا ماذا يدرس أطفالي، غيابي الطويل عنهم يدفعني لغربة روحية أخرج منها دوما بالحديث مع الركاب والغوص في همومهم وحكاياتهم . وفي الذاكرة الشعبية عند الناس، ارتبطت صورة سائق الأجرة بذلك الرجل الذي يعيش حياة عبثية فهو يسهر كثيرا وينام ويستحم ويرتدي ملابسه في أي مكان، وله مفرداته الخاصة في الحديث مع الاخرين . سائقو الأجرة يختلفون عن بعضهم في الأمور التي يمنعها الدين كل حسب نشأته. وحين تلقى أطراف الحديث يذكر لنا سعيد الدوسري من الظلم أن يسألني راكب في الطريق أو رجل أمن إذا كان معي منبهات أم لا ؟ أبنائي في المرحلة الجامعية وأنا قدوتهم في الحياة فالنظرة السلبية تلك يعتقد بصحتها، لكنه يقلل من تعميم ذلك الانطباع بأن سائقي الأجرة هم من متعاطي ( الحبوب المنشطة ) نظرا لطبيعة عملهم واصفا الأمر بالمبالغة . وفي حين أخرج سائق تاكسي آخر محفظته الخاوية وهو يقول لا يمكنني العودة لمنزلي وأنا بلا نقود، اضطر للسهر طويلا وأن أمضغ طعامي في مقهى متواضع وأرتدي ملابسي في الطريق. أنا لا أكره الراحة لكن ظروف الحياة لا ترحم . وكانت مظاهر التعب من عناء العمل ظهرت على ملامح وجهه. ويفرح منيف أبو متعب عندما يرى شبابا في عمر أبنائه وهم ينخرطون في هذه المهنة ، لكن فرحته تتبدد عندما يرى من بعضهم سلوكيات لا تليق بمجتمعنا ولا بهذه المهنة التي بها أمانة على الأرواح والممتلكات . ويضيف ابومتعب عندما تركت عملي السابق قبل خمس عشرة سنة واتجهت للعمل كسائق أجرة، كان الناس وقتها يعتمدون علينا بشكل كبير لقلة السيارات حينها، خاصة في المدن الصغيرة، وأتذكر كيف كنت أختار وسيلة الترفيه الوحيدة، أغاني أم كلثوم وطلال مداح ومحمد عبده وحجاب عبد الله. كانت الاذواق تختلف وفي الطريق يسافر الكلام بيننا الى مناطق بعيدة في الخصوصية، لتنتهي الرحلة وأصبح الركاب أصدقائي . أبو شنب كما يحب أن يناديه رفاقه في موقف التاكسي، يشعر بضياع هيبة ( سائق التاكسي) مرجعا الأمر لدخول السائق الأجنبي في الحياة العامة وهبوط سقف التعامل بين البشر إلى مستويات أقل . فهناك المشاوير الخاصة التي تأخذ الناس إلى مرادهم وهم بهذا الصنيع مخالفين للنظام تماما والنظام لم يردعهم .