DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
كلنا يعترف بأن الإعلام الإسلامي في أزمة حقيقية نتيجة العديد من العوامل التي أثرت في مسيرة الخطاب الإعلامي الإسلامي وسط عالم متأجج ومتناقض ومتضارب، وكلنا يدرك أيضاً أن المنافسة الإعلامية الشرسة تقوم على أرضية هائلة من الإمكانات التي نحتاج لمزيد من الخبرات فيها، رغم أننا نمتلك الكثير من مقوماتها المادية والمعنوية، إضافة لرصيد ذاخر من المفاهيم والقيم العقائدية التي تنهل من ديننا السمح. ربما كان الإعلام في العصر الحديث هو الوسيلة الحقيقية لبناء جسور من التعارف والتقريب بين البشر، وربما كانت بعض أساليب الإعلام تقوم على مغالطات رهيبة فيما يتعلق بنا ككيان إسلامي، وكأمة وكدين، وربما أيضاً انطلقت ممارسات إعلامية من حقائق صغيرة لتأصيل أكاذيب كبيرة، وهنا يكمن التحدي الذي ينبغي منا مواجهة جسورة تعتمد الحقيقة الناصعة للواقع الإسلامي دينياً وسلوكياً. ومما لا شك فيه فإن الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين لمؤتمر وزراء الإعلام بالدول الإسلامية الذي ينطلق اليوم، تعني تجسيد الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة قيادة وشعباً لمفهوم الإعلام الحكيم والمتزن، إضافة لما يعنيه ذلك أيضاً من جهد سعودي متواصل بكل ما يهم العالم الإسلامي، خصوصاً في عصر التحديات الكبرى، بعدما لحق بنا كأمة تنتمي لهذا الكيان العظيم من حملات مقصودة وغير مبررة نتيجة سوء فهم ونتيجة أفعال غير مسؤولة من بعض من ينتمون إلينا للأسف، ضربت كل الجهود الخيرة في الصميم، وشوهت مفهومي التسامح والاعتدال اللذين يميزان هذه الأمة الرائدة عبر تاريخها المشرق والمشرف. العالم الإسلامي الذي يتعرض لأقسى الهجمات، مطالب الآن ـ وكما تقدم المملكة ـ بالكثير من الخطوات لتجاوز حاجز الإحباط، ومطالب أكثر بأن يأخذ زمام المبادرة الإعلامية معنويا ونفسيا وعملياً في هذه المواجهة غير المتكافئة، والخطاب الإعلامي الإسلامي مطالب أكثر من أي وقت مضى، بأن يتنفس قيمه وتعاليم دينه الحنيف أمام العالم ويقوم بحملة تعريفية ضخمة تقوم أساساً على مدونة أخلاقية لمواجهة الآخر، هذه المدونة تخاطب العقل والمنطق، وتكون كما كان الإسلام ولا يزال، يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، ويستوعب الآخر شريكاً في الحياة لا خصماً، له ما لنا وعليه ما علينا، من هنا نبدأ، ومن هنا ننجح، وهذا هو التحدي الراهن والحقيقي.