عزيزي رئيس التحرير
لم يبق على دخول شهر رمضان المبارك سوى اسابيع قليلة سوف تمر مر السحاب رزقنا الله واياكم صيامه وقيامه.
اعلم ان هذا الموضوع الذي سيكون محور مقالتي قد اشبع نقدا وتحليلا او تأييدا ومعارضة الا وهو ارتباط بث المسلسلات والمسابقات والبرامج الفكاهية بشهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان، وهذا يصد الناس عن ذكر الله تعالى واغتنام ما في هذا الشهر الكريم من نفحات وفيوضات الهية لا نكاد نجدها في غيره من الشهور فهو شهر دعينا فيه الى ضيافة الرحمن فياله من اكرم مضيف.. وللاسف الشديد كثير من الناس يلهون فيه بمتابعة كل ما تعرضه شاشة التلفاز فما ان ينتهي مسلسل الا ويأتي بعده مسلسل آخر وانا شخصيا لدي صديقة تشاهد خمس مسلسلات دفعة واحدة..؟! اذا متى نقرأ القرآن وهو شهر نزول القرآن؟ ومتى نقرأ الاذكار والادعية الرمضانية؟
والتي تربطنا روحيا بهذا الشهر الفضيل فهي فرصة يغتنمها الانسان ليراجع حساباته مع الله ويزن مواقفه, ففي الرواية : (حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا).
وهنا اريد تركيز الحديث عن المسلسلات واخص بالذكر هنا (الخليجية) فهي تناقش قضايا المجتمع التي باتت تؤرق كل منزل في ارجاء المعمورة ولا ننكر نحن ما يعرض فيها ولكننا ننتقد المبالغة في تصويرها بهذه الطريقة..! فمن الملاحظ انها صارت تستعرض لنا المنازل الفخمة وكأنها تصورنا نحن الخليجيين باننا كلنا اثريا ولا يوجد من يعيش بيننا في فقر مدقع فلا يجد ما يسد به رمقه او من لا يملك منزلا او من يعيش في منزل بالايجار ومهدد بالطرد ان لم يدفع الايجار في الوقت المحدد او ان هناك من لا يجد وظيفة تقيه وتعفه عن سؤال ما في ايدي الناس؟؟ كما اخذت الفنانات تظهر لنا في كل مشهد بملابس تختلف عن ملابس المشهد السابق. وللاسف في السنوات الاخيرة بدأن يظهرن بملابس غير محتشمة قصيرة وتبرز مفاتن الجسم وكذلك استعراض لاحدث قصات الشعر وصبغه وتلوينه حتى ظهرت الممثلات اصغر سنا من اعمارهن الحقيقية وكل ذلك ببركة عمليات التجميل والتعديل!!
واذا انتقلنا للحديث عن مضمونها فنحن كما اسلفت لا ننكر وجود مثل هذه الظواهر والتي وصلت في ذروتها ان معظم المسلسلات التي عرضت في السنة الفائتة كانت نهاياتها مأساوية ولدرجة القتل!
يا إلهي هل وصل بنا المطاف الى اننا صرنا نقتل كل من يقف في طريقنا سواء كان خيرا او شريرا؟!
كذلك تطرقهم للانحراف الاخلاقي وذلك بتصوير الفتيات وكأن لاهم لهن الا إقامة علاقات غرامية مع الجنس الآخر وايضا السرقة وكأنهم يدلون كل من تسول له نفسه ذلك بطرق واساليب حديثة تسهل عليهم هذه المهمة وتقدم لهم الحلول التي تحول دون سقوط هؤلاء المجرمين في ايدي العدالة وغيرها من المشاكل التي عرضت والتي تصور كأن كل فرد من افراد العائلة الواحدة في مجتمعنا يعاني مشكلة ما او انحرافا خلقيا او فشلا ذريعا او خطأ في حياته سيظل يدفع ثمنه طيلة حياته.. فلو كانت منازلنا تخلو من وجود اشخاص اسوياء مستقيمين على شرع الله تعالى ونهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما استطعنا ان نعيش لحظة واحدة مع بعضنا البعض تحت سقف واحد..؟!
هدانا الله واياكم لما فيه صلاح امر دنيانا وآخرتنا والسلام.
زهراء علي آل العسيف ـ القطيف
