DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سيف إبراهيم السيف

سيف إبراهيم السيف

سيف إبراهيم السيف
سيف إبراهيم السيف
أخبار متعلقة
 
لسنا بحاجة إلى تجديد الدعوة الإسلامية أبدا فهل نحن بحاجة إلى إيقافها كما يحلو لأصحاب الفكر المنحرف؟ بالطبع لا. إذن مصطلح (تجديد الخطاب الديني) يراد منه التقليل من أهمية الدعوة إلى الاسلام، أو يجب القول إن الغربيين يريدون أن يفرضوا هيمنتهم الفكرية على الساحة الإسلامية عن طريق العولمة) التي يحاولون بها فرض نمط معين من الفكر علينا نحن المسلمين. علما أنهم لن يرضوا وإن سرنا على أهوائهم، لأن رب العزة والجلال بين لنا انهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم. ولكن: هل نحتاج نمطاً معيناً لتقديم الدعوة الإسلامية إلى الناس؟ بالطبع لا، لأن الأنماط المستوردة من خارج نطاق ميراث النبوة المحمدية مرفوضة.. فقد قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بترجمة كاملة لما جاء به الوحي السماوي، وكان خير مبلغ عن ربه. كما أمره ربه بالتبليغ (يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك) فقام بتبليغ الدعوة خير قيام. ونصح الأمة، وبلغ الرسالة، فهدى الله تعالى به أعينا عمياً، وآذاناً صماً. فالواجب يتطلب منا إعداد الخطط المناسبة لعرض الدعوة الإسلامية على المجتمعات البشرية عرضاً ملائماً للعصر الذي نعيشه. إن الكثير من المسلمين يشكون ويتضايقون من الهوة الحاصلة بين ما يقدم في مجال الدعوة وبين الواقع المعاش على كافة الأصعدة.. بمعنى أن الأقول غير الأفعال، ورب العزة والجلال قال لنا:(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون..). إن الفضائيات العربية - إلا ما رحم ربي- نجد لها اهتمامات واسعة بالسهرات الماجنة الخليعة، ولا نجد لها أي اهتمام بالدعوة إلى الإسلام الذي خلص العرب والمسلمين من رق العبودية لغير الله عزوجل! وإن وجد.. فقليل. وضمن توجه تسعى إليه تلك الفضائيات. إن دين الإسلام نظم الحياة البشرية، والرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم وضع الضوابط لهذا النظام، فلا نقبل أي دعوة مغرضة تريد أن تفرض نفسها علينا. قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً) فديننا لا يقبل الزيادة فيه، كما أنه يرفض النقصان والتقصير.. فلا إفراط ولا تفريط. إن بعض الدعاة يحتاج لإعداد وتطوير. أمر لا مانع منه، على الرغم من أن الساحة الدولية فيها دعاة نجباء مخلصون لدينهم وعقيدتهم، لا يخفون في الله لومة لائم، وهم يعرضون محاسن الإسلام، وعقيدته السمحة، لكنهم يحجبون عن الدور الإعلامي لإبراز الصورة المتكاملة الصحيحة لديننا الحنيف، وهناك أفكار مسمومة تطرح، وتحجب الدعوة الإسلامية.. ودعاتها المصلحين عن الأنظار! نحن مع قضية (التجديد في أساليب الدعوة) لندرك الواقع فنصلحه.. والجديد فنفيد منه وهذا ما نشاهده وشاهدناه في المعارض الدعوية التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة، وفق الله وزيرها فهي تصلح ما فسد من أساليب دعوية. ثم ما المانع من تعلم الداعية لغة لتقديم الدعوة إلى الناس بها؟ لغة أخرى إلى جانب العربية؟ ثم ما الذي يمنع الداعية من الاستفادة من علم النفس وقضاياه لتقديم الإسلام بروح العصر؟! وما المانع من وجود اختصاصيين في الاقتصاد الإسلامي وتقديمه كبديل للنظم الاقتصادية الربوية الجائرة في العالم؟ وهذا ما تسعى اليه الوزارة كما ذكرت وبينت التجديد في الخطاب الدعوي. لكن ليس معنى هذا التخلي عن الدعوة الإسلامية .. بفقهها.. وأفكارها.. ومبادئها أدبا!! لأن الدعوة هي المرتكز الأساسي الذي ينطلق منه ديننا إلى الناس.. ليعلموا حقيقة دين الإسلام والمرتكزات التي ينطلق منها. إن دعوة الإسلام لا تحتاج إلى تجديد.. وإنما تحتاج إلى دعاة فاهمين يعرفون الغث من السمين، والضار من النافع، والفكر الفاسد من الفكر الصحيح.. ويميزون بمقدرتهم العلمية كيف تعرض الدعوة، وما الأفكار المناسبة لكل جماعة من الناس.. وبهذا تموت الأفكار الضالة ويندحر أصحابها، وتظهر سماحة الإسلام.. ورحمة الله اللتان يحملهما إلى العالم. إن ما يفكر به أعداء الإسلام.. من انتقاص لتشريعاته، أو إلغاء لبعض أحكامه. فهذا ما لايمكن أن تصل إليه البشرية جمعاء.. وسيظهر الله دينه في المعمورة كلها.. شاؤوا أم أبوا.. يسير الراكب في الأرض. لا يخاف إلا الله.