أخبار متعلقة
ترتبط الأم ارتباطا وثيقا ببناتها وتنشأ بينهن علاقة خاصة هكذا الفطرة والطبيعة والمدرسة الأولى التي تتعلم فيها البنت هي مدرسة الأم وتكون بمثابة المعلمة الأولى لها ومصدر تكوين شخصيتها وسلوكياتها وغالبا تكون البنت صورة مطابقة تماما لأمها ونلاحظ بعض التغيرات طرأت على علاقة الأم بابنتها فنجد الأم الحاسمة التي تحسم الأمور الخاصة بالبنت دون سماع رأيها ومشاركتها وأحيانا تتعدى امور التفاهم الى اسلوب استخدام العصا لتنفيذ آراء ومقترحات الأم ويوجد علاقة التفاهم والحوار والمناقشة وتتحول الأم الى صديقة حميمة لابنتها ولكل فريق حجته وبراهينه والتفسير الواضح دائما هو دافع الحرص والخوف على الابنة وتؤدي القسوة في بعض الاحيان الى اصابة بعض الفتيات بعقد نفسية وإحساس بالنقص وشخصيته ضعيفة فضلا عن اقامة حاجز نفسي بين البنت والأم.
صداقة
وتقول سامية محمد تعد علاقة الأم وابنتها اجمل علاقات الكون وتمثل الأم الصدر الحنون والقلب الدافىء والصديقة المخلصة الناصحة والعلاقة طبيعية وفطرية وفي حالة ابتعاد طرف عن الآخر تتحطم العلاقة السوية ويخشى كل طرف الاقتراب من الآخر وتنقطع اواصر المحبة ووسائل الاتصال وتلجأ البنت في هذه الحالة الى صديقتها للحوار والتعايش معها والخطورة تكمن في شخصية الصديقة ومدى صدقها واعتدالها واسلوب تربيتها.
وتفصل اقتراب البنت من امها لحرصها الشديد وامانتها عليها ووالدتي صديقتي المقربة الى قلبي والقي بهمومي عليها واشكو لها كل ما اتعرض له واجد نصيحتها المخلصة ولن اجد افضل منها صديقة مخلصة وامينة واختا وحبيبة تخاف على مشاعري.
وتؤكد وسمية فهد على قوة ومتانة العلاقة بين الأم وابنتها ومن الضروري تقوية اركانها وتدعيمها للعمل على تقويتها وتتحول لمفتاح القلب لعلاج أى مشكلة طارئة وتكون البنت في مأمن من آراء قرينات السوء اللاتي لا يبذلن جهدا لاحتواء فتاة بعيدة عن نصائح أمها، واحتياج الطرفين لبعضهما شديد.
ويجب على الفتاة الثقة الكاملة في آراء ونصائح والدتها وتقر انها الأمنية الوحيدة عليها وتمنى توفيقها وتعلم البنت ان صدر امها يضمها حين تواجه الآلام والهم وهنا تسير العلاقة في الطريق الصحيح.
ناصح أمين
وتضيف أميرة سعد: ان صداقة الأم لابنتها وخصوصا اثناء مرور البنت بمرحلة المراهقة أمر هام وحيوي فوجود الأم بجانب ابنتها ومصاحبتها خطوة خطوة وتتحدث معها بشأن مشكلاتها وخصوصياتها وتتحول الى صديقة لأصبح الأمر سهلا وتشعر الفتاة بالاهتمام وهذا مطلوب في مرحلة المراهقة لأهميتها في تشكيل شخصية الفتاة وتكون فرصة لتعرب الأم لابنتها وتمثل والدتي لي اهم صديقة في حياتي وتعودنا معها على المصارحة ومناقشة كل الأمور بوصفها الصديقة الأمنية والأم الحنون التي تهدينا السعادة والأمان.
وترى أم رهف أن اهتمام الأم بابنتها وسماع آرائها وشكواها قبل سماع الغريب لها يساعد الأم على فهم ما يشغل البنت وتدرك حاجتها وفترة المراهقة بحاجة إلى الاستماع والإصغاء والمحاورة ومناقشتها باحترام والسماح لهما بالتحدث والتعبير عن رأيها والتعاطف من وجهة نظر الفتاة يعطيها الإحساس بالأمان والطمأنينة وتمتاز البنت في هذه المرحلة بالحساسية المرهفة لما يجري حولها وتكون أحوج إلى الاهتمام والمحبة والإصفاء إلى المتحدث من الأمور الهامة, ومرحلة المراهقة من اصعب المراحل وأشدها تأثيرا مع حياة البنت ومستقبلها وأكثرها عناء وجهداً على الوالدين وخصوصا الأم فالمصاحبة للفتاة ضرورية لضمان تقبل البنت للتوجيه والإرشاد وإزالة الحواجز وتقرب الأم والبنت عندما لا تشعر الفتاة بحرج عند استشارة والدتها فضلا عن اكتشاف قدرات البنت الحقيقية ووقايتها من الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية وتتحقق للفتاة الصحة النفسية والتوازن الأخلاقي والقيمي.
قسوة
وتشير سحر تركي الى ان معاملة بعض الأمهات بناتهن بالقسوة واللامبالاة اعتقاد سائد بينهن بسلامة هذه الطريقة لضمان تربية الفتاة ولا يعلمن النتيجة العكسية لهذا الاسلوب وينتج عنه ابتعاد الأم عن ابنتها ومن المفترض ان يسود الحب والتآلف كأسلوب للتربية الصحيحة والعمل على زيادة التقارب وأنا قريبة من أمي وأبوح لها ببعض أسراري وليس جميعها حتى لا أثقل عليها بكثرة همومي وأشغل بالها وأنصح كل أم بالتقرب إلى ابنتها وكسب ثقتها وتكون الصديقة الوحيدة في حياتها بما تحمله الصداقة من معان.
وتقول لينا محمد (طالبة) تمتلك الأم قلبا محبا وعطوفا ولكنها تقع في الظلم أحيانا دون قصد ومرات أخرى تقصد ونعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات وبرهن واجب وتساءلت كيف التعامل والتعايش مع أم قاسية لا تعرف سوى الضرب وسيلة للتفاهم والحوار وحلا للمشكلات ومن المألوف قسوة الأب وتغير فطرة الأم وتتحول لشخص مرعب يثير الخوف والرعب في قلوب أجنة ظلوا في احشائها شهورا طويلة يدعو للاستغراب والدهشة وسابقا حاولت التعبير عن رأيى في مسألة ورايت نظرات أمي الحادة تدعونني للصمت واضطر إلى حبس كلماتي بداخلي ونتيجة لأسلوبها معى أجد صعوبة بالغة في التعبير وأتحدث ببطء شديد وأتلعثم في الكلام وأخشى دوما من نقد الآخرين والتحدث معهم.
علاقة سطحية
وذكرت بدور خالد ان علاقتها بوالدتها سطحية جداً ووالدتها لا تفهمها وأرجعت ذلك للفارق التعليمى والزمنى حيث الجيل الماضي بأسلوبه وتغير معطيات الحياة أخيرا وتقدم وسائل التقنية الحديثة وتنظر الأمهات إلينا نظرة أطفال صغار.
وحاولت جاهدة التقرب من والدتي وأحاول توثيق العلاقة بيننا لسماعي لصديقاتي ومدى قرب والدتهن منهن ويسبب لي ألما شديدا لعدم تفاهمي مع والدتي وأتمنى يوما ان ارمى نفسي بأحضان والدتي وأبكي بين ذراعيها واشكو لها همومي.
شخصية الأم
ويشير الإخصائي الاجتماعي إيهاب حسين إلى ان نجاح الأم في التعامل مع ابنتها يرجع إلى صفات تتسم بها شخصية الأم واهتم الإسلام بهذه العلاقة ودعوة الشريعة الرجل لاختيار الزوجة الصالحة لاستقامة بناء الأسرة والأم مدرسة يتخرج فيها الأبناء وحسن اختيارها يقوم عليه صلاح واستقامة الأبناء ويجب تحلي الأم بصفات تجعلها صديقة لابنتها أهمها الثقافة بمعنى معرفة الحلال والحرام والحقوق والواجبات بشكل إجمالي كحق الزواج والأولاد وأساليب التربية والأخلاق الفاضلة والرحمة واللين والبعد عن المعاملة السيئة القاسية المتمثلة في الضرب الشديد والتوبيخ والتحقير لآثاره السلبية على الفتاة وأشار إلى أهمية توازن العلاقة بين الأم وابنتها وأفضل السبل صداقة تجمع الطرفين وصفات الأم الصديقة الدعاء بالتوفيق لابنتها في الدراسة والعمل والزواج الصالح وتتواصل العلاقة بينهما بسبب الدعاء فضلا عن الراحة النفسية التي تلمسها البنت ومهم للأم تطوير النفس ومواكبة العصر للوقوف على احتياجات الفتاة ومطالبها والتعرف على مشكلاتها وأحلامها وآمالها وتنمية أسلوب الحوار للتواصل الدائم.
نوعيات مختلفة
ويصنف اخصائي التربية الدكتور إحسان عبداللطيف الأمهات في التعامل مع بناتهن إلى 3 أصناف الأول متسلط ديكتاتوري والثاني متساهل فوضوي والثالث ديمقراطي وتسلط الأم وفرض سيطرتها ووضع القيود أمام ابنتها يترتب عليه الخضوع والجبن وفقدان الثقة وظهور مشاعر الاستياء والتهور والقلق وسوء التوافق ويؤدي العقاب الجسدي الزائد لانحراف الفتاة وأحيانا تكون القسوة في مصلحة الابنة وعند استعمال الأم للقسوة يجب عليها معاودة الابنة ومداعبتها وملاطفتها والاهتمام بشئونها وأخبارها بأسباب القسوة باسلوب هادىء والتأكيد على الحب والاحترام والبعد عن التسلط والفوقية وقضاء على الثقة المتبادلة بينهما والصنف المتساهل يتحول دور الأم الى هامشي ويؤدي لظهور شخصية غير سوية لاتقدر المسئولية وهنا لا تحترم الفتاة أمها عند توجيه اللوم لها عند الخطأ والحقيقة وقوع الأم في الخطأ لعدم نصح الفتاة وتقديم المشورة لها والصنف الأخير تشجع الأم ابنتها على المناقشة والمعاونة في اتخاذ القرارات مع ترك حرية الاختيار في حدود الشرع وحرية التعبير عن الرأى.
وهنا يسود الطرفين جو التسامح وتجنب أساليب العقاب والقدرة على مواجهة مواقف الحياة ويأتي هذا الأسلوب بنتائج مرضية على الابنة وتشعر بأهميتها ويتأكد احساسها باستقلالية الرأي ويؤكد الدكتور حسين على دفء العلاقة وأمنها بين الأم وابنتها وقيامها على التفاهم والحوار والبعد عن المبالغة في تحميل الابنة للمسؤوليات وعقابها على الصغيرة والكبيرة وعدم ترك الحبل على الغارب والتوازن في كل الأمور.
بعض الأمهات يفقدن الحوار مع بناتهن