DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لقطات مختلفة لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل قبل التطبيق العملي

المعاق بحاجة لمساعدة نفسه ليساعده الآخرون

لقطات مختلفة لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل قبل التطبيق العملي
لقطات مختلفة لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل قبل التطبيق العملي
تشكل الاعاقة احدى الصعوبات التي تواجه الانسان المصاب بها في معيشته اليومية حيث يحتاج الى توفير احتياجاته وفق معايير خاصة حتى يستفيد من الخدمات المحيطة به وتمكنه من المشاركة في الحياة الاجتماعية وتدمجه فيها بحيث يساهم في تنمية المجتمع الذي يعيش فيه . وتعرف الاعاقة بانها قصور او عجز في القدرات الجسمانية او العقلية او الحسية للفرد مما يحد من قدرته على تأدية دوره الطبيعي في المجتمع . وعقدت(اليوم) ندوة لمناقشة كل ما له علاقة بالمعاق شارك فيها عبدالعزيز التركي رئيس لجنة اصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصه و عبدالله المغامس مدير عام جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية و محمد الصفيان مدير مركز التأهيل المهني بالدمام وفؤاد الانصاري رجل اعمال وفارس بورمان ولي امر احد الاطفال المعاقين استعرضوا خلالها معاناة المعاق ومطالبه واحتياجاته تحت عنوان ماذا يحتاج المعاق من المجتمع وما واجباته تجاه المجتمع . تجربة واستهل عضو مجلس المنطقة الشرقية عبدالعزيز التركي الندوة بالحديث عن المعاق نفسه كانسان وقال : المعاق انسان قبل كل شيء ويجب معاملته معاملة الانسان السوي وعدم التفريق بينه وبين غيره .. وعند الحديث عن الدعم فقد صرفت الدولة الكثير واتاحت المراكز ولكن مازال ينقصنا تأهيل الكوادر التي تستخدم تلك الامكانيات والحرص على تهيئة المعاق لكي يمنح نفسه حقها من الاحترام والتقدير .. وما ينقصنا كمجتمع هو كيفية ايصال رسالة تفيد بان هذا المعاق ليس بعاجز بمعنى العجز لكن لديه ظروفا معينة اثرت على ادائه بعض الشيء واذا دربناه واهلناه سيساعد مجتمعه والامثلة على ذلك كثيرة فمثلا المعجزة ( الين كلر ) التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم وابدعت في حياتها واصبحت مثلا يحتذى به وهناك الفيزيائي نيلسون الذي طوع التقنية لخدمة افكاره فعندما تراه وهو يستخدم جهازه تتعجب منه كونه معاقا لكن عقله ذا امكانات عالية .. ومغزى الحديث ان المعاق اذا اعطي الفرص و درب التدريب الكافي و منح الثقة قد يكون مبدعا في الحقل الذي يعمل فيه .. واستعرض هنا تجربة صديقي الاوروبي الذي انشا مركزا يعد من افضل المراكز كونه وظف سيده معاقه لا تسمع ولا تتكلم وبعد فترة اكتشف انه غامر وتكللت مغامرته بالنجاح وكانت تلك السيده سبب نجاحاته لانها انسانة مبدعة.. ومن هنا نتعلم بان الانسان المعاق قد يكون معاقا جسدياً لكن الله تعالى يأخذ شيئا ويمنح اشياء اخرى فمثلاً الأعمى يفقد بصره لكنه يتميز بقوة البصيرة . وعن نظرة المجتمع قال التركي : الاهم ان نركز على ان ينظر مجتمعنا نظرة ايجابية للمعاق فنحن للاسف لا نزال نتحدث عن المعاق بطريقة غريبة ونعيبه بما ابتلاه به الله تعالى وهذا امر غير مقبول ويجب تغيير هذه النظرة الدونية للمعاق ولن تتغير دون مشاركة الاعلام الذي يلعب دورا هاما سواء المسموع او المقروء او المرئي ونتمنى ان نرى في يوم وسيلة اعلامية تتناول اصحاب الاحتياجات الخاصة الذين ابدعوا بشكل مكثف لكن للأسف الى الان لم نر مازال هناك تقصير . امكانيات محمد الصفيان : بالنسبة للامكانيات فهي متوافرة للمعاق لكن يجب عليه ان يثق بنفسه اولاً ويساعدنا حتى نستطيع مساعدته فنحن في مركز التأهيل المهني للمعاقين نسعى دائماً الى تدريب المعاق التدريب الامثل لنجعله انساناً قادراً على تحمل المسئولية ويستطيع العمل في عدة مهن تتناسب وقدراته ويكون انساناً ناجحاً مثله مثل الانسان السوي .. والتدريب المتميز يجعل الشركات هي التي تبحث عن المعاق للعمل لديها واثبتت التجربة ان المعاق عند التحاقه بالوظيفه يقدم افضل مما يقدمه الانسان السوي وهذا يدل على ان المعاق يستطيع التغلب على اعاقته اذا وجد التدريب والتوجيه الجيد .. وبالفعل فقد كنا نجد صعوبة في اقناع الشركات بقبول المعاق وتوظيفه لديهم الا ان بعض الشركات بعد ان جربت المعاق المؤهل باتت تطلب اعدادا كبيرة منهم للعمل لديها وهذا يدل على ان هناك امكانية للاستفادة من المعاقين في شتى المجالات . فؤاد الانصاري : سأتحدث عن تجربة شخصية مع توظيف المعاقين فقد ترددت في البداية في توظيفهم في شركاتي كون نشاطي هو صناعة الاثاث وهناك معدات خطرة وثقيلة كنت اخشى ان لا يستطيع المعاق التعامل معها .. الا ان نظام السعودة اجبرني على توظيف عدد من الشباب السعوديين في مصنع الاثاث الا انني لم اجد منهم الجدية في العمل فطرحت علي فكرة تشغيل عدد من المعاقين في المصنع وترددت كثيرا في البداية ولم اكن احبذ ذلك الا انني خضت التجربة وبالفعل اذهلتني النتائج لانني وجدت شباباً مدربين تدريباً جيداً ويعملون بكل جد واخلاص وايضا وجدت جدية في العمل.. وبالرغم من انهم مدربون تدريباً جيداً في مركز التأهيل المهني الا انني اخضعهم لبرنامج تدريبي لما يتناسب مع طبيعة العمل لدي في المصنع . ضحية اليوم : * هناك عشرات المراكز فاذا كان يديرها مسئولون عنها غير مجتهدين فمن الضحية .. هل المعاق ام المجتمع ؟ عبدالعزيز التركي : هناك مراكز يديرها اناس غير اكفاء ويجب ان يطوروا لان التعامل مع المعاق ليس تعاملا مع شخص عادي .. فلا بد ان يتمتع وفريق عمله من مدربين ومشرفين بمميزات معينة ليستطيع التعامل مع هذا المعاق سواء كان طفلا او سيدة .. ومن وجهة نظري ليس التعامل مع اولئك بإلقاء الاوامر ومن هنا لابد لنا ان نعلم ان تأهيل المشرفين على المراكز اصبح من الضروريات فمثلاً لو كان لدينا معاق بالتوحد فليس من السهل ان نأتي بأي شخص عادي ونجعله يشرف عليه لان الشخص الذي يعاني من التوحد منغلق نفسياً انغلاقا كليا ومن الصعوبة جداً ان تتفاهم معه او يشرف عليه شخص غير المؤهل لانه يحتاج الى اسلوب معين للتواصل ومن هنا يجب ان نؤمن بان التأهيل والتثقيف بالنسبة للقائمين على المراكز مهم جداً . وبالنسبة لتجربة مركز التأهيل المهني للمعوقين اعتقد انها تجربة ناجحة ولكنها غير معممة لان طاقمه نشيط ومتجدد ولو ذهبنا للمراكز الاخرى لن نجدها بالنشاط نفسه واعتقد ان الاخ عبدالله المغامس يؤيدني في هذا فنادراً ما تجد مركزا لاحظنا ثماره فاصبح بينه وبين المجتمع تواصل وساهم ذلك في توظيف خريجي المركز . واقع اليوم : * تحدثنا عن التدريب الا تلاحظون ان المعاق بعد تخرجه من المراكز يصطدم بالواقع ولا يكون بالمستوى نفسه المعاق الذي تخرجه المعاهد الاوروبية من خلال التجربة التي تحدثت عنها ؟ عبدالعزيز التركي : كثير من الطلبة المعاقين لديهم القدرة على مواصلة تعليمهم فمنهم من يستطيع الدخول للجامعة لكن قد تكون معظم ظروف اهالي المعاقين لا تسمح لهم بتعليم ابنائهم وايصالهم لمراحل متقدمة فيتوجهون للتأهيل المهني .. وفي الخارج اعتقد ان التأهيل هو تأهيل فعلي للمعاق او غيره وليس لان المعاق لايجد وظيفة فيضعوه في مركز للتأهيل ودربوه فالعمليه عملية اخلاص في العمل يحبون العمل مع هذه الفئة .. فنحن لا يوجد لدينا متطوعون يأتون لاصطحاب ذوي الاحتياجات الخاصة للسوق مثلاً او التنزه معهم لكن في الغرب هناك متطوعون يقومون بهذه المهمة ونتمنى ان يكون لدينا متطوعون من هذا النوع لا سيما وان ديننا يحث على التواصل ويحث على الاعمال الخيرية وللاسف تنقصنا هذه الاشياء . واعتقد ان الخلل في ثقافتنا فعندما كنا ندرس منذ زمن كان معنا في الفصل الدراسي معاقون وكنا نناديهم باعاقاتهم لاننا اطفال وليس لدينا الوعي وللاسف كبر البعض على ذلك واصبحت نظرتهم للمعاق سلبية وهذه النظرة انعكست على المعاق نفسه ودعمها مواقع بعض المنشآت الخاصة بهم فعلى سبيل المثال اقامة نادي للصم بعيدا عن المدينة وعندما تساءلت لاكثر من مرة عن سبب عزل الصم عن المجتمع واقترحت دمجه وحتى لو المجتمع صنع حاجزا بينه وبين المعاق من المفترض على النادي العمل على ازالته لكن مكان النادي يعزل المعاق عن المجتمع وموقعه هو من عزل اعضاءه واقترح ان نخرج من هذه القوقعة التي نحن فيها وننظر للامور بايجابية . محمد الصفيان : بالفعل المعاق يشعر بنوع من الخوف بعد خروجه من المركز ولكن ليس الجميع بل القلة منهم وقد ابتكرنا في المركز برنامجا اطلقنا عليه اسم برنامج التطبيق الميداني ليس الهدف منه تطبيق ما تعلمه على ارض الواقع فحسب لكن نهدف من ذلك الى ثلاثة عوامل وهي كسر الحاجز النفسي بين المعاق والمجتمع وتدريبه على العمل وتوطين التقنية بعد ان يطبق تطبيقاً ميدانياً في احدى الشركات الكبرى وبعد ان يقضي مدة شهرين يعود ثانية للمركز لتوطين التقنية هذه ليستخلص الاستفادة من تجربته في المجتمع الخارجي وهذا البرنامج من ضمن اساسيات التدريب في المركز . ورش اليوم : * وعندما يعود اليكم في المركز هل لديكم ورش عمل حديثة تتبنى استنتاجاته ؟ محمدالصفيان : نعم و برامج التدريب ليست ثابتة بل متطورة فنحن نبحث عن كل ما هو جديد من عدة قنوات والاهم لدينا انه يطبق ما تعلمه و نوطن التقنية الحديثة فنحن لا ننظر للتدريب كتدريب بل ننظر الى ماذا يريد السوق الخارجي فهو في تطور يوما بعد يوم ويجب ان نواكب هذا التطور والا فلن نستطيع تلبية متطلبات المجتمع ومخرجات التدريب المهني . فؤاد الانصاري : انا اقترح منح المعاق ميزات افضل من الانسان العادي في العمل و تعميم ذلك اذا كان الطلب منهم ؟ عبد العزيز التركي : بالنسبة لي فانا لا افرق بين المعاق والسوي لاني عندما امنحه ميزة فانا وضعت حاجزا بينه وبين الاخر وانا لا اريد ذلك بل اريده ان يشعر بانه يعامل معاملة مثالية وقد يحدث اختلاف بينه وبين الاخرين . فؤاد الانصاري : وهذا ما حصل لدي لكن المشكلة ان هناك شركات اخرى منحتهم هذه الميزات . عبدالعزيز التركي : هذا يعود لقناعتك ولا اؤيد مثل هذا التوجه . ميزة اليوم : * و ما الميزات التي طلبت منك يااستاذ فؤاد ؟ الانصاري : منحهم ساعات عمل اقل كونهم لا يستطيعون العمل لساعات طويلة بالرغم من ان بعضهم لديه نفس امكانيات الانسان العادي وكوننا منحنا ميزات لمجموعة فيجب ان نعممها على الجميع . عبدالعزيز التركي : انا شخصياً لا انظر لهم نظرة دونية بالعكس فهذا الشخص اتى ليعمل لدي لقاء كفاءته ولا بد ان نكسر الحاجز الذي بين المعاق والسوي ولو منحنا هذا المعاق ميزة فلن نستطيع كسر هذا الحاجز وبالعكس فبين المعاقين اناس مبدعون ومنهم موظف معاق يعمل في قسم الادارة لدي وهو شاعر وأرى انه جيد في عمله . الانصاري : لدي موظفون قدموا استقالاتهم ووافقت لهم لكي ارى ماذا سوف يصنعون وفعلاً ذهبوا وبعدها باشهر عادوا الي . انتاج اليوم : * موظفوك من المعاقين فكيف ترى مستوى انتاجهم ؟ الانصاري : أراه جيدا ومناسبا جدا لخطط مصانعي . عبدالله المغامس : السؤال ماذا يريد المعاق من المجتمع وماذا يريد المجتمع من المعاق هو سؤال متكرر في مجالات حياتية كثيرة وقد كان شعارا لبعض المؤتمرات والهدف منه تلخيص العلاقة بين المعاق والمجتمع والآن هناك نظرة جادة تجاه قضايا الاعاقة بشكل عام بدون الحديث عن افراد انجزوا او افراد اخطأوا فنحن انجزنا قبل ان نخطط كالشخص الذي بنى منزلاً قبل ان يأخذ مخطط البناء من المهندس .. وشخصيا اعتقد ان موضوع الاعاقة موضوع متدرج ومختلف من شخص لاخر فجزء من المعاقين قادر على اداء الاعمال ولا بد ان نؤمن بان جزءا آخر غير قادر تماماً وهذا النوع يجب ان تقدم له الرعاية من خلال مؤسسات صحية وتعليمية خاصة . واذا تكلمنا عن الفئة القادرة على الانتاج فانا اعتقد انه يجب على المجتمع ان يؤمن بان المعاقين جزء من النسيج الاجتماعي وان لا يميزوا باعتبارهم قادمين من الفضاء فهم ابناؤنا وهم بناتنا واخواننا بالوقت نفسه لهم في المواطنة وفي الحقوق واعتقد ان النظرة السلبية اصبحت ثقافة قديمة اثرت في ان نصل لمستوى نعامل فيه الشخص المعاق كما نعامل الشخص السوي كما تفضل الاستاذ عبدالعزيز التركي وفي السنوات الاخيرة اوضحت الدراسات التي اجريت تقلص النظرة الدونية للمعاق وهي في طريقها الى الزوال وان الافراد المعاقين يريدون من المجتمع ان يأخذهم ويحملهم محمل الجد بمعنى ان يسند اليهم العمل وان يطلب منهم الانجاز والابداع وهكذا تنقضي الى حد ما فكرة التوظيف بالتفضل او التوظيف الخيري الذي كان سائدا قديماً حيث كان المعاق يمنح فرصة للعمل من باب الرحمة والشفقة ويطلب منه صاحب العمل عدم الحضور الا عندما تصرف المرتبات .. وانا ارى ان هذا يعتبر قتلا للانسان لانه هو اصلاً طموحه للعمل بالاضافة للكسب المادي وهذا حق من حقوقه لكن ايضاً يريد أن يثبت جدارته في أي حرفة يستطيع انجازها وهذا هو الطلب الثاني من المجتمع وهو ان يقر له بانسانيته وبقدرته وبابداعه فاذا اقر المجتمع بالنقطتين السابقتين لن يتبقى الا ان يوفر له المجتمع وسائل التأهيل والتدريب وهي حجر الاساس لكل معطيات العمل المستقبلي ومن حقه ان يدرب ويؤهل كما اننا ندرب الاسوياء ونؤهلهم فهذا ليس شيئاً غريباً ويجب ان نلاحظ ان بعض البرامج تراعي نواحي معينة لكن يغيب عنها نواح مهمة والمشكلة ان هذه البرامج ينفق عليها حكومياً وجميعنا يعرف ان الانفاق الحكومي مقنن ومن خلال ميزانيات وشروط وضوابط .. لكن هناك طرقا اسرع لتمويل برامج التدريب والتأهيل واعتقد انها اصبحت مطلبا وطنيا للجميع يطالب به وهي ان تقوم المؤسسات الوطنية والشركات والبنوك بشكل خاص بتمويل برامج التاهيل والتدريب في المملكة من خلال هيئة تعد لهذا . وجميع العاملين في مجال الاعاقة يتطلعون لظهور اللجنة الوطنية العليا لرعاية المعاقين ونتأمل ان تكون هي المظلة التي تعمل كل الجهات تحتها لاننا الآن مشتتون فكل جهة تعمل بمفردها .. ومن وجهة نظري هذه الجوانب هي التي يريدها المعاق من مجتمعه .. اما عما يريده المجتمع من المعاق فاعتقد انه يريد منه الجدية في العمل فاذا تقدم لعمل يجب ان يكون جادا ويثبت انه جاد لان الملاحظ من الطرف الآخر وهو الموظف في بعض الحالات كما ان الملاحظ ان بعض المعاقين وهم قلة يأتي للعمل ليوم او يومين ثم يقول انا لا استطيع العمل اكثر من اربع ساعات في اليوم رغم ان عقله سليم واعاقته بسيطة فيشعر صاحب العمل بان هذا المعاق غير جاد ولا يرغب في العمل . واعتقد اذا التزم المعاق بالجدية في العمل لن نكون في حاجة لاقامة ندوة كهذه الندوة لان الندوات لا تقام الا لوجود مشكلة . تأهيل اليوم : * ليس شرطاً ان تعقد الندوات لوجود مشكلة بل نحن نريد توضيح نقاط خافية عن البعض .. فماذا عن المعاقين الذين يشملهم مجمع الامير سلطان للتأهيل؟ المغامس : الجمعيات الخيرية هي جزئية اجتماعية واقصد بالجزئية الاجتماعية انها اقيمت وتسند وتدعم باموال الخيرين من ابناء الوطن سواءً الافراد او الشركات وهذه الجمعيات تؤدي ادوارا مختلفة ففي المملكة الآن 16 جمعية لرعاية المعاقين متفاوتة في المستويات حسب قدراتها وامكانياتها المادية بالدرجة الاولى وحسب قدرات الكوادر التي تعمل بها .. وبعض الجمعيات ولدت عامة ثم انغلقت على اختصاص معين ومنها مجمع الامير سلطان للتأهيل بالدمام وهذا المجمع يعنى بالمعاقين حركياً فقط دون الاعاقات الاخرى ولكن الاعاقات الاخرى اذا صاحبت اعاقة حركية فهي مقبولة ويوجد بالجمعية جانب من الخدمات المنفردة مثل توظيف المعاقين من طلابنا وغير طلابنا ولكل من يتقدم لنا وسنوياً يتم توظيف بين 60 الى 80 حالة توظيف بعضها ناجح ويستمر وبعضها يعود لنا بعد اشهر اما لعدم مناسبة البيئة او لعدم مناسبة الشخص .. ودور التأهيل في الجمعية ليس تأهيلا وظيفيا هو تأهيل لاعطاء الفرد اقصى طاقة ممكنة يستغل فيها امكاناته الشخصية الحركية ففي بعض الاحيان يأتي الى الجمعية شخص لا يستطيع ايصال كأس الماء الى فمه ونحاول ان نؤهله فاذا استطعنا خلال ستة اشهر او ثمانية اشهر ان نجعله قادرا على حمل كأس الماء فهنا نعتقد اننا حققنا انجازا واهلناه الى ان يدير بنفسه عجلات الكرسي ويعتني بنفسه دون مساعدة الآخرين والموجود عندنا داخل المجمع عيادات في طب الطبيعي وطب التأهيل بالاضافة للتأهيل المهني وطب الطواريء والاطراف الاصطناعية . اليوم : * نحن دائماً نستخدم مفردة انجاز على أي عمل نقوم به على الرغم من انه واجبنا فمثل هذه الجمعية اسست على اهداف منها تهيئة المعاق حركياً وانت الآن تسميه انجازا فلماذا يطلق عليه انجاز رغم انه من واجب الجمعية وليس عملا خارقا للعادة . المغامس : نطلق عليه انجازا لان الحالة احياناً حينما تستقبلها في وضع سيىء ثم تستطيع من خلال برامج معينة ومن خلال طريق تأهيلية ان ترفع مستوى ادائها الجسدي الى مستوى معين فانت في الحقيقة وحتى في صميم اللغة انجزت او حققت هدفا فنحن نحاول ان نحقق اهدافا ويجب ان نتابع هذه الانجازات التي حققناها .. فكلمة انجاز في اعتقادي مرادفة لخطط التنمية فاي جهة تعمل يفترض ان كلمة انجاز تلازمها لان كل عمل يحتاج الى التقييم في النهاية فحتى اقيم عملي لا بد ان ارى ماذا انجزت؟ وماذا حققت من اهدافي؟ . خدمات اليوم : * هل الجمعية بما انها جمعية خيرية تقدم خدماتها مجاناً ؟ عبدالله المغامس : نعم هناك بعض الخدمات تقدم مجاناً وهناك خدمات تقدم برسوم وهناك خدمات ينفق عليها من بند الزكاة وبند الزكاة من ناحية شرعية له ضوابط معينة بمعنى انه لا ينفق منه الا لمن تنطبق عليه شروط الصرف من مال الزكاة فلدينا في الجمعية لجنة للزكاة . فهناك بعض الاسر التي احوالها غير جيدة يطلبون المقعد الكهربائي والذي تتراوح قيمته بين عشرة آلاف وسبعة عشر الفاًً فتقوم هذه اللجنة بدراسة وضع الاسرة من خلال اخصائي اجتماعي يبحث في دخل الاسرة ومصادره وكم اعاقة في الاسرة فمثل هذه الخدمة تقدم مجاناً للمعاق لكنها مدفوعة من مال الزكاة التي يودعونه في حساب بنكي واما الرسوم التي تتقاضاها الجمعية فهي رسوم خيرية فمثلاً جلسات العلاج الطبيعي تقدم بـ 35 ريالا بينما في المستشفيات الخاصة نجد الرقم يتضاعف اربع او خمس مرات أي تجد جلسة العلاج الطبيعي بين 120 و 140 ريالا والرسم الذي نفرضه قد لا يخدم ميزانيتنا ونحن نتناولها من ناحية نفسية فبعض الاشخاص اذا لم يدفع رسوما مقابل الخدمة التي تقدم له لا يحضر للجمعية اذا كان موظفا ولديه دخل ، اما اذا تردد من تقدم له الخدمة في الدفع فغالباً لا يلزم بالدفع وهذا ينطبق على الاطراف الصناعية فهي تصرف باسعار التكلفة ومن لا يستطيع الدفع تدفع من اموال الزكاة او الاعفاء الذي يأتي من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد باعتباره رئيس الجمعية بمنح عضو معين للمعاق . اليوم : * البعض يشتكون من صعوبة قبولهم في الجمعية او مساعدتهم في توفير اطراف او اجهزة خاصة .. كيف ترد على ذلك ؟ عبدالله المغامس : اذا كانت الشكوى للدراسة لدينا لمدة عام مثلاً فانا اقر بان هناك حالات لا تقبل فنحن لا نقبل المكفوفين مثلاً ولا الصم لاننا متخصصون في الاعاقات الحركية فقط .. اما اذا كانت الشكوى من تقديم الخدمة فلم تصلني أي شكوى من هذا النوع . معاناة اليوم : * استاذ عبدالله الشكوى تعبر عن معاناة انسان فاذا لم تصل الشكوى لمدير الجمعية .. فهل من مشكلة ؟ عبدالله المغامس : انا استطيع الرد على هذا بطريقة اخرى وهي ان طالب الخدمة يأتي للجمعية واذا كان قادراً على دفع الرسوم فبامكانه ان يدفع اما اذا كان غير قادر فيوضح ذلك ولا نلزمه بالدفع نهائياً ولا اعتقد انه الخدمة منعت عن أي معاق لانه لا يستطيع الدفع . اليوم : * و هل هناك معاق اهلتموه وتم قبوله في وظيفة ما سواء في القطاع الخاص او العام ؟ عبدالله المغامس : نعم هناك مجموعة اهلوا عن طريق الجمعية ويشغلون وظائف الآن وقد عينت الجمعية العديد منهم لأن طلاب الجمعية حالاتهم صعبة فممارسة المهن تعتبر صعبة الى حد ما لذلك تم قبولهم في اعمال بسيطة تتناسب مع قدراتهم .. كما يدعم ذلك ان بعض المرافق غير مجهزة فلا يوجد مكان لمرور الكرسي المتحرك على سبيل المثال لذلك يجد المعاق صعوبة في التنقل والوصول الى مقر عمله . اليوم : * استاذ عبدالعزيز تحدثت عن نقطة الاعلام وعن تجربتك في الخارج فماذا تقول عن تجربة الاعلام الخارجي مع المعاقين خصوصا وانه اهل الكثير واصبح معظمهم نجوما في مجتمعاتهم ؟ عبد العزيز التركي : نعم هناك مسلسل اوروبي بطله مريض بمتلازمة داون وهذا يعكس اهتمام الاعلام الغربي بالمعاقين ولا اقول ان اعلامنا فقط هو المقصر فاعلام عالمنا العربي ككل لا يهتم بالمعاقين ولا نجده يتناول قضايا المعاقين الا اذا كان هناك ندوة متعلقة بهم ويحضرها مسؤول مهم ومن هنا نجد الاعلام يهتم بهذه الندوة اما اهتمام بالمعاق نفسه فلا اعتقد ان هناك اهتماما . توصيات اليوم : * و ما توصياتك للإعلام وكيف من الممكن ان نساعد المعاق ؟ عبدالعزيز التركي : الآن نرى ان هناك اهتماما خاصا بالصم واتمنى من الاعلام ان يركز على قضية المعاق ويوجه رسالات للمجتمع لان مجتمعنا للأسف مجتمع قاس وينظر نظرة دونية للمعاق والعائلة التي لديها معاق ينظر لها نظرة دونية. اليوم : * استاذ عبدالعزيز المعاق دائماً في حاجة لمن يتكلم باسمة ولجنة اصدقاء المرضى كانت تقوم بهذا الدور والغيت .. فلماذا الغيت رغم انها حققت نجاحات واضحة ؟ نعم كانت لجنة اصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر لسانا للمعاق وتقدم تسهيلات له ونحن الآن نعمل على اعادة غربلتها وستعود لمزاولة نشاطها بالتنسيق مع الجهات المختصة. اليوم : * هل تلقى مثل هذه اللجان دعما من الجهات الحكومية ؟ عبدالعزيز التركي : نعم هناك دعم من مقام سمو امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد ابن عبدالعزيز لتسهيل دور هذه اللجنة ونحن الآن في طور اختيار اعضائها من رجال الاعمال وذوي الاختصاص . اليوم : * هناك جهود تبذل من قبل الدولة وفي المقابل أشخاص يسيئون لتلك الجهود باهمالهم ولا يؤدون الرسالة كما يجب ؟ محمد الصفيان : هندسة المفاهيم تغيرت لدى المجتمع السعودي واصبح الاهتمام بالمعاق اكبر من ذي قبل فالدولة تمنح المعاق من خريجي مركز التأهيل المهني الذي لا يجد وظيفة مبلغا معينا لافتتاح مشروع وقد اشرف المركز على عدة مشاريع لمعاقين وكانت ناجحه وهذه الجهود نحتاج لدعم المجتمع ونحن لا ندعي الكمال ويجب في عملنا ان ننكر الذات لاننا لم نوضع على هذه المناصب الا لانكار الذات فهناك اناس مبدعون في مجالهم ويؤدون الخدمة على اكمل وجه وهناك عدد محدود غير مؤهلين يسيئون للعمل . خلل اليوم : * ولكن اذا لم نعترف بوجود مثل هذا الخلل فلن نستطيع ان نجد الحلول .. محمد الصفيان : ونعم ويجب ألا ننظر نظرة شمولية فأي عمل لديه ايجابيات يجب ان يتضمنه سلبيات ولا يوجد عمل كامل لكن نحاول الوصول بخدماتنا للافضل . فارس بورمان : انا بصفتي اب لاحد المعاقين مصاب بمتلازمة داون اعاني عدة جوانب فلا نجد مراكز تهتم بالمعاقين من هذا النوع وهناك اهتمام في دول مجاورة ولكن تكاليفها عالية فالاعانة التي تقدمها الدولة 5500 ريال سنوياً والمعاهد الخاصة تطلب اكثر من 200 الف ريال سنوياً هذا فوق طاقتي بكثير . محمد الصفيان : نحن نقبل المعاقين بمتلازمة داون وهناك فروع اخرى تقبل هذه الفئة من سن سبعة اعوام مثل مركز الرعاية النهارية بالقطيف وهو من افضل المراكز الموجودة في الشرقية . عبد العزيز التركي : نعم هذا المركز قمت بزيارته وحاولنا استخراج ارض لهم لاقامة مبنى لهم وقد عملنا تصميما وسلمناه للامانة والآن منذ اربع سنوات الى الآن لم يأتينا رد مع ان هذا مشروع خيري وفي انتظار رد وزارة الشئون البلدية والقروية . استفادة اليوم : * كيف استفدتم من المعاقين وهل ترى انهم منتجون ؟ فؤاد الانصاري : نعم لكن هناك مشكلة فتدريب هؤلاء ليس بالتدريب الذي يناسبنا في مجال عملنا ولذلك فنحن نضطر الى اعادة تدريبه بالاضافة الى ان الاعداد التي يخرجها مركز التأهيل المهني للمعاقين محدودة فهذا العام تم تخريج 29 معاقاً فقط ولو وزعوا على عدد الشركات الراغبة في توظيف معاقين فسنرى ان مثل هذه الاعداد غير كافية . اليوم : * ألم تفكروا في تبني مشروع لتدريب المعاقين على استخدام الآلات لتجاوز مشكلة عدم المهام والتخصصات التي تناسب نشاطك ؟ فؤاد الانصاري : هذا المشروع صعب وليس بالسهل تبنيه ونحن نتمنى ان يكون هناك تجاوب من رجال الاعمال في المنطقة لعمل مثل هذه المشاريع . اليوم : * و كيف ترون التجاوب من رجال الاعمال في توظيف خريجي المراكز ؟ محمد الصفيان : نعم هناك تجاوب جيد لكن هذا ليس طموحي فمنذ سبعة اعوام ونحن نخاطب اكثر من الف منشأة لحضور حفل تخرج احدى الدفعات فتتجاوب منشأة او اثنتين والآن عندما نتوجه بدعوات اصبحنا نرى الجمعيات تتعاون معنا بشكل كبير وتتسابق لتوظيف خريجي المعهد . عبدالله المغامس : انا ارى ان الامور بدأت تتطور والمشكلات ستكون من الماضي بعد عدة اعوام لكن انا ارى ان هناك بعض المنشآت تكون مجتهدة ونرى لها اعمالاً ايجابية يلحظها الجميع وبعد مدة نرى صوت هذه المنشأة انخفض ولم نعد نرى لها أي نشاطات فعندما نسأل يقال ان المدير السابق المجتهد قد انتقل وحل محله مدير آخر لذلك يجب ان يكون النشاط في المنشأة نفسها وليس في الشخص مدير المنشأة .. واتمنى ان يكون هناك صندوق للاشراف على الانفاق في هذه الجمعيات حيث ان كل التبرعات والزكوات تصب في هذا الصندوق والصندوق يتبنى الانفاق على هذه الجمعيات والبرامج التي تقدمها للمعاقين بالاضافة الى ان الزكاة في المملكة تدفعها الشركات في الممكة لوزارة المالية واعتقد اننا في مرحلة يجب ان ينظر فيها فاذا كان رجل الاعمال يود ان يدفع زكاة امواله لمركز معين فأعتقد انه اذا تم ذلك ستحل مشكلة جميع المراكز الخيرية التي تقدم اعمالا جليلة للمجتمع لان كفالة المعاق مرتفعة فقد تصل كلفة الطفل والطفلة في المركز الى 94 الف ريال سنوياً وعلى سبيل المثال لو نظرنا الى الاسر متوسطة الدخل سنجد المعاق لديهم له واقع واذا نظرنا للأسر محدودة الدخل سنرى ان واقع المعاق لديهم اصعب بكثير . عبدالله المغامس : مصارف الزكاة واضحة في الشريعة واغلب الحالات الموجودة في الجمعيات تنطبق عليها شروط الزكاة الشرعية فانا اقترح ان تكون هناك مؤسسة وطنية لتبني مشاريع الجمعيات الخيرية . اقتراح اليوم : * نحن نتحدث هنا عن آلية الا ترون ان مثل هذا الاقتراح سيواجه مشكلات من البيروقراطية المعروفة لدى جهات معينة . عبدالله المغامس : النظام ثابت لكن اقترح ان يحدث النظام بشكل آخر لكي يتمكن رجل الاعمال من دفع زكاته لجهات خيرية . عبدالعزيز التركي : هناك رجال اعمال لديهم استثناءات ويدفعون زكاتهم للجهات الخيرية مباشرة واقترح تطوير ذلك خاصة اذا تقدم رجل الاعمال باثباتات تفيد بانه يرغب في توجيه زكاته لجهة خيرية بعينها حسبما يراه مناسباً . عبدالله المغامس : يجب اثارة هذه الفكرة كي تدعم عمل الجمعيات الخيرية ولا تكون اسيرة للبيروقراطية . فارس بورمان : معاناتنا تتمثل في عدم وجود مركز معين للمعاقين او مراكز قريبة للمستفيدين منها وتأخر صرف المستحقات وعدم وجود وقت محدد لصرف المستحقات وضعفها . محمد الصفيان : التكلفة اعتقد ان الاخ فارس يتكلم عن القطاع الخاص اما مراكز الرعاية النهارية التابعة للشئون الاجتماعية فهي مجانية وقد قمنا بطباعة كتيب يضم عناوين الجمعيات التي تقدم خدمات للمعاقين بالاضافة لمدارس الدمج اما بالنسبة للاعانات فهي مرتبطة بوزارة المالية وفي الغالب تصرف الاعانات بدون تأخير واما عن الموقع فهناك مركز في الدمام لخدمة المعاقين صغار السن . اليوم : * كيف تردون على تذمر المعاق ؟ عبدالله المغامس : لا نستطيع ان نجزم بان المعاق متذمر ولا نستطيع ان نجزم بأنه راض فهناك شريحة من المعاقين متذمرة وهذه الشريحة غير متوافقة مع اعاقتها ونتيجة للحيرة يدعي ان المجتمع غير متعاون . فؤاد الانصاري : انا حالياً اقوم بتوظيف أي معاق يتقدم لي طالباً العمل واوجهه للمكان الذي يناسبه واوجه هذه الرسالة لرجال الاعمال وادعوهم لتجربة عمل المعاقين وسيرون نتائج ذلك. محمد الصفيان : أتمنى من الشركات الكبرى مثل ارامكو وسابك ان تتبنى تدريب وتوظيف المعاقين لتطوير المعاقين .

أخبار متعلقة