DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من أعمال مريم الجمعة

معرض جماعي لفناني الأحساء وشخصي لمريم جمعة

من أعمال مريم الجمعة
من أعمال مريم الجمعة
أخبار متعلقة
 
تشهد محافظة الإحساء وضمن أنشطة صيفية متنوعة معرضين تشكيليين الأول جماعي لفناني الأحساء والآخر فردي لمريم الجمعة في قاعة أماسي بالطرف نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء والتي نسقت للمعرض الجماعي الذي أقيم في مقر بلدية الإحساء بمشاركة مجموعة من الأسماء التشكيلية في المحافظة مثل أحمد السبت وعبد العزيز الخوفي وأحمد المغلوث وعبد الرحمن الحافظ ومحمد الحمد وأحمد العبد رب النبي وتوفيق الحميدي وسامي الحسين وعبد المنعم السليمان وعلي الدقاش ومحمد الناجم ومريم الجمعة وعلي الحسن ومفيدة المطير. وتمثل الأعمال المقدمة في المعرض تواصلا مع أعمال معظم المشاركين الذين يحرصون عادة على التواجد في معظم المعارض الجماعية في الأحساء، لكنه قد ينعكس على نوع مشاركة الفنان مقدار نشاطه وممارسته الفنية. ولعل أبرز الأسماء في ذلك أحمد السبت الذي نشط في الأعوام الأخيرة وقدم حلولا وصيغا مختلفة عن أعماله السابقة وإن حافظ غالبا على حساسية تعامله اللوني واختياره مجموعة محددة يعمها الأزرق بدرجات مختلفة. فهو يقدم في عدد من الأعمال هيئات آدمية أقرب إلى النساء مع ليونة في الخطوط التي تمثل الجسد ومع أنه يعمد إلى الأسود وبعض الدواكن في أعمال أخرى إلا انه بدا أكثر جرأة في تعامله وتوظيفه لها، ومع ذلك لم تغب عن أعماله المنازل والنوافذ وبعض العناصر المعمارية والتي وظفها في كثير من أعماله السابقة. وتمثل أعمال عبد العزيز الخوفي توجها استفاد من معالجات الانطباعيين وهو الذي يميل إلى رسم المشاهد والأطلال التي ينقلها من مشاهداته أو من خلال لقطات الكاميرا إلا ان الخوفي يبعث معالجاته وأثره الخاص في عمله وهو ما يميزه عن كثيرين ممن ينقلون أو يحاكون. فالخوفي يتجه أحيانا إلى رسم الأواني والأدوات (الطبيعة الساكنة) والاهتمام بتمثيل المشاهد المعمارية المحلية. وتمثل أعمال محمد الحمد حالة تتجرد معها العناصر للتعبير الأقرب إلى المجرد يعتمد أحيانا المعالجة اللونية وأحيانا يضيف أو يحدد مساحات تتخذ صفة التكرار، فتعامله مع اللون غير محدد لكنه يميل غالبا إلى ألوان صريحة، مباشرة. وفي أعمال عبد الرحمن الحافظ حس محلي يميل إلى تمثيل المشاهد الاجتماعية والمظاهر الشعبية فنجد في لوحته المنازل أو المزارع، وأحيانا الحرف التقليدية ووجوه الرجال والنساء. هذا الحفاظ أو التمثيل عرف في أعمال عبد المنعم السليمان الذي يرسم حريصا على التفاصيل ومقاطع الصورة ومتجها إلى المعمار والأبنية الشعبية على الأغلب. ونلمس هذا الاهتمام ومع شيء من التطور والتنامي في بعض لوحات علي الحسن احد الوجوه الشابة التي تبدي أعمالها تفاؤلا ولم يزل طالبا جامعيا. وفي أعمال محمد الناجم تنويع بين الرسم المباشر المحاكي وبين تأثير الصيغ المتأثرة بالسريالية، وهو في هذا الجانب يسعى لأن يصل إلى شيء من الاختلاف عن بعض أبناء جيله. وتمثل أعمال توفيق الحميدي توجهه نحو التعبير وفق بعض المعطيات المحلية على مستوى المشهد أو الاستعارات وفي المعرض يقدم الحميدي تجارب فيها الخامات والقرب من المشهدية والفضاءات المفتوحة تؤكدها إضاءاته وألوانه الفاتحة والحس الخيالي. فيما تحمل أعمال سامي الحسين عناصرها وهيئاتها الخاصة وفق معالجات وصيغ فيها الخيالي والمتأثر بالحس السريالي وإن عمد الفنان الابتعاد أحيانا عن مناطق المشابهة فانه ينوع في أعماله بما يتلاءم والتعبير عن فكرة ما، عناصرها أحيانا محدودة ولها دلالاتها الخاصة. أما أحمد العبد رب النبي فقد عرف في أعماله تنويعا وإن أبدت معظمها أسلوب معالجاته أو خطوطه التي تميل إلى الليونة والحركة وهو قد يلتقي في ذلك - أحيانا - مع أحمد السبت إلا أن له ألوانه ومفرداته الخاصة مع انه قد يشترك والسبت في بعض التكوينات أو الاستعارات الكتابية كما في لوحته للفظ الجلالة (الله). من جهته يحافظ أحمد المغلوث على سمات تمثيلاته واهتماماته رصد مظاهر محلية أو مشاهد لأدوات ذات ارتباط بالبيئة الأحسائية إلا انه ينوع ويتجه إلى ما يعبر عن تحقيق فكرة ما بأساليب مختلفة. ويواصل علي الدقاش ممارسته الفنية على نحو من التعبير التلقائي والمشحون بالعاطفة مستعيرا مساحات يرسم بينها علاقات لوحته الخالية عادة من أشكال محددة. من جانب آخر تقدم مريم الجمعة في معرضها الفردي (إيقاعات3) بالطرف مجموعة من تجاربها ومحاولاتها الفنية ابتداء بأعمالها التي رسمتها مبكرا وربما كانت على مقاعد الدراسة الثانوية، معبرة في أعمال المعرض عن موهبتها الفنية المتنامية. فالفنانة مريم جمعة تهتم بالوجه الأنثوي وتتخذه مجالا لتعبيراتها وتحقيق فنيات لوحتها وهي مع هذا تنوع في تناولها للوجه وللمرأة أو الفتاة عموما وهي في ذلك تعود إلى مشاهداتها المبكرة في الرسوم الكرتونية التي يتضح تأثيرها في أعمالها، ساعية بذلك إلى تحقيق معالجة لونية لإبراز بعض التقاطيع أو الأجزاء. ويبدي المعرض مقدار التجارب التي مارستها عندما رسمت الفتيات بلباسهن الشعبي أو الوجوه عامة أو استخدام بعض الخامات كالخيش فنجد التقاءها برسوم الفنان المصري حلمي التوني عندما تتناول الأطفال بلباسهن التقليدي أو تضع على رؤوس نسائها (الريحان) بمعنى عندما تحاول تمثيل صورة شعبية للأنثى عموما مؤكدة على اللباس أو الهيئة أو الحلي. وفي أعمال أخرى تسعى جمعة إلى حلول تتعامل فيها مستفيدة من تناول (بابلو بيكاسو) للمرأة أو الوجه الأنثوي خصوصا وبتأثير التكعيبية لكنها في هذا السياق تضع محاولاتها على حسابية حتى لا تفقد فيها السيطرة على أدواتها الفنية، من هنا لم تكن بعض الأعمال بنفس النتيجة التي تحققت في أعمال أخرى كالتي ألصقت فيها أوراق صحف أو غير ذلك. تبقى بدايات تجربة مريم الجمعة جيدة قياسا إلى كثير من بنات جنسها أو تلك اللاتي بدأن في عمرها ومن هنا فإننا نتفاءل بها كأحد الأسماء التشكيلية التي يمكن لها ان تترك أثرا فنيا طيبا وتحقق من خلال اجتهاداتها ومثابراتها شخصيتها الفنية.