DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
التصعيد الأخير على الساحة اللبنانية، والقصف الإسرائيلي الانتقامي، يدخل المنطقة من جديد دوامة المغامرات غير المحسوبة، التي كنا نظن أنها انتهت إلى حد ما، وأن مصلحة الشعوب وضمان أرواحها وممتلكاتها، أثمن بكثير من مساومات باهظة، للأسف تعيد لبنان ـ الذي لم يكد يلتقط أنفاسه قليلاً من انعكاسات ومخلفات أحداث العنف ـ للوراء بشكل يثير القلق. المملكة ثابتة على مواقفها الاستراتيجية والداعمة لكل الحقوق المدافعة عن النفس، ويشهد لها تاريخها الطويل والمشرف بالكثير من الخطوات العملية والوقوف الرجولي مع كل الأشقاء العرب، ومع كل حركات مقاومة العدوان أياً كانت وأينما كانت، وامتاز الموقف السعودي بالثبات ـ مقارنة بمواقف أخرى، تتقلب مع الموج السياسي، والأهواء البراجماتية المتعددة الاتجاهات والمصالح. من هنا، ومن هذا التاريخ، جاء الموقف السعودي الواضح والذي لا لبس فيه، من أن المغامرات السياسية يجب ألا تتلاعب بمقدرات الأوطان، أو تنال من حياة الشعوب وأمنها، فالمقاومة الشرعية حق مشروع ومقدس للجميع، أما الفرقعات الطائشة والتي قد تنجح في إثارة العواطف ودغدغتها، شأنها في ذلك شأن الألعاب النارية، فلن تجلب سوى مزيد من التدهور والخسران.. وفقدان الكثير من مقومات الجدية السياسية في ساحة يخسر فيها أبرياء دماءهم وحياتهم. الحنكة السياسية تقرر مصير الخطوات المسرحية من الخطوات الجدية، وإلا فماذا كسب لبنان؟ وماذا استفاد اللبنانيون غير قتل ما يزيد على 50 من أبنائهم وجرح العشرات وتدمير كثير من مقومات البنية التحتية والقضاء على نوع من الاستقرار الاجتماعي الذي يحتاج إليه لبنان أكثر من أي وقت مضى؟ بعض الساسة، لا يفرقون بين المفرقعات الوهمية وبين الأسلحة الحقيقية، وبعض القادة لا يعرفون أن بعض الألعاب النارية التي تنطلق عشوائياً في الهواء قد ترتد لتحرق الخيمة، وهذه هي مشكلة بعض العقليات التي تغامر دون حساب لعواقب الأمور، وتعيد الأمة لعقلية الخطب الرنانة والشعارات الجوفاء والتهديدات الصبيانية، المشكلة إن الزمن يتغير والواقع يتغير لكن التحجر لا يزال للأسف سمة لدى البعض الذي يدعي المسؤولية ولا يتصف بها، وهذا ما يجر المنطقة لغياهب سحيقة.