DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

صورة ضوئية لتحقيق نشرته (اليوم ) حول الواسطة

مثقفون: الواسطة "فيروس" يقف في وجه نمو المجتمعات

صورة ضوئية لتحقيق نشرته (اليوم ) حول الواسطة
صورة ضوئية لتحقيق نشرته (اليوم ) حول الواسطة
أخبار متعلقة
 
لا يختلف احد على ان تفشي الواسطة في أي مجتمع يعتبر دلالة على تغلغل البيروقراطية مما يعطل قضاء الناس مصالحهم. وقد يترتب على تفشي هذا الداء القضاء على دول وامبراطوريات كما حدث للاتحاد السوفياتي حيث اكد اشهر عملاء المخابرات الامريكية والذي لعب دورا بارزا في انهيار الدولة السوفياتية آنذاك ان مهمتي كعميل أمريكي كانت في تعيين الاشخاص الاكثر غباء وفسادا في اهم المناصب واكثرها حساسية . تفاعلا مع تحقيق الواسطة الذي نشرته "اليوم" بخصوص " الواسطة " نترككم مع التعليقات التالية : قال الإعلامي والكاتب الصحفي نجيب الزامل، ان كل الحياة تدار بالواسطة، ولا شيء مطلقا يقوم بذاته اكتمالا ما عدا الواحدُ الديان ، فنحن نحتاج واسطة الهواء حتى نحيا والهواء يحتاج وسائط فيزيائية لكي يبقى.. وتجد أن كل مخلوق مهما علا في سلم الحياة، ومهما كان دقيقا ومتناهيا في الصغر لا يعيش إلا ضمن واسطة تتيح له الحياة والتطور. ومن هنا فإن الواسطة هي التي تتيح هذا التوازن الكوني من أكبر السُدُم والمجرات في الفضاء الذي لا يقاس، إلى أدنى أجزاء الذرة التي من تناهيها، لا تقاس.. إذا لا عيبَ في الواسطة، بل هي قيمة من أساسات التكوين والنشوء ولكن هناك واسطة نحتاجها حيويا، وهناك واسطة هي تماما في الموقع المضاد، أي الموقع الذي يحبس الحياة، ويضن على المجريات الحياتية بالنمو، ويختل المقياسُ اختلالا شديدا، مع أن المقياسَ في الواسطة الكونية ميزانٌ لا يقبل الخطأ رغم شساعة مهمته في الزمان والمكان.. إن الوساطة َ التي نتحدث عنها هنا هي تماما وببساطة، أكبر وجوه الفساد. بل انك إن أردت حوارا كفلسفة المشـّائين فإنك حقيقة لا تستطيع أن تحدد بأيهما تبدأ الدائرة، الفساد أم الواسطة.. ولو كانت الواسطة هي أول نتاج الفساد لكانت كافية لتكون آخره..ومن الممكن أن أتنازل عن ضم الواسطة في ميادين كثيرة، حين تكون الواسطة لا تضر بل تنفع وتعجل في الأمور، ولكن الواسطة التي تدوس حقَّ أحد ليصل على الحق المهدور أحدٌ بلاحق، أو بحق أقل، فذاك الظلمُ عينه. الواسطة السيئة هي سوق تـُهدر فيه كرامةُ الناس، وقيمُهم، واعتبارُهم، أمام أنفسهم وأمام الآخرين.. بل والعبث في حياتهم. وستجد أن الواسطة السيئة هي مرجلٌ من القهر، وهذا المرجلُ سيولد قطعا مولِّدا هائلا من الغضب.. ولن أذكر الآن نتائج الغضب العام.. التاريخ يعرف ذلك جيدا، وحروب القرون. إني أحذر من الواسطة السيئة تحذير المرض المعدي الذي يسري فيهتك في آلاف الناس. والواسطة تضيـِّعُ الأمانَ، لأن من لا ينال حقه كما يقول النظام الموضوع على أرضه التي يتنفس هواءها بلا واسطة، لن تتوقع منه أن يكون لها مخلصا ومحبا.. وهو لن يكون نفسيا مؤهلا لكي يذود عنها ماديا أو معنويا.. وإن لم يكره الأرض فإنه سيكره حقا، أو عدوانا، الذين يديرون الأرض. وهنا لن أوجه اللومَ القاذع تحديدا على الفساد ولكني ألوم هذا التضييق الذي سيورثه بطبيعة الحال وبآلية الغرائز.. لما تكون جامعاتك على عدد أصابع يدك والمتخرجين في الثانويات بانهيار السيل فلا تتوقع حتى من أكثر الناس مثالية أن يقف في الطابور ويكتفي بذلك، وابنه يضيع مستقبله.. إن الغريزة هنا هي التي تتحكم وليس العقل الواعي بالفضيلة أو عدمها. إن أول القضاء على الواسطة هو القضاء على (الواسطة) التي تتكاثر وتنمو بها، أي تقليل الفرص، وتضييق المسالك.. ألا ترى أن الطرق لما تضيق وتكثر أرتالُ السيارت فإن السائقين يهربون من الطريق إلى أكتاف الطريق، ويخترقون كل ما يسمى أخلاق القيادة ونظمها، هنا الغريزة تتحكم وليس العقل الواعي بالنظام.. ولو أنك وضعت جيشا جرارا من رجال المرور فإنهم لن يساهموا إلا بمزيد من خرق النظام.. والفوضى. اذن لما نبني الطرق الواسعة المتعددة المسارات فان السائقين سيلتزمون بالنظام آليا وتلقائيا لانه لا مدعاة للخروج على النظام والفرص سانحة في مساحة الطريق , وفي طريق كهذا فانك قد لا تحتاج حتى مراقبة على المرور .. وان الذي يتحكم هنا ليس بالضرورة الوعي بفضيلة التمثل بأخلاق الطريق , ولكن لان من الخطل والخطر الخروج عن ذلك .. وحنى نحارب الواسطة وسعوا ونسقوا الطرق .. وضعوا الرقابة . و اني اصر على ان رأيي هذا صائب , والافتعال حاسبني متى ثبت خطأه.. ولكن لن تفلح في محاسبتي لان عندي واسطة .