أكد أستاذ الأدب العربي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء الدكتور نبيل المحيش انه هناك تشابه إلى حد ما في الحياة الأدبية بمحافظة الأحساء في الوقت الماضي ، وفتح المحيش النار على دور النشر الموجودة في محافظة الاحساء وقال : إنها لم تساعد المؤلفين على نشر أعمالهم ، واعتبر المحيش أن المؤلفين ضحية لشروط دور النشر المجحفة ، وقال المحيش : إٍن مناهج الأدب في التعليم العام تحتاج إلى مراجعات مستمرة لتظهر بشكل أفضل يحقق الفائدة المرجوة للطلاب , وأشار الدكتور نبيل في حديثه ( للأحساء اليوم ) إلى ان المؤلف السعودي تقف في طريقه عدة عقبات عند اتجاهه لنشر كتاب ما. في البداية من الدكتور نبيل المحيش ؟
نبيــــــل بن عبد الرحمــــــــن المحيـــــــــش أستاذ الأدب العربي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمحافظة الأحساء ومن مواليد عام 1381 للهجرة , وقد حرص والدي « رحمه الله تعالى « على الاهتمام بتعليمي ، وهو من رجال التربية والتعليم في الأحساء حتى حصلتُ على الدكتوراه من قسم الأدب في كلية اللغة العربية بالرياض . هل يرى الدكتور نبيل نفسَه في الأدب فقط أم أن هناك اهتمامات أخرى لديه؟
لديَّ اهتمامات أخرى أهمها التاريخ الذي أقرأ فيه كثيراً وأحبُّه ، كما أن لديَّ اهتمامات في الإعلام والفكر والثقافة عموماً ، وقد كتبتُ بعض الكتب الصغيرة. ماذا عن علماء الأحساء وأدبائها في السابق ؟
الأحساء كانت وما زالت بيئة علمية وأدبية معروفـــــة ، وإذا رجعنا إلى كتاب (( شعراء هجر )) لوجدنا فيه تراجمَ لعدد كبير من العلماء والشعراء ، وغيره من الكتب , وهم يتميزون بتواضعٍ كبير عرفوا به وجعل لهم ذلك مكانة مرموقة في مجتمعهم , وأتمنى أن يقوم الشيخ الأديب والعالم الموسوعي محمد بن عبد الرحمن السماعيل بالتصدي للكتابة عنهم كتابه « تشفي الغليل» ، وهو العالم القادر على ذلك ، وليتَه يفعل هو أو غيره من الباحثين .
شخصيات بارزة ما الشخصيات البارزة والرائدة التي كان لها أثر كبير في الجانب العلمي والثقافي والأدبي بالأحساء سابقاً ؟
الشخصيات كثيرة واذكر منها على سبيل المثال « الشيخ أبو بكر الملا والشيخ يوسف بن راشد المبارك والشيخ محمد بن عبد الله آل عبد القادر والشيخ عبد بن علي آل عبد القادر والشيخ عبد العزيز العلجي والشيخ عبد العزيز بن حمد المبارك « وغيرهم كثر .
هل تعتقد أن تطور الحياة هو السبب الرئيسي والوحيد لقلة اهتمام أهل الأحساء بالأدب والثقافة إذا ما قورن ذلك بالوضع سابقاً ؟
ليس تطور الحياة وإنما طغيان المادّة على حياة الناس ، وطغيان وسائل الإعلام والفضائيات هو الذي أدّى إلى قِلّة الاهتمام بالأدب والثقافة . كيف ترى الحياة الأدبية بالأحساء سابقاً وحالياً؟
هناك اختلاف في بعض النواحي حيث كانت الأجناس الأدبية في السابق محصورة بعدد معين مثل الشعر والخَطَابة والرسائل ، أما حالياً فتوسعت هذه الأجناس لتشمل القصة والمسرحية والمقالة وغيرها من أجناس الأدب المختلفة والمتعددة, وهناك تشابه في الحياة الأدبية في الأحساء حالياً وسابقا من حيث البساطة والعلاقات الحميمة التي تجمع بين الأدباء ، والرسائل الشعرية الإخوانية « أو ما يسمى بشعر الإخوانيات « . ماذا عن الشعراء ؟ وما أبرز الموضوعات التي كانوا يتناولونها في شعرهم سابقاً ؟
من أبرز الأغراض الشعرية المعروفة في الأحساء شعر الإخوانيات ، والمديح ، والغزل ، والوصف ، والشعر الديني والسياسي والاجتماعي . هل تؤدي المجالس الأدبية والمنتديات الثقافية الدور المطلوب منها في نشر الثقافة الأدبية وإرساء قواعدها بين أبناء الجيل الحالي أم أنها تحتاج إلى المزيد من التفعيل لتحقيق أقصى استفادة منها ؟
المجالس الأدبية وفقت إلى حدّ كبير في أداء رسالتها الثقافية وأسهمت بفعالية وخاصة في الأحساء في نشر الثقافة الأدبية في المجتمع ، وفتحت نافذة وقناة للتواصل بين النقاد والأكاديميين وبين المثقفين والأدباء , وهذا النجاح دعا له مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لدعوة أصحاب هذه المنتديات للمشاركة بملتقى أقيم في مكة المكرمة خلال الشهر الماضي عن الصوالين الثقافية ودورها في ترسيخ الحوار في المجتمع .
كسوف لا غروب ماذا عن التأليف والنشر في حياة الدكتور نبيل المحيش ؟
بدأت مرحلة النشر في سنة 1411 للهجرة عندما قمت بنشر مجموعة قصصية كانت تحت عنوان ( كسوف لا غروب ) ، وبعدها نشرت كتيباً صغيراً بعنوان ( مخطط تدمير الإسلام ) وكتاب ( الغزو الفكري للعالم الإسلامي ) وذلك في عام 1412 للهجرة . كما قام النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بنشر احد الكتب التي الفتها عن الأديب والرائد السعودي عبد القدوس الأنصاري ، وهو رسالة الماجستير , وكذلك نشرت رسالة الدكتوراه وعنوانها ( شعر الجهاد في مصر في العصــر الحديث ) ، وشاركت في تأليف كتاب ( في النص الإسلامي والأموي ) مع الدكتور محمد الهرفي والدكتور عبد الرزاق حسين . مناهج الأدب في التعليم العام كيف تراها ؟
مناهج الأدب في مدارسنا بذل المؤلفون لها جهداً مشكوراً ولكنها تحتاج إلى مراجعة مستمرة لتطويرها كي تظهر بشكل أفضل من حين لأخر وتحقق الفائدة المرجوة لأبنائنا الطلاب في معرفة اشمل وأوسع عن الأدب العربي بشكل عام . هل هناك مشكلات تقف في وجه المؤلف السعودي؟
نعم هناك عدد من المشكلات التي تمثل عقبات تقف في طريق المؤلف السعود ي ولعل من أهمها ظلم دور النشـر التي لا تنصفه وتهضم حقوقه وقــد كان صديقي الدكتور جابر قميحة يسميها ( دور النشل ) , إضافة إلى قلة دور النشر التي تهتم بإبداع المؤلف السعودي . ماذا عن مشاركات الدكتور نبيل في الأندية والمجالس الأدبية والمؤتمرات والندوات الثقافية والأدبية داخلياً وخارجياً ؟
كانت لي هناك العديد من المشاركات في عدة مجالات حيث شاركت بإلقاء محاضرات ببعض الأندية والمنتديات الأدبية كما أنني أشارك في المؤتمرات الأدبية المختلفة داخل المملكة وخارجها وخاصة في مهرجان الجنادرية والذي أجد فيه فرصة اللقاء مع عدد من المثقفين والأدباء العرب الذين تستضيفهم المملكة ليشاركوا في ندوات المهرجان الوطني للتراث والثقافة أو للحضور ومشاهدة الفعاليات ,وأود أن أشير هنا إلى أن هذه المشاركات أتاحت لي فرصة التعرف والالتقاء بكبار الأدباء العرب مثل الجواهري ، ونزار قباني ، وعبد الله البردوني ، ومحمود درويش وغيرهم .
حضور قوي كيف ترى التوجه لإنشاء منتديات ومجالس أدبية نسائية بالأحساء ؟ ولماذا ؟ وما السبل المثلى لإنشاء تلك المنتديات والمجالس؟
ما أعرفه هو أنه يوجد في الأحساء حالياً ثلاثة منتديات نسائية ، وهناك منتدى رابع في المستقبل القريب , وقبل عدة أيام صدر ديوانان لشاعرتين من الأحساء هما الشاعرة بشاير محمد ، والشاعرة اعتدال الذكر الله وهذا يدل على الحضور القوي للمثقفة الأحسائية في الساحة الأدبية . ما الذي يحتاج إليه مثقفو ومثقفات الأحساء حالياً ليكون لهم حضورهم الواسع على المستوى المحلي في مجال الثقافة والأدب ؟
مثقفو ومثقفات الأحساء لهم حضورهم القوي في الوقت الحالي بالمشهد الثقافي المحلي وفي مختلف القنوات من صحافة وإذاعة وفضائيات ، ولكنهم يحتاجون إلى أمور تدعم هذا الحضور ونذكر على سبيل المثال من ذلك :
«تأسيس أستوديو إذاعي وتلفزيوني لنقل الفعاليات الثقافية والاجتماعية وغيرها ، وكذلك لتسهيل الأمر على المثقفين الذين يضطرون لقطع عدة كيلومترات ولمدة ساعتين للوصول إلى الأستوديو الإذاعي والتلفزيوني بالدمام لتسجيل الفعاليات الثقافية والأدبية والاجتماعية وغيرها ,إنشاء النادي الأدبي الموعود وهذا ماتحقق بفضل الله ثم بالمكرمة الملكية من خادم الحرمين الشريفين « حفظه الله» بإنشاء ناد أدبي مستقل لمحافظة الأحساء ,إنشاء مركز ثقافي متكامل. الجمعيات العلمية السعودية المختصة باللغة العربية والأدب العربي ماذا قدمت ؟ وما جدواها ؟
هذه الجمعيات العلمية تحتضنها الجامعات ، فهناك الجمعية اللغوية ، والجمعية العلمية للأدب السعودي ، ولم يقدما حتى الآن شيئاً مهماً لأعضائهما ، ونحن ننتظر منهما أنشطة ولقاءات سنوية تجمع المهتمين باللغة العربية على مستوى المملكة . التعليم العالي مطلب مهم ، والمقعد الجامعي يؤرّق خريج الثانوية : فهل الجامعات والكليات الموجودة في الأحساء قادرة على استيعاب أعداد الخريجين ؟ وهل هناك حاجة إلى جامعة أخرى في الأحساء ؟
نحن بحاجة إلى زيادة الكليات لعدد الطلاب الذين تقبلهم حتى تستطيع استيعاب أكبر عدد من الخريجين ، كمااننا بحاجة ماسّة إلى جامعة أخرى في الأحساء إلى جانب جامعة الملك فيصل لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الخريجين . كلمة أخيرة ؟
أنا متفائل جداً بمستقبل مشرق وباهر للثقافة في الأحساء ولا سيما بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بافتتاح نادي الأحساء الأدبي الذي سيكون بيتا لجميع الأدباء والمثقفين يجمعهم تحت إطار الأدب والثقافة ومختلف الاهتمامات الثقافية.