DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الألمان مستمرون في التدخين رغم أضراره

ألمانيا المتسامحة تقاوم حظر التدخين

الألمان مستمرون في التدخين رغم أضراره
الألمان مستمرون في التدخين رغم أضراره
أخبار متعلقة
 
عندما نشرت مجلة المانية تقريرا عن جهود جديدة لحظر التدخين في الاماكن العامة كان رد فعل العديد من غير المدخنين عنيفا بل مفاجئا. وكتب ديفيد هارناش من فرايبرج في خطاب لصحيفة ديرشبيجل الاسبوعية يقول: لا أريد ان أحرم من جلسة مسترخية مع المدخنين في المطاعم والحانات. وكتبت ايفون ديم من ميونيخ تقول: الجلوس في حجرة مليئة بالدخان لبضع ساعات يزعجني لكن بدرجة أقل من لو اضطر المدخنون للخروج كل بضع دقائق للتدخين في الخارج. وتشن الحكومات في مختلف انحاء أوروبا حملة على التدخين في الاماكن العامة. لكن المقاومة للقيود الجديدة قوية في المانيا حيث أصبح حق التدخين علامة على التسامح والحرية تحظى بالتقدير بعد الحرب العالمية الثانية. وتظهر استطلاعات الرأي ان واحدا من كل اثنين من غير المدخنين يعارض الحظر المقترح على التدخين في المطاعم والحانات. وقال بعض الساسة ان المقترحات متشددة للغاية وتعمل جماعات الضغط القوية التي تمثل المطاعم والحانات وشركات السجائر على ضمان ألا ترى هذه المقترحات النور. وأوضحت دير شبيجل موقفها بنشر صورة لسيجارة مكسورة على الغلاف الى جانب عبارة "التدخين... نهاية التسامح". وأشعل لوثر بيندينج عضو البرلمان والمدخن السابق المناقشة بمطالبته بقانون جديد يحظر التدخين في جميع الاماكن العامة. وقال بيندينج "56 عاما" لرويترز انه شعر ان من واجبه المطالبة بقوانين أكثر تشددا بعد أن قرأ دراسة أعدها مركز دراسات امراض السرطان في المانيا ومقره هايدلبرج أبرزت بوضوح مخاطرالتدخين السلبي. وقال مشيرا الى اجراء اتخذ قبل عامين لتخصيص مناطق لغير المدخنين في الفنادق والمطاعم تدريجيا: اقنعني ذلك أن القانون الراهن غير كاف. ويدخن نحو ثلث الالمان بانتظام ونحو 140 الفا يموتون كل عام بسبب أمراض ذات صلة بالتدخين وهو عدد أكبر بكثير من الذين يموتون بسبب حوادث الطرق والخمور والمخدرات والايدز معا. وتشير بعض الدراسات الى أن ما بين ثلاثة الاف وأربعة الاف حالة وفاة سنويا يمكن ارجاعها للتدخين السلبي. ويقول بيندينج : ان الحظر يهدف الى خفض هذه الاعداد وجعل القوانين الالمانية متماشية مع القوانين في العديد من الدول الاوروبية الاخرى. فقد فرضت ايرلندا أول قانون في العالم يحظر التدخين في الاماكن العامة على مستوى الدولة عام 2004 . وحذت حذوها السويد واسكتلندا والنرويج واسبانيا ولكن بدرجات متفاوتة. ومن المنتظر ان تطرح بلجيكا وهولندا وايرلندا الشمالية والبرتغال قواعد جديدة مشددة العام المقبل. لكن بيندينج يواجه تحديا كبيرا بشكل خاص في المانيا حيث تبلغ حصيلة الضرائب على التبغ ما يزيد على 14 مليار يورو /6ر17 مليار دولار/ سنويا وحيث يهيمن على الدوائر السياسية رجال ونساء من "جيل 1968" الذين يربطون التدخين بمفاهيم الحرية. والمانيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي تجاهلت بل وحاربت حظرا فرضه الاتحاد على اعلانات التبغ. وقاوم المسؤولون الالمان فرض حظر على التدخين في مباريات كأس العالم هذا الصيف على الرغم من فرضه في مباريات كأس العالم عام 2002 التي اقيمت في كوريا الجنوبية واليابان ومن المقرر بالفعل أن يفرض في دورة الالعاب الاولمبية التي ستستضيفها بكين عام 2008 وفي مباريات كأس العالم لعام 2010 في جنوب افريقيا. وتعد شركة دويتشه بان التي تدير السكك الحديدية في المانيا من الشركات القليلة في أوروبا التي مازالت تسمح بالتدخين في قطاراتها. وهناك أكثر من 600 الف الة لبيع السجائر في شوارع المانيا مما يمكن الناس من جميع الاعمار من شراء السجائر على مدار 24 ساعة في بلد يلتزم بصرامة بمواعيد اقفال المتاجر. ويؤيد بعض الساسة اقتراح بيندينج وبخاصة هورست زيهوفر وزير الزراعة وحماية المستهلك. لكن مسؤولين اخرين ومنهم بيتر ستروك زعيم الديمقراطيين الاشتراكيين في البرلمان وفولفجانج بوسباش المحافظ البارز يقولون ان حظر التدخين في الاماكن العامة أمر مبالغ فيه. وأبدت المستشارة انجيلا ميركل التي كانت في السابق تدخن علبة سجائر كاملة يوميا تأييدها لتشديد القوانين لكنها لم تصل الى حد تبني حظر شامل. وقال روبرت بروكتر الاستاذ بجامعة ستانفورد ومؤلف كتاب "الحرب النازية على السرطان": ان من أسباب ضعف الحركة الالمانية المناهضة للتدخين عداء النازي للمدخنين. وحظر سلاح الطيران الالماني التدخين في عام 1938 وبعد عام حظر هاينريتش هيملر قائد قوات النازي الخاصة التدخين على قوات الشرطة والامن. وفي عهد النازي منع التدخين في العديد من أماكن العمل والمكاتب الحكومية والمستشفيات. وتبرع الزعيم النازي ادولف هتلر الذي لم يقرب التبغ أو الخمور طوال حياته بمبلغ مئة الف مارك من ماله الخاص عام 1941 لاول معهد في العالم مخصص لدراسات عن مخاطر التدخين. واعد المعهد بقيادة كارل استيل أول دراسة شاملة تربط بين التدخين وسرطان الرئة. وقال بروكتر : بعد الحرب استغلت شركات التبغ تلك الصلة بالنازية... فكرة انه اذا كان هتلر فعل ذلك فهو أمر رهيب. واعتبرت حركة مكافحة التدخين في المانيا تعبيرا عن عدم التسامح والفاشية. وانخفض نصيب الفرد من استهلاك التبغ في المانيا بأكثر من النصف بين عامي 1940 و1950. لكن في فترة تطبيق خطة مارشل شحن ما قيمته مليار دولار من التبغ الامريكي الاضافي الى المانيا وارتفعت معدلات التدخين على الفور الى مستوياتها قبل الحرب اذ ارتبط التدخين بالقيم الجديدة المتعلقة بالتسامح والحرية. ومازالت شركات التبغ تستفيد من هذا الربط. وقالت شركة ريمتسما التابعة لمجموعة امبريال توباكو ثالث أكبر شركة تبغ في المانيا انها تعارض اقتراح بيندينج وتعتقد ان التشريع المعمول به حاليا يحقق توازنا أكبر بين حقوق المدخنين وغير المدخنين. وقال سيباستيان بلوم المتحدث باسم الشركة: نحن نعتقد أن فرض حظر شامل على التدخين ليس هو الحل...فليس هناك دليل واضح على ان التدخين السلبي يؤدي الى مشكلات صحية خطيرة. المخاطر متعادلة مع المخاطر على المخ من استخدام الهاتف المحمول. وكلاهما غير ملموس.