DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لعل العالم كله تأكد الآن من أن الإرهاب ظاهرة تجاوزت الحدود الجغرافية والعقائد والأديان، وصارت كوباء أنفلونزا الطيور، عابرة للقارات، في عالم معقد المصالح، ومتشابك الأيديولوجيا. موجات الإرهاب تلك، ربما تكون ذات أقنعة عديدة، وطلاسم متغيرة، تعددت أسبابها، لكن وجهها القبيح واحد، يطال في النهاية حياة البشر ومقدرات الشعوب، ويروع الآمنين أينما كانوا وحيثما وجدوا، وإذا كان كثيرون اجتهدوا ـ بحق أو بسوء نية ـ في تفسير الظاهرة، إلا أن المتفق عليه، إنها كارثة بشرية، أوجدتها خيالات البعض، فعششت في عقولهم وغررت بالمخدوعين أو المنبهرين أو السائرين نياماً. فالتهديدات الإرهابية ليست جديدة، على معظم دول العالم، بعضها اتخذ من الأيديولوجيا سواء كانت دينية أم سياسية أم اجتماعية مطية لتنفيذ مخططاته، وتمرير أفكاره، وبعضها اتخذ من خلافه الفكري مع مجتمعه مبررا للخروج عليه بالعنف المسلح، أو بتنظيم جماعات رافضة ومنعزلة إن لم تكن موجهة ضد جماعة بعينها أو ضد المجتمع فإنها توجه لتدمير الذات، رأينا ذلك في منتصف القرن الماضي في القارة الأوروبية مع جماعات بادر ماينهوف في ألمانيا، والألوية الحمراء في إيطاليا و وتصاعدت حتى الثمانينيات بالولايات المتحدة، وشكلت جماعات الانتحار الجماعي نموذجاً قاسياً أذهل العالم، كذلك جماعة «الحقيقة المطلقة» في اليابان وجاءت أحداث سبتمبر لتصفع البشرية وتدخلها في دوامة المراجعات الضرورية، كنتيجة حتمية للكثير من السياسات التي أخطأ العالم كله في تجاهلها سابقاً. العرب والمسلمون دفعوا ثمناً باهظاً ومفزعاً مرتين، مرة نتيجة محاولات دؤوبة من قبل جهات خبيثة لربطهم بهذه الأحداث المؤسفة، ومرة أخرى لأنهم عانوا باستمرار وربما أكثر من أي مجتمع آخر، من عمليات إرهابية ودموية لم تفرق بين طفل وشيخ ورجل وامرأة!. ظاهرة تدمير الذات أو المجتمع، سيكولوجية تعبر عن أزمة حقيقية تحيق بكل العالم وكل الحضارات، وتحتاج مبضعاً دقيقاً لا يكتفي بتشخيص المرض أو إلقاء التهم، إنما البحث عن علاج، وهذا ما سبق أن دعت إليه المملكة ولا تزال، وعلى العالم أن يصحو، ويشارك في الاستراتيجية بدلاً من الاكتفاء بتأمين الذات، لأننا جميعاً شركاء في هذا الكون، وشراكتنا يجب تفعيلها بإيجابية جماعية وليس الأنانية فقط.