DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الـــغـــضــب

الـــغـــضــب

الـــغـــضــب
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير في خضم الحياة التي نعيشها بتطورها وتقدمها ووسائل الترفيه الموجودة بها والاختراعات الموجودة هل يستطيع الشخص ان يتحكم في انفعاله وغضبه خاصة وقت الذروة وهو يسير بمركبته وقام شخص بمضايقته بالطريق هل يستطيع أن يتحكم في غضبه فالتحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الانسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها.. وأيضا لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد ـ بسببه خصومات وعداوات كثيرة. ومن الذكر الذي يفيد الانسان كثيرا في مثل تلك الحالات ويفضل تسجيله وترديده وغرسه في الذهن باستمرار أثناء جلسات الخلوة العلاجية وبعدها.. ومنه الآية الكريمة (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت (34) ولم أر في الحقيقة أعظم اثرا في ازالة الغضب والانفعالات المدمرة المصاحبة له من ترديد تلك الآية الكريمة وغرسها في الذهن. كذلك هناك آيات أخرى لا يقل اثرها على محو الافكار والمخاوف والانفعالات: المرتبطة بالغضب مثل: (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور) الشورى (43) ـ (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) المائدة (13) ـ (منهج الرسول في تعديل السلوك في حالات الغضب). يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني واهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو ايضا من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية، وهناك حقيقة لا تقبل الجدل تقول: (لا ينال العلا من كان طبعه الغضب)، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها. ويتفق معظم علماء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فإنه سوف يعاني أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والاعياء الذهني والبدني وفقد الرغبة في الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابية. والغضب مثل البخار المضغوط في اناء محكم اذا لم يجد منفذا لخروجه فإنه يصيب الفرد بمرض أو اكثر من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفس ـ جسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن.. الخ، ويعبر البعض عن ذلك بأن الغضب اذا لم يخرج فسوف يستقر في أحشائك. وللرسول صلى الله عليه وسلم منهج فعال لتعديل السلوك في حالات الغضب يتضمن عدة طرق وأساليب ناجحة نذكر أحدها وهو يهدف الى طرد الأفكار الخاطئة المثيرة للانفعال أولا بأول، بتكرار وترديد بعض الآيات الكريمة (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) المائدة (13)، (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور) الشورى (43). والحديث الشريف (الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) وأن يحاكى ويقلد الثبات والقوة النفسية والحلم في نماذج الأنماط السلوكية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنها أنه كان يوما يمشي ومعه أنس فأدركه أعرابي فجذبه جذبا شديدا وكان عليه برد غليظ الحاشية، قال (أنس) رضي الله عنه: (حتى نظرت الى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيه حاشية البرد من شدة جذبه فقال: (يا محمد هب لي من مال الله الذي عندك) فالتفت اليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وضحك ثم أمر بإعطائه ومنع الصحابة من التعرض له، ولما أكثرت قريش إيذاءه قال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) وعفا عنهم جميعا، تلك هي أعظم درجات القوة النفسية ودلالة اكتمال العقل وانكسار قوة الغضب وخضوعها التام للعقل والحكمة). واذا أردت التدريب على هذا المنهج فعليك في نهاية كل يوم أن تجلس في خلوة علاجية مسترخيا على مقعد مريح وأن تأمر ذهنك بطرد كل الأفكار السلبية والهموم وأن تتأمل منهج الرسول الذي ذكرناه والمواقف العملية المثيرة للغضب التي تعرضت لها ومدى نجاحك في تطبيق وتقليد هذا المنهج في معالجتها.. وأن تتابع ذلك وتسجله في مفكرتك الخاصة يوميا لمدة شهر وسوف تشعر بالقوة النفسية وتزايد قدراتك في السيطرة على الغضب. عبدالله بن عقيل المريشد ـ عنك