أكد العاهل الأردني أن إزالة أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد والأمة الواحدة هي الشرط الأول لحمايتها وتوحيد كلمتها والتصدي لكل ما يفرق الأمة ويسيء إلى ديننا الحنيف.
واعتبر الملك عبد الله الثاني، في كلمة ألقاها نيابة عنه مبعوثه الشخصي الأمير غازي بن محمد، في افتتاح أعمال الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي بالعاصمة الأردنية عمان أمس، ان انعقاد هذه الدورة يأتي في فترة حرجة من تاريخ امتنا التي تتعرض لتحديات تهدد وجودها وهويتها وحضارتها مما يحمل علماء الأمة وفقهاءها مسؤولية إضافية.
وقال الملك عبد الله الثاني انه من «غير المعقول أن نطالب بتضامن المسلمين وتعاونهم دولاً وشعوباً، على أساس أننا أمة واحدة، وبيننا من يكفّر أتباع أحد مذاهبنا، ويتجرأ على الفتوى واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم باسم الإسلام». وأشار إلى الأهمية التي أولاها مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث، الذي عقد في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، أواخر العام الماضي، لمجمع الفقه الإسلامي لمواجهة التطرف الديني والتعصب المذهبي، والتأكيد على عدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، والالتزام بالاعتدال والوسطية والتصدي للفتاوى التي تخرج المسلمين عن قواعد الدين.
ودعا ملك الأردن إلى «التحرك والعمل المخلص الجاد لاجتثاث الإرهاب وتعرية الفكر التكفيري الضال من قبل أكثر من جهة، وكشف انحرافه عن منهج الدين وقواعد الشريعة»، مؤكدا أننا «مطالبون ببذل كل الجهود ووضع الحلول الشاملة لمكافحة المشاكل والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية».
ومن جهته، أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي على أهمية الموضوعات التي يبحثها المؤتمر وخاصة فيما يتعلق بـ «تنسيق جهات الفتوى في العالم الإسلامي، ومواجهة التطرف الديني والتعصب المذهبي، وعدم جواز تكفير أتباع المذاهب الإسلامية والتأكيد على الحوار معها، وكذلك تعزيز مفاهيم الاعتدال والوسطية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة». وبين أوغلي انه «تم تطوير نظام المجمع ليصبح المرجعية الفقهية الأولى في العالم الإسلامي، وبما يمكنه من تحصين الذات الإسلامية، ونشر الأفكار الإسلامية الصحيحة، باعتباره دين الوسطية والتسامح الرافض للتطرف والانغلاق الفكري والفتاوى التي تخرج المسلمين عن قواعد الدين وثوابته، في الوقت الذي يؤكد فيه اعتزازه بهويته الإسلامية». وألقى الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بمدينة جدة الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة كلمة أكد فيها على أن «فقه الدين يمثل فرضية من فرائض الإسلام، التي تساهم في بناء المجتمع المتكامل المتعاون الخالي من الشوائب الفكرية والاجتماعية والسياسية».
وقال الدكتور ابن الخوجة أن «الفقه الإسلامي يتسع للاجتهاد والتجديد، بسبب الظروف المتطورة واختلاف الأحوال والأزمنة»، مؤكدا أن نشاط المجمع جاء ليعالج هذا الواقع.