DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
نعترف بأننا في عالمنا العربي نعاني إشكالية ثقافية حقيقية، غالبيتها يتمحور حول التفكير دائماً بصيغة الماضي الذي لا يزال يؤثر فينا بموروثاته المتعددة، والتي لا يزال جدل كبير حول مصداقيتها وبالذات في جانبها التاريخي، لكن المشكلة الأخطر هي أنه عندما نحاول التعايش مع الحاضر أو نفكر في المستقبل فإننا نشتبك بشدة ويصبح كثير من الرؤى ضبابية. ومشكلة بعض المثقفين أو السياسيين أنهم يتصرفون من خلال نفس الأجندة المكيافيلية، التي ترى الحق معها دون سواها،. خاصة فيما يتعلق بالتاريخ، كل يفسره، كل يمتطيه، كل يحاول أن يجد له منه مخرجاً.. وهذه هي الأزمة، في غياب التوثيق الذي يتفق عليه الجميع. ثمة رواية جميلة اسمها (تاريخ حصار لشبونة) لروائي اسمه خوسيه سارماجو تدور أحداثها حول مصحح لغوي، يخترق المألوف. فيقوم بتعديل حادثة ما ويقلب الحقائق رأساً على عقب، ولأن ما فعله وجد هوى ما لدى البعض، فما كان إلا أن طلب منه المواصلة، وهكذا يمر الخطأ المتعمد بسلام وخبث، لتكون المأساة/ الملهاة في نفس الوقت! صحيح أن هناك من يكتبون الأشياء بما يتسق مع هواهم وأهوائهم، وهناك من هو مشغول بملء الثغرات أو الفراغات فقط بما يعني أو لا يعني.. لنقع بعد ذلك في مأزق التصديق أو الإنكار، ومن ثم التصنيف الطائفي الفكري أو التقسيم الثقافي القائم على نظرية (البقع البيضاء) وندخل في أزمة حقيقية تعدت النظرية إلى الشخصية، وتحول الصراع من مناقشة فكرية على (شخصنة) العداء، ووضع تمثال له تتم الحرب باسمه، وتكون الهزيمة باسمه أيضاً. المجتمعات الحية ـ حتى التي بلا تاريخ، وبلا موروث ثقافي ـ تحاول الخروج من هذه الكبوة بمزيد من الحرية التي تعني التسامح، وتعني القبول بالآخر ومحاورته، وليس نبذه أو إقصاءه وتعني ضم الجميع في حضن المجتمع الأكبر، وليس الحكم عليه بالتصنيف القاسي والعزلة. المفروض تقديم الفرضية الصحيحة للوصول للنتيجة الصحيحة، وليس تصديق هفوة مصحح، مقصودة أو غير مقصودة لأن البداية للمستقبل تبدأ من حسن قراءة التاريخ الحقيقي، والاستفادة من دروسه، والتعايش مع الحاضر بكل ما تعنيه الكلمة من فكر وتفكير وسلوك وتطبيق.