DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سمية علي رجاء مرشحة الرئاسة

الملكتان اروى وسبأ... سبب ترشيحي لرئاسة بلادي

سمية علي رجاء مرشحة الرئاسة
سمية علي رجاء مرشحة الرئاسة
انتظرت (سمية علي رجاء) حتى نهاية مؤتمر للنساء العربيات الناشطات ثم رمت بقنبلتها السياسية لقد وقفت واعلنت ترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية اليمنية في انتخابات سبتمبر القادم وكانت بذلك تقوم بتطبيق شعار المؤتمر (من اقوال الى افعال). فكرت ان هذه الفرصة لن تتكرر، لكونها نموذجية للمشاركة في بناء بلادها واضافت: ان النساء لسن فقط اللاتي يلدن الرؤساء، بل هن ايضا العاملات والمزارعات والمعلمات فلم لا يكن ايضا رئيسات. سمية هي اول امرأة مرشحة للرئاسة في هذا البلد المحافظ والقبلي في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. واليمن هي احدى افقر البلدان في العالم وتنتشر فيها الامية، انها بلد تفتخر الجمعية الوطنية للبندقية ( جمعية المدافعين عن حق المواطنين في حمل السلاح في امريكا) بالانتماء اليها - فيها 60 مليون قطعة سلاح أي ثلاث قطع لكل رجل، امرأة أو طفل، كما انها بلد القرى المبنية على رؤوس الجبال، بمعمار مذهل الجمال، منازل مبنية بالحجر ومزينة بالقص الابيض كأنها خرجت للتو من عالم الاساطير. في اكتوبر - 2000 هوجمت القاعدة الامريكية كول في ميناء عدن وقتل 17 بحارا امريكيا.. ومنذ ذلك الوقت ثم بعد هجمات 11 سبتمبر اصبحت اليمن بقيادة الرئيس المخضرم علي عبدالله صالح حليفا للولايات المتحدة. وفي الوقت الذي اصبحت فيه الديمقراطية مرتكزا للسياسة الخارجية الامريكية يفتخر اليمنيون بديمقراطيتهم الناشئة، ولكن الاغلبية يطالبون بالمزيد من الاصلاحات، وذلك في وقت تفلس فيه البنوك المحلية وتتكشف الفضائح المالية الواحدة تلو الاخرى، معظم النقاشات سرعان ما تركز على موضوع الفساد. ابنة الرجل ذي الرؤية سمية ذات العينين العسليتين، تتصرف باناقة وثقة تستمدها من ثقافتها المتنوعة فهي تتكلم بالاضافة الى لغتها الاصلية العربية اللغتين الانجليزية والفرنسية بطلاقة. وقد درست في اليمن وامريكا وهي لذلك ترى انها قادرة على كشف الفساد المستشري في مؤسسات البلاد. تقول مرشحة الرئاسة اليمنية سمية علي رجاء: نحن بحاجة ان نعمل شيئا لهذا البلد من اجل اولادنا وبناتنا وانه لا يمكن ادارة الرئاسة والقضاء والبرلمان ككتلة واحدة. الاستشاري السياسي عبدالغني الارياني قال انه انضم الى حملة سمية علي رجاء: (لاهمية هذه الحملة في كسر الحواجز وتحدي بعض التقاليد البالية التي تقف عقبة في طريق التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للبلاد). نشأت سمية علي رجاء في مدينة تعز الواقعة في المنطقة الجبلية جنوب غرب البلاد، كانت اسرتها ذات السبعة اطفال تقدمية، وكانت واخواتها الثلاث في اوائل النساء اليمنيات اللاتي خرجن بدون الحجاب التقليدي، الشرشف، كان والدي ذا بعد نظر عندما سمح لنا بتحدي الشرشف. لازال الفصل بين الرجال والنساء شائعا في اليمن خاصة في المدن الكبيرة، والنسبة اللاتي يقرأن ويكتبن اقل من 30 بالمائة. وجرت العادة ان تجتمع النساء في الاعراس والحفلات بمعزل عن الرجال وترى النساء يمرقن في شوارع صنعاء القديمة وهن مغطيات بالعباءة السوداء الى الكاحلين ووجوههن، بل اعينهن مغطاة بالنقاب ويتردد بين العامة ان عدد النساء اللاتي يخرجن بدون حجاب لا يتجاوز الدرزنية. قالت الناشطة في حقوق الانسان امل الباشا: هناك عالمان في كل شيء في حياتنا الاجتماعية وفي حياتنا العملية، وتقول ان سبب ذلك هو الخطاب المتشدد لبعض الاسلاميين. الحديث النبوي الشريف يحض كل مسلم على تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل وأبو سمية كان يؤمن ان هذا ينطبق على بناته كما ينطبق على ابنائه، وعندما كان يتقدم احد لطلب يد احداهن كان يشترط ان تعلن عن رضائها صراحة. وجه اليمن في سن الرابعة عشرة تبعت سمية اختيها لاكمال الدراسة الثانوية في الولايات المتحدة ثم التحقت بجامعة ساوث وست ميزروي الحكومية لدراسة العلوم السياسية ثم انتقلت الى جامعة كنساس لدراسة الصحافة التليفزيونية، قالت سمية كان والدي يقول دائما: (انت وجه اليمن وسلوكك حسنا او سيئا يمثل اليمن). وفي اواخر السبعينات كانت سمية واختها جميلة ذات الشخصية القوية والعيون السوداء، من اوائل المذيعات في التليفزيون اليمني، انهما بطلتان متعلمتان وكانتا تتمتعان باعجاب وحب النساء المحافظات في صنعاء القديمة. انتقلت سمية علي رجاء الى انجلترا للعمل كاستشارية في هيئة الاذاعة البريطانية والقناة الرابعة ثم بعد ذلك عاشت في باريس حيث كانت تربي طفليها وتدير المنتدى اليمني الفرنسي الذي انشأته بعد احداث 11 سبتمبر لانها كما قالت (كأم لطفلين يمنيين اريد ان اعرف باليمنيين في فرنسا). ونتيجة مقابلاتها بالمثقفين والسياسيين اليمنيين الذين يمرون عبر باريس ظلت سمية تتابع شؤون اليمن ومشاكله. وعند طلاقها، قررت العودة الى اليمن ثم بعد ذلك اتخذت الخطوة التاريخية باعلان نفسها اول امرأة تترشح للرئاسة في اليمن. سمية مستقلة حقا سواء بالمعنى السياسي او الشخصي، انها واخواتها كن رائدات في التعليم وفي العمل يقول الارياني مستشارها السياسي، ولديها العزيمة في تحدي الحواجز من اجل نفسها ومن اجل اخواتها وابنتها وجميع بنات شعبها. خطوة جريئة في شبام، البلدة التي اشتهرت بسوقها المزدحم والكهوف المحفورة في الجبل الذي يظللها، تبحث سمية علي رجاء عن مطعم تملكه امرأة حيث جلسن في مجلس عربي لأكل السلتة وتحدثت عن رؤيتها لليمن. قبل ان تفتح اليمن ابوابها للعالم في الستينات، لم تكن القمامة معروفة في اليمن، كان السكر من الموارد القليلة المستوردة وتشير الى البناء التقليدي للبيوت اليمنية التي بنيت قبل مئات السنين بتصاميم ذكية (كنا فقراء ولكننا كنا نتمتع بالاكتفاء الذاتي، ونحن الآن اغنى من ذلك الوقت ولكننا لا نستطيع ان نطعم انفسنا). وتضيف: على اليمنيين ان يتعايشوا مع بيئتهم وينتقوا الايجابيات من الحياة الحديثة، لم لا نحتفظ بعاداتنا الصحية القديمة ونأخذ من الغرب احسن ما لديهم مثل التعليم والتكنولوجيا نحن لسنا شعبا متخلفا. يفتخر اليمنيون بتاريخهم وملكتيهم العظيمتين، الملكة اروى والملكة سبأ الأكثر شهرة ذكرتا في الانجيل والقرآن وكثير من الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية تحمل اسم احدى هاتين الملكتين تخليدا لذكراهما. سمية على رجاء قالت: ان ترشيحها ممكن بسبب تاريخ هاتين الملكتين وبسبب النساء العاملات في الحقول. ومع ذلك فان معركتها السياسية ستكون صعبة يتوقع الخبراء ان الرئيس علي عبدالله صالح سيعود عن قراره بعدم الترشيح واذا فعل ذلك فهم يتوقعون له الفوز. ولكن الواقع في الحملة الانتخابية لسمية علي رجاء انها ستجذب اهتماما اكثر من باقي المرشحين ففي احدى حفلات النساء كن ينادينها بلقب الرئيسة تقول حورية رئيس تحرير مجلة شهرية علينا ان ندعمها لقد كسرت الحاجز ليس فقط للنساء ولكن حتى للرجال الذين كانوا يخافون. الدكتور سعد الدين بن طالب وهو برلماني سابق ويعمل الآن مدير البرامج في مكتب المعهد الديمقراطي الامريكي في اليمن قال: ان اقامة سمية في الخارج لبضع سنوات وعدم اشتهارها سياسيا سيضعف موقفها وكذلك زواجها وطلاقها من رجل اجنبي، (حطوة جريئة) لكن الاستاذة الامريكية تعتقد ان (الرجال والنساء اليمنيين يفتخرون بترشيح سمية). اليمنيون يحبون ان يميزوا انفسهم عن غيرهم في بعض الدول المجاورة حيث المرأة لم تبدأ المشاركة حتى في التصويت الى الآن. كما ان سمية ستجعل متابعة الانتخابات ممتعة وستزيد اهتمام الناس بالحديث عن الانتخابات والمشاركة فيها. مطلوب 5 بالمائة فقط ان الاختبار الاول سيكون في يونيو عندما يصوت البرلمان على تزكية المرشحين ويجب ان تحصل سمية على 5 بالمائة من الاصوات ويتنبأ الارياني ان حداثة عهدها بالسياسة ستجنبها تعقيدات الموروث السياسي الذي يقيد كثيرا من السياسيين المخضرمين والاهم من ذلك انها اكثر المرشحين تأهيلا كي تصرخ بالصوت العالي قائلة: (انا سمية بين الملكتين اروى وسبأ).
الزميل السنوسي في مكتب سمية بمنزلها في صنعاء
أخبار متعلقة
 
منصور وهيلين مع والدتهما في تعز