نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول نقل أسلحة خفيفة لحراسه في غزة ورام الله،وقال عباس خلال تواجده في مدينة نابلس للمشاركة في تخريج الفوج السادس والعشرين من طلبة جامعة النجاح الوطنية وافتتاح حرمها الجديد إن الأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية وتحدثت عن نقل حوالي ألف رشاش من الأردن لحرس الرئاسة في غزة ورام الله معلومات عارية عن الصحة، وكانت حركة (حماس) طالبت الرئيس (أبو مازن) بتوضيح حول الأمر، وقال عدنان عصفور عضو القيادة السياسية في حركة حماس لـ (اليوم): لا نفهم لماذا السلاح الآن، وفي أي أمر سيستخدم، كما طالب عصفور الرئيس عباس بإيضاح الأمر وتفسيره للفلسطينيين لما له من انعاكسات وخطورة كبيرة، وحذر عصفور من لعب إسرائيل في الساحة الفلسطينية من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين.
وكانت صحيفة إسرائيلية ذكرت امس أن إسرائيل حولت نحو 1000 بندقية من طراز أم-16 للقوات الموالية للرئيس عباس في إطار تحركات لتعزيز ما وصفته (الزعيم المعتدل) ضد حماس، وقال صحيفة يديعوت إن الشحنة التي تتألف من نحو 950 بندقية من طراز أم-16 أمريكية الصنع استكملت في اليوم السابق.
وأشارت الصحيفة: إن شاحنتين في حراسة الجيش الإسرائيلي نقلت 400 بندقية إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث يقع مقر عباس. وأضافت أنه تمت حراسة 550 بندقية أخرى إلى قطاع غزة معقل حماس.
في غضون ذلك قالت الإذاعة الإسرائيلية: إن المحكمة الإسرائيلية العليا تبحث اليوم في ثلاثة التماسات قدمتها منظمات وجمعيات إسرائيلية، ضد نقل أسلحة إسرائيلية خفيفة للحرس الرئاسي للرئيس الفلسطيني، وكانت القاضية استر حايوت، اختارت ألا تصدر أمرا احترازيا في هذا الخصوص يمنع إسرائيل من تحويل السلاح للحرس الرئاسي، إلا أنها أقرت وجوب قيام جلسة عاجلة لبحث الموضوع.
وقد عبرت المنظمات التي قدمت الالتماس للمحكمة العليا، وعلى رأسها تنظيم «الماغور» الإسرائيلي، عن غضبها في هذا الخصوص. وقال المحامي نفتالي وزتسبرغ: إن الحديث يجري عن مؤامرة»، مضيفاً أنه حتى لو لم تصدر القاضية أمرًا احترازيًا يمنع نقل الأسلحة، ليس من المنطق نقل الأسلحة في طريقة تتجاهل الملتمسين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت، عقب على عملية نقل الأسلحة بقوله: إن الحاجة لنقل الأسلحة في هذا الوقت للحفاظ على حياة أبو مازن والحفاظ على الجنود الإسرائيليين في حاجز كارني.
جامعة النجاح منحته دكتوراة فخرية في القانون من جهة اخرى أعرب الرئيس الفلسطيني امس عن تفاؤله بشأن توصل الفصائل الفلسطينية لاتفاق بينها على وثيقة الأسرى في غضون أسبوع، وقال عباس خلال كلمته في حفل تخريج طلبة جامعة النجاح في نابلس بحضور العديد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي والشخصيات الفلسطينية: إننا بدأنا الحوار لإخراج الشعب الفلسطيني من المأساة التي يعيشها، وأضاف عباس: إن الحصار الممارس ليس موجهاً للحكومة أو المسئولين فحسب بل المعاناة على الشعب الفلسطيني بأكمله، مؤكداً انه يجب التفكير بمصير هذا الشعب، ووثيقة الأسرى وضعت من أجل أن نتغلب على جميع المصاعب والمشكلات التي تواجهنا.
وجدد عباس دعوته للسلام، حيث تساءل (هل يريدون السلام -ويقصد الإسرائيليين-؟)، وأجاب: أيا كان ردهم، نحن نريد السلام، أيا كانت أفعالهم وصواريخهم وطائراتهم، نحن نريد السلام، حتى نغيظ أعداء السلام ودعاة الحرب.
وأشار عباس إلى أن وثيقة الأسرى التي تشكل قاعدة لحوار الفصائل وضعها أشرف الناس وهم الأسرى، وقال عباس: إن من وضعها هم أشرف الناس، الذين قضوا زهرة شبابهم خلف القضبان ومحكومون بأحكام عالية، وليس لهم هدف ذاتي أو مصلحة شخصية، بل يفكرون بشفافية كبيرة وللمصلحة العامة وليس الخاصة». مشدداً في الوقت نفسه أن الوثيقة شاملة، رغم أنها قد لا ترضي طرفا دون غيره، منوهاً بذلك لتحفظات حركة حماس على بعض بنود الوثيقة.
