DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ماسح ضوئي

ماسح ضوئي

ماسح ضوئي
ماسح ضوئي
أخبار متعلقة
 
دعنا، رجالاً ونساء نقف بطوابير.. (أقول رجالاً ونساء دون الأطفال لأنهم غير معنيين هنا).. لندخل في "ماسح ضوئي" (سكانر) لتصوير الدارات المخيخية والعقل الباطن والأهم لرصد "صورنا" عن أنفسنا.. ولقياس المعلومات التي هي "بروتين الحياة".. أول مشكلة ستواجهنا هي كيف نقف في طابور؟..!! وهذا يعني أن لدينا نقصاً فادحاً في "البروتينات المعلوماتية".. والمشكلة الثانية هي كيف نقف بـ"انتظام".. وهذا يعني أن لدينا قصراً حاداً في الرؤية الحياتية.. وعيباً بائناً في التعاطي مع ثقافات الآخرين، والاعتراف بالقيم الجديدة وجهلاً في المتطلبات العصرية.. طبعاً لن نقف بانتظام طواعية. فتضطر الشرطة لاستنفار آلاف الأفراد مزودين بتعليمات لترصيصنا في خطوط نظامية أم الماسح الضوئي الضخم. وكعادة الطوابير، سوف يستمر التنكيت، من آخر الطابور إلى أوله على "الماسح" وموظفيه ونتائجه كما تنطلق موجات من التأفف والتبرم. لأننا نعاني نقصا حدا في "الصبر". ولأن طقسنا لا يساعد، أحياناً على ترصيص طوابير في أماكن غير مكيفة. وكالعادة أيضاً، سوف يأتي "فتوات" يخترقون الطوابير للوصول إلى "معرفة" أو "واسطة" في الماسح، ويثيرون فوضى واضطرابات في الطوابير. وهذا يعني أن لدينا نقصاً حاداً في ثقافة احترام حقوق الآخرين، والاعتداء على حرياتهم، (وحقوقهم هي حرياتهم). وقد تثار مشاجرات في الطوابير، لأننا نعتقد أن الطابور يطبق على الأنفاس، ولا ضرورة له، ونحن مولعون بالتزاحم وصراع المناكب. وكثير منا لم يأخذ أية حسنة للطوابير، باعتبارها اختراعا "غربيا" رائعا لإنهاء مشاكل الزحام، وإنهاء المعاملات بأدب وراحة وسرعة أيضاً. ماذا نستنتج حتى قبل دخول "الماسح".. لدينا نقص في الثقافة الحياتية العصرية،، وسوء تعاط مع الثقافات الأخرى. وسوء تعليم، وسوء ثقافة إعلامية. وسبب كل هذا هو جهل معلوماتي خطير.. فالجهل المعلوماتي يجعل كل واحد منا يظهر في "الماسح" شكلياً بأنه "عبقري" و"ذكي" و"مثقف" و"متحضر". ولكن يظهر الماسح في العقل الباطن الدارات المخيخية "جديدة" لم تستخدم وتبدو قاعاً صفصفاً.. ونحن ربي كما خلقتني..!! لهذا السبب تحدث مشاكل من كل نوع لدينا وتتضخم.. دون ضرورة ودون داع.. والعلاج هو التدفق المعلوماتي، بحيث لا يصور لنا الجهل بأننا صفوة الدنيا مبرأون من النواقص والعيوب.. وتر وجه يضيء مساء.. وجدايل تغتسل بعطر خزامى ندي ومقلة عين حوراء.. والطيور المسافرة تملأ فضاء الصباح البهي بأناشيد البهجة وهذا الاحتفاء.. لأمطار الفرح..