لا شك أن النتائج الملموسة لزيارات الخير التي يقوم بها المليك حالياً لبعض من مناطق المملكة، تجدد الحقيقة الثابتة منذ إنشاء الدولة السعودية الحديثة على يد الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ ألا وهي أن هذه القيادة تهتم بأهم عناصر الثروة التنموية، الذي هو المواطن. فالمشاريع التي يدشنها المليك، والمرافق التي يرعى وضع حجر أساسها، تعني أن الدولة ترمي بكل ثقلها لتعزيز النقلة الحضارية وترسيخ كامل البنى التحتية وتهيئتها لتكون عنصر دفع للقوى البشرية والعقلية الوطنية لتأخذ مكانها اللائق تحت الشمس، وتساهم بفعالية في كافة مراحل البناء المتتالية. وإذا كان قائد النهضة، يدشن مرافق للشباب بالدمام، ومشاريع صناعية بالجبيل، ويؤسس لناد أدبي بالأحساء، ويفتتح مبنى الجامعة، ويطلق مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، فإن المتابع لكل ذلك يلحظ التنوع المنهجي في المشاريع الذي يشمل اتجاهات عديدة وأنها لا تقتصر على تخصص واحد، وهنا تكمن روعة الفكر الاستشرافي للمستقبل. إننا ونحن ندرك هذه المرافق التنموية التي تشع علماً وثقافة وصناعة وفكراً، لا نغفل أبداً أنها تصب في خانة استقطاب المزيد من الأيدي الوطنية والكفاءات المحلية، بما يفتح مجالاً للقدرات المؤهلة لتأخذ نصيبها من خير الوطن، مما ينعكس على خطط الدولة في الاهتمام بخلق فرص وظيفية جديدة بعشرات الآلاف.. وهذه أيضا تؤكد مجمل الاستراتيجية السعودية التي تنتشر أفقيا وتتعزز رأسياً. جولات مليك الخير إذاً، تأكيد للسياسة التي ينتهجها قائد الأمة، مرتكزة على ابن الوطن، تتعزز بقدراته، وتسمو بثقافته، وتتجذر بعمله، لأنها في النهاية من خير الوطن، لابن الوطن.
