إذا كان يحق لنا نحن - مواطني وأهالي الشرقية - أن نسعد بما منحنا إياه قائد مسيرتنا الحديثة، خادم الحرمين الشريفين، الذي أسبغ على منطقتنا لقب ´منطقة الخيرª فإننا لا ننسى أبداً ما تكرم به المليك ـ بالتزامن مع زيارته ـ من أوامر تقضي بالعفو عن سجناء معسرين ومسجوني الحق العام وتسديد ما عليهم من أموال أو مديونيات أو ديات عجزوا عن أدائها، دون تفرقة ما بين مواطن ومقيم.
***
مليك الخير في منطقة الخير ولكل مملكة الخير..
هذه يد العطاء التي امتدت بطول البلاد وعرضها، لتشمل جميع من يستظل بسماء هذه الأرض الطيبة، وهذه يد العطاء التي تقرن أفعالها بأقوالها، وتدشن في تاريخ المملكة الحديث واحدا من أروع مناهج الحكم بأرقى صوره الإنسانية، وبنموذج من العدل الاجتماعي والتعامل المتساوي الذي لا يفرق بين مواطن ووافد، بل ويحرص على أن يستفيد المقيمون أيضاً من كل المكارم التي تهطل، ومعاملتهم حسب النموذج الإسلامي الذي يوازي بين البشر، ويحفظ لكل ذي عهد عهده، ويصونه في دمه وماله وعرضه.
هذه النقطة الأخيرة تحديداً، ربما ترد على الكثير من الأصوات النشاز بالخارج والتي تتاجر بالعمالة الوافدة، بل وتصفع أصحاب هذه التوايا الخبيثة في مقتل، حين تبين لهم بطريقة عملية ـ ليست وليدة اليوم أو الأمس ـ أن هذه الدولة لا تراعي فقط مواطنيها الذين هم في الأعراف الدولية مسؤولون منها، إنما يمتد هذا الغطاء ليشمل كل الأجانب والعمل على تطبيق نفس المعايير عليهم ومراعاة غير القادرين منهم والعاجزين عدا المحكومين بأحكام شرعية والتي يتساوى فيها الجميع سواء أكانوا سعوديين أم غير سعوديين.
قرار الخير ذاك، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن مليك الخير، إنما هو أب للإنسانية بمعناها البشري، ويؤكد أيضاً أن جميع القرارات التي صدرت قبل ذلك، إنما هي تعبير عن شعور رفيع بقيمة الإنسان/ المواطن/ المقيم وبقيمة الوطن/ الأرض/ المعنى/ الكيان/ الانتماء.. وهذا كله جدير بأن يسطره التاريخ بأحرف من نور.
