عزيزي رئيس التحرير
في كل فصل تمر على الطلاب امتحانات نهائية ـ ومرورها طبعا على الطالب يختلف بحسب استعداده لها فقد تكون بمثابة الشهد وقد تكون العكس كأنما هي شبح وقد وصل للتو أي في وقت الامتحانات.
وهذا يرجع كما قلنا الى استعداد الطالب ونفسيته في استقبال الامتحانات، فالطالب المثابر هو النوع الأول الذي يرحب بحلول الامتحانات حتى يرى جهده الذي طواه عناء وقد حان وقت حصاده وما هي الا أيام معدودة حتى يجني الثمار التي ظل يرجوها طوال العام.
وبالعكس تماما حيث تكون الامتحانات شبحا على ذلك الطالب المهمل الذي يظل يتسكع واذا به قد طرقت الامتحانات بابه وهو غير مستعد لها.. فماذا يفعل؟!
هل يسمح لنفسه أن يضيع سنة كاملة من عمره بلا منفعة ولا نتيجة.. لماذا لم يفكر في المذاكرة قبل قرب موعد الاختبارات وحلوله؟
فقد دخلت ايامها فلا بد من الانتباه والحذر والتهيؤ لها حتى لا تجعل تلك الازمة التي تقع فيها العائلة بأسرها بسبب الامتحانات فيكون على أثرها المنزل في حالة طوارئ ـ فالأم تريد المذاكرة لابنتها والأب لابنه، وشراء اللوازم الى غير ذلك، من سوء نفسية الاسرة من عدم مذاكرة أبنائها فلو ذاكر الطالب والطالبة أولا بأول لم يكن من هذه الاشكالات شيء يذكر.
فلذلك لابد أن نبدأ المذاكرة قبل حلول الامتحانات بوقت مبكر يتيح المذاكرة المريحة والمراجعة المتأنية بوضع جدول زمني لا يقل عن بدء الامتحانات بشهر على أقل تقدير.
ويجب ألا يبقى الطالب في الانتظار ريثما تقوم ادارة المدرسة بإعطائه جدول الاختبارات لأن ذلك يتسبب في تأخيره عن المذاكرة. بل علاوة على ذلك بعض الطلاب وللأسف الشديد لا يبدأ المذاكرة الا في ليلة الامتحانات ولا يطلب المساعدة من أصدقائه وأقربائه إلا في تلك الليلة مما يجعله يلقى منهم الرفض المباشر.. لماذا؟ لأنهم هم أيضا في ذلك الوقت يذاكرون ويراجعون لأنفسهم فليسوا بالمتفرغين لك وهم في شغل عنك، فلا تحاول أن تنتظر الى ذلك الوقت لطلب المساعدة، هذا قبل الامتحان.
أما في أثناء الامتحانات فلو رجعت من مادة اليوم.. فمتى تذاكر مادة الغد؟ عليك بالراحة أولا، ثم ابدأ مذاكرة بعد أن تأخذ الوقت الكافي من الراحة وطبعا هناك فرق بين من كان يذاكر طوال السنة ممن لم يكن كذلك الا في ليلة الامتحان فالأول سيشعر بأنه يستطيع أخذ الوقت الكافي من الراحة أما الآخر فإنه سيشعر بأنه لا يستطيع لأنه لم يذاكر فلابد من الاسراع الى المذاكرة حتى لا يدركه الوقت.
وعلى الاسرة أن تحث أبناءها على المذاكرة ولاسيما في أيام الامتحانات ولا تتركهم وتهملهم حتى اذا انتهت الامتحانات وقد فاتتهم فرصة النجاح مع أبنائهم فعليهم ألا يرموا فشل أبنائهم على غيرهم من معلمين أو ادارة مدرسة وغيرها.
وكذلك المدرسة وادارتها عليهم أن ينبهوا الطلاب على أهمية الاختبار ووجوب المذاكرة والاستعداد له وأن ذلك هو ما يعادل مجهودهم طوال العام.
وأخيرا نتمنى كل النجاح لأبنائنا الطلاب وينهوا امتحاناتهم وكل قد ظفر بما يود اغتنامه والحصول عليه من النجاح والتفوق.
محمد المبارك ـ الاحساء
