تمثل العاب الأطفال وبصرف النظر عن قيمتها الشرائية الشيء الكثير للطفل نفسه حتى وان انتهى الأمر إلى إتلاف وتحطيم تلك الألعاب والأطفال عادة يختارون اللعبة دون إدراك لمدى الأخطار التي يمكن أن تسببها لهم لعبتهم الجميلة وإنما يكون الاختيار من منطلق الإعجاب بالشكل اواللون أو التقليد لأقرانهم من الأطفال وفي معظم الأحيان يكون هناك ثمة تدخل مباشر اوغير مباشر من الآباء في اختيار العاب أطفالهم ويعتبر ذلك التدخل ايجابيا معتمدا في مجمله على الإرشاد والتوجيه لاختيار اللعبة التي تتناسب مع عمر الطفل ولاتمثل مصدر خطر على سلامته الجسدية اوالفكرية وعلى الرغم من الحرص الكبير من غالب الآباء على ذلك الأمر الا ان اسواقنا المحلية لاتخلو مطلقا من الألعاب الرديئة ذات الصنع الرخيص الخالي تماما من مقومات السلامة الدولية المعترف بها كما ان بعضها صنع بطريقة سلبية تمثل خطرا كبيرا على الطفل في الجانب الفكري والعقدي ، وبعض الأطفال بطبيعتهم يميلون إلى الألعاب العنيفة لذلك يتوجب على الآباء إقناع أبنائهم بطريقة او اخرى بالمضار التي ستلحق بهم جراء اختيار تلك الألعاب مع احترام رغباتهم لمنحهم الثقة في انفسهم ومساعدتهم على تكوين شخصية متزنة تعرف مصلحتها.
مواصفات تجارية
و اكد المشرف التربوي محمد بن عبدالله العامر ان العاب الأطفال في الوقت الحالي اصبحت وبشكل كبير تمثل الاتجاه التجاري ولاتهدف الى تربية الطفل على التعاون والتفكير كماكانت الألعاب في السابق والملاحظ ان العاب الأطفال حاليا تؤدي الى اشياء سيئة كثيرة سواء في الأخلاق اوالسلوكيات الأخلاقية للأطفال.. فالطفل اذا احب شيئا قلده نظرا لقصر وعيه الفكري مضيفا ان الأمر لايتوقف على الألعاب الملموسة وحدها بل يمتد ليصل الى الألعاب المبرمجة بالكمبيوتر وماتتركه من ترسبات مغلوطة في نفوس الأطفال ولاسيما من هم في سن السابعة الى العاشرة والذين ينضجون تحت تأثير ثقافتها وان كان هذا النضج يختلف من طفل لآخر في التفريق بين الحقيقة والخيال الا ان الغالب منهم في هذه السن ينساقون خلف ماتقدمه لهم الفضائيات وأماكن الترفيه من مشاهد عنف وغيرها مما يؤثر على أخلاقهم كما ان الأطفال في هذه السن يتأثرون تأثرا كبيرا بالصورة البصرية كبرامج التلفزيون والمجلات والقصص ذات الحبكة الدرامية المتضمنة على مشاهد عنيفة واضاف العامر نعتبر نحن سببا من اسباب انتشار هذه الألعاب بالرضوخ لضغوطات الأطفال وشراء أية لعبة يختارونها دون النظر للعواقب التي تتركها تلك الألعاب على سلوكيات الأطفال لذلك يجب علينا ان نأتي بالبديل لهذه الألعاب بالاقتراحات الجيدة للمصانع التي تنتج تلك الألعاب بالمملكة والدول الأخرى التي نستورد منها العاب الأطفال وقبل كل شيء يتوجب على كل اب وام قبل شراء العاب اطفالهم سؤال انفسهم هل هذه الألعاب تفيد ابناءنا اخلاقيا ام لا؟
ترقب وفزع
وعلى الرغم من كون الأطفال في هذه المرحلة العمرية يفضلون البرامج والمشاهدات الغريبة التي تعتمد على المرح والتسلية كالقصص المخيفة أو المثيرة أوالخيالية أو المغامرات التي تغرقهم في بحر من الترقب والفزع وهو ما يعتبره علماء النفس طبيعيا كمرحلة من مراحل التطور والنمو وبلوغ الرشد الناتج عن الرغبة في الشعور بالخوف من المجهول إلا أن الأمر لا يتوقف عند فكرة تنوع المشاهدات وتعددها بل عند خلوها من العيوب والتشوهات الأخلاقية التي تنافي كل الأعراف والتقاليد.
