DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. رياض الونين

د. رياض الونين

د. رياض الونين
د. رياض الونين
أخبار متعلقة
 
يشير احدث تعداد للسكان في المملكة الى ان حوالي الثلثين من السعوديين هم من اليافعين اطفالاوشبانا دون سن الحادية والعشرين وحين يتعلق الامر بصحة هذا النشء فإن مغزى هذا النتائج واضح وجسيم بالنسبة لبلد نام لا يزال امامه الكثير للوصول الى ما وصل اليه الاخرون ولأن مفهوم الصحة "بحسب منظمة الصحة العالمية" يتجاوز مجرد غياب المرض او الاعاقة الى كونه حالة من اكتمال العافية الجسدية والنفسية للفرد لذا فمن المنطقي ان تؤخذ مسألة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بما تستحقه من اهتمام. ولأن الصحة النفسية لهؤلاء هي من الأهمية بمكان لكل المجتمعات وفي كل الاوقات فقد اختارت الجمعية الدولية للطب النفسي هذا الموضوع عنوانا لحملتها التوعية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية 2005 - 2006م وفي اعتقادي انه لو تم تبني توصيات الجمعية من قبل الجهات التنفيذية في المملكة تحديدا وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي فسنكون قد وفرنا الكثير من الوقت والجهد لتحديد من اين نبدأ وكيف يمكن التعامل مع قضية حساسة بالنسبة للصحة العامة مثل قضية الصحة النفسية لصغار السن. اما ورقة الجمعية وتوصياتها فمتوفرة لجهات القرار والمهتمين بالمملكة عن طريق شبكة الانترنت ومحتوى هذه التوصيات يعرض لحقائق ثابتة فيما يخص هذا الموضوع قائمة على براهين علمية وبشكل متوازن يحقق غاية التوعية للجميع افرادا وجهات رسمية. ابرز الحقائق التي تكشف عنها هذه الورقة ما يلي: 1- تدل الاحصائيات على ان عدد الاطفال المصابين باضطرابات نفسية مرضية في مختلف دول العالم تتراوح بين 10 - 20 بالمائة من اجمالي عدد الاطفال. 2- من بين اكثر عشرة امراض مسببة للإعاقة في حياة الطفل بعد سن الخامسة يوجد خمسة امراض نفسية. 3- من اهم الدلائل على إمكانية وجود اضطراب نفسي مرضى لدى الطفل حدوث انخفاض تدريجي في أدائه الدراسي او تكيفه في اطار محيطه العائلي والاجتماعي. 4- يؤدي الاهمال في علاج عدد من الاضطرابات النفسية الى التأخير الدراسي زيادة الاحباط وإضعاف ثقة الطفل بنفسه وجعله اكثر عرضة لإساءة المعاملة من قبل الأبوين والاسرة والمعلمين. 5- وجود مرض جسدي مزمن لدى الطفل كالسكر او الروماتيزم او الربو وغيرها يجعل الطفل اكثر عرضة بمقدار الضعف للاضطراب النفسي خصوصا مشاكل القلق والاكتئاب واضطراب السلوك مقارنة بالاطفال غير المصابين بمرض جسدي. 6- تزداد نسبة إصابة الاطفال من جميع الاعمار بالمشاكل النفسية عند وجود احد او بعض العوامل التالية: الايذاء الجسدي الشديد الاهمال التمييز ضدهم الفقر فقدان احد الابوين في سن مبكرة تنقل العائلة المتكرر او كثرة الخلافات واستعمال العنف بين الوالدين كما تركز الحملة العالمية على عرض اساليب التعامل الخاطئة بين الوالدين والطفل مع اقتراح الوسائل الاكثر ملائمة لاحتواء المشكلات الطارئة. 7- اما مرحلة المراهقة فهي مستقلة بذاتها مثلها في ذلك مثل الطفولة والرشد وأهم مشاكلها الصحية ضعف التغذية بسبب تغير نمط الحياة الاصابات نتيجة الحوادث او العنف تعاطي المخدرات المشاكل الجنسية التوتر والاكتئاب وزيادة الميول الانتحارية ويتم تسجيل حوالي مليون حالة وفاة عالميا كل عام لمن هم بين سن 10 - 19 عاما نتيجة الحوادث او العنف والانتحار وما يقارب 4 ملايين محاولة للانتحار كما تشير احصائية لمنظمة الصحة العالمية الى ان 70 بالمائة من الوفيات المبكرة هي نتيجة سلوكيات بدأت مع الاشخاص في سن المراهقة. 8- تتميز مرحلة المراهقة بحدوث نمو مهم في تركيب ووظائف الدماغ كما انها السن التي يبدأ فيها غالبا ظهور الامراض النفسية الشديدة مثل الفصام والاضطرابات الوجدانية وذلك عائد الى حد ما الى كون المراهقة مرحلة تكثر فيها الضغوط عادة (مع الزيادة السريعة في النمو الفيزيولوجي والاجتماعي). 9- وفي الولايات المتحدة مثلا فان واحدا من بين كل خمسة مراهقين يعاني من مشكلة نفسية مرضية وثلثا هؤلاء لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها. وفي كل هذه الحقائق مايجعل من واجبنا كاختصاصيين في الطب النفسي ان ننبه الى خطورة اهمال جانب الصحة النفسية لفئة الاطفال والمراهقين في مجتمعنا اكثر من ذلك داعيا الى دراسة فكرة ان يكون هناك اسبوع للتوعية بأساسيات الصحة النفسية كل عام على غرار الاسابيع الاخرى العتيدة بحيث يصبح مناسبة سنوية للتوجه الى الاطفال والمراهقين والوالدين عبر المدارس ووسائل الاعلام وباستخدام لغة مبسطة بغية تقديم المعلومة المفيدة تحقيق الهدف الوقائي وتوجيه النشء وأهاليهم لكيفية الحصول على الرعاية النفسية متى وجدت الحاجة ولعل الخط الاول يكون في تفعيل دور المرشدين النفسيين في المدارس والكليات في مثل هكذا اسبوع وكذلك في تفعيل دور الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الاولية بوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية (واقعيا وليس بالخطط التي لا تنفذ) وان يتخلل هذا الاسبوع نوع من التفاعل المباشر بين الطلبة والمرشدين النفسيين من جهة ودعوة أولياء الامور لمثل هكذا انشطة بصفتهم شركاء في الامر كما اقترح ان يتزامن هذا الاسبوع مع اليوم العالمي للصحة النفسية الواقع في العاشر من اكتوبر من كل عام. وفي اعتقادي ان من فوائد اسبوع للتوعية بأساسيات الصحة النفسية تعزيز فرص الوقاية من مخاطر المرض النفسي عبر اضفاء المشروعية الاجتماعية على المعاناة النفسية ايا كانت والتي يخجل كثير من اليافعين من التعبير عنها وزيادة فرص الكشف المبكر عن الحالات المرضية كأمراض القلق والاكتئاب ومشاكل الادمان والعنف والميول الانتحارية لدى صغار السن وهو ما ينعكس ايجابا على فرص علاج هذه الاضطرابات وحتى لو لم يكن من فوائد هذا الاسبوع في البداية الا المساعدة في تخفيف الحواجز بين هذه الفئة من المجتمع ومفهوم الصحة النفسية فان تلك تعد خطوة بالغة الاهمية.إضافة الى ذلك فإنني ارى أن من الأولويات في المرحلة التي نعيشها تغذية المنهج الدراسي بأساسيات هذا الجانب المهم من الصحة العامة لأن إهمال هذا الجانب في الغالب سيترك المجال مفتوحا لتسرب مفاهيم مغلوطة الى ذهن هذا النشء من طرق عدة ربما كان المعلمون قليلي الوعي احدها وللأسف هذا على اي الاحوال اقتراح برسم المسئولين في وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة لأن عافية اولادنا وبناتنا على رأس الأولويات.