بعض اللقاءات والحوارات التي تعرض في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للشعراء الشعبيين ضررها أكبر من نفعها في أغلب الأحيان , فالقليل من إخواننا الشعراء يجيد عرض أفكاره وتقديم صورة طيبة عنه وعن زملائه الشعبيين من خلال أسلوبه في الحديث وفهمه للأسئلة المطروحة عليه والاجابة عنها إجابة منطقية وواعية , ويشعر المشاهد, والمستمع والمحاور أيضاً بأنه أمام أديب يحمل وعياً وفكراً ولديه من الثقافة ما يؤهله ليكون سفيراً ناجحاً للشعر والشعراء .
أما ما عدا ذلك فإن حواراتهم هي بمثابة (فضائح) تمس كل منتم للساحة , الى درجة أننا أحياناً لا نقدر على مواصلة مشاهدتهم والاستماع اليهم بسبب ما تسببه لنا أحاديثهم من توتر وضغط نفسي , ونرى أنه من الأفضل لنا ولهم أن يكتفوا بكونهم شعراء وألا يرموا بأيديهم في تهلكة البرامج الحوارية في الإذاعة والتلفزيون .
في قناة فضائية وفي برنامج يستضيف الشعراء سأل المذيع ضيفه الشاعر : الأمة العربية والإسلامية تعيش هموماً لا حصر لها والشاعر الشعبي ما زال يكثر من كتابة الغزل , ما السبب في ذلك من وجهة نظرك ؟ فأجاب الشاعر بعد زفرة طويلة : (الشعراء الشعبيون وأنا منهم نكتب الغزل وبكثرة في هذه المرحلة بالذات للتخفيف من الضغوط التي نعيشها) !! .. لا يعلم أنه وأمثاله من الشعراء يسهمون في رفع الضغط وليس العكس !!
شاعر آخر في لقاء تلفزيوني أيضاً قال : (أنا أكتب قصائد كثيرة لأني متفرغ ومن المفروض أن أكتب في كل وقت كي لا افقد لياقتي الشعرية ولا تستغربوا اذا قلت أني أكتب يومياً أربع قصائد)! .. هذا المتفرغ الذي لا أعلم كيف استحق أن يكون ضيف برنامج حواري يراه الملايين لا يحفظ له أحد بيتاً من الشعر رغم لياقته الشعرية !
والأمثلة على هذه الفضائح كثيرة , اذا أردتم الاطلاع على المزيد منها تابعوا برامج الشعر في القنوات الاذاعية والتلفزيونية , وعندها ستؤمنون مثلي بأن الحوارات التلفزيونية للشاعر الشعبي هي في أغلب الأحيان ورطة .
[email protected]