من أبرز الأشياء التي تميز مجتمعنا، تلك العلاقة الحميمية بين القائد والشعب، فالرمز خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان ولا يزال طيلة مسيرته الطويلة نموذجاً للحاكم الفارس، الذي يأتي في لحظة تاريخية متحسساً هموم مواطنيه، ويرنو معهم للمستقبل، انطلاقاً من الأرضية الصلبة التي تجمعنا جميعاً حكاماً ومحكومين على أسس متينة وقوية قلّ أن نجد مثيلاً لها في أي دولة أخرى.
قرارات المليك الأخيرة بتخفيض أسعار الوقود، لامست همّا اجتماعياً عاماً، وجاءت استمراراً لمسيرة خيرة يقودها المليك وسمو ولي عهده من أجل رفاهية هذا الشعب، ومساعدة غير القادرين، بدءاً من الصندوق الخيري لمكافحة الفقر، ومروراً بوحدات الإسكان الشعبي، وزيادة المخصصات الاجتماعية في أضخم ميزانية تعرفها المملكة في العصر الحديث، إذ ركزت على رفع نسب المعاشات والتأمينات، وضخ المزيد في شرايين المرافق العامة لتحسينها وتطويرها، لذا كانت الميزانية بحق واحدة من منجزات المليك الكبرى على أرض العطاء.
ولم يكن غريباً أن يتفاعل المليك مع شعبه، وبادلهم الحب والوفاء بصراحة جُبَلَ عليها، وهو الذي عاهدهم عند توليه مقاليد الحكم بأن يكون الأخ والنصير، ويضرب بكلماته التي وجهها بالأمس للمواطنين والمواطنات المثل الأعلى في الاجتهاد والقدوة الحسنة من أجل خدمة الجميع.. في أقدس أمانة تاريخية يحملها بكل اقتدار.
رسم المليك في كلمته نموذج الحاكم العادل وها هو يضرب القدوة بقوله (ليعلم كل مواطن كريم على أرض هذا الوطن الغالي ، بأنني حملتُ أمانتي التاريخية تجاهكم ، واضعاً نصبَ عينيً همومكم ، وتطلعاتكم ، وآمالكم ، فعزمتً متوكلاً على الله ، في كل أمر فيه مصلحة ديني ثم وطني وأهلي. مُجتهداً في كل ما من شأنه خدمتكم. فإن أصبتُ فمن الله وتوفيقه وسداده ، وإن أخطأتُ فمن نفسي ، وشفيعي أمام الخالق ـ جل جلاله ـ ثم أمامكم اجتهاد المحب لأهله الحريصُ عليهم أكثر من حرصه على نفسه).
كلمة تغني عن كل بيان وتلزمنا جميعاً على هذه الأرض الطيبة أن نكون عند أقصى قدر من المسؤولية، تجاه ديننا، ثم قيادتنا ووطننا.
