DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشمري أكثر جرأة من عبده خال لكنه تفوق من الناحية الفنية

الشمري أكثر جرأة من عبده خال لكنه تفوق من الناحية الفنية

الشمري أكثر جرأة من عبده خال لكنه تفوق من الناحية الفنية
أخبار متعلقة
 
يواصل المنتدى الثقافي المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالدمام نشاطاته الأسبوعية التي استأنفها قبل عدة أسابيع، وذلك بجلسة حول رواية (فسوق) لعبده خال، قدم فيها الناقد عيد الناصر ورقة بعنوان (شجرة الخوف في رواية فسوق لعبده خال) ركز فيها على محور الخوف والصور التي وردت في الرواية. وكان الشاعر إبراهيم الشمر قد قدم للجلسة بكلمة أشار فيها إلى أن رواية عبده خال (فسوق) تغوص في بعض مشاكل المجتمع، وان الورقة التي يقدمها الناقد عيد الناصر تأتي ضمن توجهات المنتدى الذي يناقش الابداع وقضاياه. الناصر ابرز في ورقته عدداً من صور الخوف التي وردت في الرواية متسائلاً: من أين جئنا بهذه الصور؟ مجيبا : اننا لم نسقطها إسقاطاً بل استقيناها من صميم السرد. وعدد صوراً مختلفة منها صورة الخوف المرتبط بالأحلام. وصورة خوف الشخصية الرئيسية من الفضيحة، ومن الخيانة الزوجية . وقال: الرواية تزخر بمشاهد كثيرة من حالات القلق. كما أبرز حالات خوف أخرى منها حالة خوف المثقفين وقلقهم، وخوف الأب من أبنائه لشدة تزمتهم اذ كان الاب يعشق سماع الموسيقى ولكنه بعد فترة لم يتمكن من ذلك لأن أبناءه أصبحوا متدينين متزمتين، وكذلك زوجته التي هجرته، فصار الأب يختبئ عندما يرغب في سماع الموسيقى. وعدد الناصر بعد ذلك أسباب الخوف ليشير في النهاية الى ان الورقة طويلة ولكن لضيق الوقت سيتوقف مفسحا المجال للمداخلات. مدير الجلسة إبراهيم الشمر بدأ المداخلات قائلا : أغفل الناصر جانبا مهما وهو الفساد المستشري في المجتمع بطريقة فضائحية، نتيجة التحولات في الحراك الاجتماعي والتطور الذي يحدث في بيئة المجتمع. واضاف : هناك عنوان رئيسي في الرواية هو (فسوق) الذي يثير الكثير من القضايا لم تتناولها الورقة. القاص والباحث علي الحبردي قرأ ورقة أعدها سلفاً حول الرواية والكاتب، وعلى الرغم من أنها جاءت بعيدة عن موضوع الرواية خاصة في جزئها الأول، الا انها لامست بعضاً من جوانبها وقد بدأها بعرض موجز للرواية مبينا إنها بدأت بحادثة بسيطة حينما ضبطت جليلة مع محسن تحت شجرة ليقوم أخوها بقتلها ومن ثم يتطور الحدث ليتزوج محسن من امرأة وينجب فتاة يسميها جليلة لتكون نقمة عليه. وانطلق الحبردي في ورقته ليتحدث عن عبده خال وأنه مظلوم ويجب أن يكرم داخل المملكة قبل أن يكرم خارجها (ومتهكماً) ربما من جائزة نوبل! واضاف: رواية (فسوق) تتخذ مساراً بين الواقع والخيال وهذه قدرة عجيبة تجعل الشخوص بين الجن والبشر وينقلك بخياله إلى عوالم جميلة، وقد بث الكاتب آراءه في المجتمع خاصة مشكلة المرأة. وكذلك الصراع الفكري في المجتمع. الزميل الناقد أحمد سماحة قال: القراءات والنقاشات دارت حول الحكائي بعيداً الى حد ما عن الفني والسردي اللذين برزا لدى خال في رواياته السابقة. وقال: كان يجب أن نقف طويلاً عند عنوان الرواية، لماذا اختاره، وهل يمثل الرواية؟ ومن من الشخصيات يمثل هذا الاسم؟ وما العلاقة بين الفسوق والخوف الذي طرحه الناقد عيد الناصر. واكد: هذا الموضوع يحتاج إلى تحليل طويل. وأضاف سماحة: بقدر ما تبدو رواية (فسوق) مقفلة حكائياً (القبض على الجاني) إلا أنها مليئة بالدلالات المؤدية للتأويل، والتأويل المفرط حتى، وقد لمسنا ذلك في بعض مقاطع الرواية، ونتلمسها كلما عاودنا قراءتها. واختتم سماحة مداخلته بقوله: رغم ان خال اكد على الفني احيانا لكنه في هذه الرواية لم يبرز مثلما برز في رواياته السابقة.. وقدم بعض الامثلة على ذلك. قال سعد الربيعة: إن ثمة اختلافا في فهم الرواية عندما يقرأها عدة أشخاص وذلك يعني أن الكاتب لم يصل إلى الهدف المنشود، مشيرا إلى أن حياة كل شخص داخل الرواية تختلف عن الآخر، وأضاف قائلاً: إن الرواية التي لا توصلني لطرف الحل تربكني.. تدخلني في معمعة ولا يضع الحلول، ذلك أمر مرفوض. وهو يتطرق في روايته للأمور السلبية وينسى الجوانب الأخرى (ينظر إلى نصف الكأس الفارغ). وهو الأمر الذي دفع الحبردي للقول إن الروائي يتلمس المشكلة ولا يضع الحلول. القاص عبدالله الوصالي قال: لفت نظري بعض التقريرية في الرواية. مشيراً إلى أن عبده خال كما يبدو - وهو يكتب الرواية- قد واجه هماً اجتماعياً ضاغطاً، فخال معروف بصداميته، لكنه هنا يتضح أنه واجه ضغطاً اجتماعياً كبيراً، وتساءل عن ما ذكره الناقد سماحة حول التأويل والعمل المغلق، وقال: العمل المفتوح هو العمل التأويلي. بدوره اجاب سماحة مبينا ان الدلالة التي تنفتح على مدلول واحد واضح تبدو منغلقة والرواية بمنحاها البوليسي انتهت بالحل وهو معرفة الجاني، هذا من جانب الحبكة ولكن من جانب السردي هناك تعدد دلالات. وفضل عيد الناصر المقارنة بين رواية (فسوق) ورواية عبدالحفيظ الشمري (جرف الخفايا) وقال: كان الشمري أكثر جرأة من خال، فالشمري لم يذهب إلى الطريقة السهلة (الحبكة البوليسية) التي فشلت بالنسبة لعبده خال، وقد عدها الناصر من الزلات الفنية في الرواية. فيما الشمري خرج بفنية عالية ودخل من زوايا مختلفة. لكنه من ناحية أخرى قال إن خال تفوق من الناحية الفنية. أحمد العمري علق على مشاركة الربيعة قائلاً: ليس وظيفة الأدب وضع الحلول، بل وظيفته تحريضية تدعو إلى التأمل والتفكير. وفي نهاية المداخلات تحدث الروائي عبده خال عبر الهاتف في كلمة شكر فيها جمعية الثقافة على استضافته. وقال رداً على سؤال إن الروائي ليس مهمته وضع الحلول، والرواية ليست معنية بذلك فهي تقدم حالات إنسانية وتترك للقارئ استلهام ما يريد. وسأل أحمد سماحة عن الفارق بين (فسوق) والروايات الأخرى في اطار مناخ الكتابة، وقال خال: فسوق هو العمل الذي أردت من خلاله أن أدخل مع ما يحدث من سلوكيات في المجتمع، وهناك أحداث تغيرت في حياتنا الاجتماعية، ولا بد من مواكبتها. أما سلمان جهام فقد سأل في نهاية المداخلات عن اسم الرواية، هل جاء اختياره جواز مرور لدخولها ووصولها للقارئ، أم أنها جاءت من جراء تفكير عميق. ورد خال بقوله: لو كان العنوان يقلقني لكتبت في السابق ما يمكن تسميته قنابل في العنوان، مؤكداً قوله هذا الأمر لا يعنيني إطلاقاً.